يسود هدوء حذر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، بعد ساعات قليلة من اعلان "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" تثبيت قف إطلاق النار بعد ظهر اليوم الثلاثاء عقب اجتماع لها في سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت، فيما وصل وفد من الهيئة إلى المخيم والتقى بأطراف القتال بهدف ضمان وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر ميدانية في مخيم عين الحلوة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أنّ أوامر ميدانية وصلت لعناصر حركة فتح في مخيم عين الحلوة، بوقف إطلاق النار على كافة المحاور.
كما صرّحت قيادات سياسية فلسطينية في لبنان، أنّ وفداً من هيئة العمل الفلسطيني المشترك وصل الى مكتب حركة "فتح" في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة، للإشراف على تنفيذ التهدئة، بحضور ممثل حركة أمل "محمد الجباوي" لتثبيت وقف إطلاق النار، كما التقى مع عناصر "إسلاميين" في مكتب لعصبة الأنصار واتجه إلى المشفى الحكومي.
وكانت خروقات واسعة لإعلان وقف إطلاق النار، قد شهدها المخيم، واستمرّت ساعة كاملة، عقب صدور بيان اجتماع "هيئة العمل" عصر اليوم الثلاثاء 1 آب/ أغسطس، والذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وسحب المسلحين من شوارع مخيم عين الحلوة فوراً، والعمل على توفير مناخ آمن لعودة العائلات النازحة.
كما أعلنت الهيئة، عن تشكيل لجنة تحقيق، "للكشف عن المتورطين في ارتكاب الجريمة التي حصلت، لتقديمهم للجهات القضائية والأمنية اللبنانية وإنجاز مهمتها بأسرع وقت ممكن ورفع تقريرها للهيئة نفسها.
كما شهد المخيم، اعتداءات على الاطقم الإسعافية التابعة لجمعية الشفاء للخدمات الإنسانية، ما أدى الى وقف الجمعية لعملها والانسحاب من المخيم، حفاظاً على سلامة أطقمها.
وقالت الجمعية: إن "فرقها الإسعافية وسياراتها تعرضت على مدار أربع أيام لاعتداءات مباشرة شملت إطلاق نار مركز واعتداء وغير ذلك من أشكال الاعتداءات على الأفراد والأطقم، من طرف ضالع في الاشتباك نتحفظ عن ذكره الآن" حسب بيانها.
ودعت الجمعية كافة الأطراف إلى وقف القتال فوراً، وتوفير ضمانات للفرق الإسعافية لتعاود عملها في المخيم، وضمان سلامة أطقمها التي تعمل على مسافة واحدة من الجميع.
وكانت المعارك قد اندلعت في مخيم عين الحلوة فجر الأحد 30 تموز/ يوليو، إثر إقدام أحد الأشخاص، على محاولة اغتيال القيادي "الإسلامي" محمد أبو قتادة، في حي الصفصاف، ما أدى إلى قضاء الشاب المدني عبد فرهود في أثناء مروره من الحي، وإصابة آخرين بينهم أطفال.
وتصاعدت المعارك، عقب اغتيال مسلحين، قائد الأمن الوطني في مدينة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ظهر الأحد، مخلفةً دماراً كبيراً داخل أحياء المخيم، ولا سيما أحياء الطوارئ والتعمير، التي شهدت معارك طاحنة، إضافة إلى حيي حطين والرأس الأحمر، كما امتدت المعارك إلى منطقة جبل الحليب مخلفةً أضراراً مادية وحرائق في بيوت وممتلكات اللاجئين الفلسطينيين.