شنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الأربعاء 22 تشرين الأول/أكتوبر 2025، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، طالت العشرات من الفلسطينيين بينهم طفل، وتخللتها اعتداءات على الشبان وإغلاق طرق ومناطق بالكامل، إضافة إلى استيلاء على أراضٍ في مسافر يطا وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، في تصعيد متواصل لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين.
في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال 16 فلسطينياً بينهم طفل، خلال مداهمات طالت بلدات دورا ويطا ومخيم الفوار وقرية الهجرة.
وذكرت مصادر صحفية أن المعتقلين هم: موسى إبراهيم الشوامرة، والإخوة أمجد وماجد وهشام عيسى الشوامرة من دورا، ووسيم محمد محمود مشارقة وشقيقه مصعب، والطفل ضياء إياد ياسر مشارقة (15 عاماً)، ولؤي عبد الجليل مشارقة من قرية الهجرة، وبراء إبراهيم حسن الهريني، وإسماعيل عمور أبو دية، ورائد إبراهيم محمد، وعاطف رباع ونجله مؤمن من بلدة يطا، ويزن عصام المعيوي وشقيقه هاشم من مخيم الفوار.
وأشار الناشط الإعلامي محمد عوض من بيت أمر إلى أن قوات الاحتلال داهمت أحياء رأس الجرون والبياضة والزحلفان، واعتقلت الأسير السابق عايش عبد الناصر عايش اخليل (30 عاماً) بعد تفتيش منزله، فيما أفادت مصادر محلية باعتداء الجنود على عدد من المعتقلين بالضرب المبرح.
كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبعض بلداتها ومخيماتها، وأغلقت طرقاً رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
وفي مدينة البيرة، اقتحمت قوة "إسرائيلية" حيّ أم الشرايط، وحاصرت بناية سكنية قبل أن تعتقل المواطن حمزة عدنان محمد شاهين، وفق ما أفادت به مصادر أمنية.
أما في القدس المحتلة، فقد اعتدت قوات الاحتلال على شابين في بلدة بيت حنينا شمال المدينة بعد إيقافهما أثناء سيرهما على دراجة نارية، حيث جرى التنكيل بهما بالضرب المبرح قبل اعتقال أحدهما، بحسب محافظة القدس.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين خلال اقتحامها لعدة أحياء في المدينة ومخيم بلاطة.
وقالت مصادر محلية إن المعتقلين هم: محمد شادي صلاح من الجبل الشمالي، شادي القطب من منطقة الطور، علي القوقا من شارع القدس، ومحمد مرشود وسليم الشوا من مخيم بلاطة، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من قلقيلية يدعى رأفت عويصي في العشرينات من عمره بعد مداهمة منزله وتفتيشه، واقتحمت بلدتي كفر ثلث وعزون شرق المدينة وجابت شوارعهما دون تسجيل اعتقالات أخرى.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع وقرية الجبعة، وداهمت منازل الفلسطينيين محمد ذيب العمور ومحمد محمود العمور في تقوع، ويعقوب لطفي أبو لطيفة في الجبعة، وفتشتها دون تسجيل اعتقالات.
كما اقتحمت آليات الاحتلال مساء أمس قرية دورا القرع شمال رام الله ونفذت عمليات تمشيط دون أن يُبلّغ عن إصابات أو اعتقالات.
وفي سياق متصل، أعلنت قوات الاحتلال منطقة "صارورة" في مسافر يطا جنوب الخليل منطقة عسكرية مغلقة، عقب استيلاء مستوطنين فجر اليوم على كهفٍ يعود للفلسطيني جميل العمور ومنعهم الأهالي من الوصول إليه.
وقال الناشط ضد الاستيطان أسامة مخامرة لـ"العربي الجديد" إن جيش الاحتلال وصل إلى المنطقة بعد اتصالات من مجلس قروي التوانة وجهات حقوقية للمطالبة بإخراج المستوطنين من الكهف،"لكن الاحتلال بدلاً من إخلائهم أعلن إغلاق المنطقة بمساحة لا تقل عن 400 دونم، وأبعد أصحاب الكهف والمتضامنين الفلسطينيين، بينما أبقى المستوطنين في المكان".
وأوضح مخامرة أن منطقة "صارورة" تقع بين خربة المفقرة وخلة الضبع وقرية التوانة، بالقرب من مستوطنة "حفات معون"، وأصبحت منذ ما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 شبه محظورة على الفلسطينيين بفعل اعتداءات المستوطنين المتكررة.
وأشار إلى أن المستوطنين أقاموا خيمة على تلة قريبة من الكهف يتمركزون فيها على مدار الساعة في محاولة لترسيخ وجودهم والسيطرة على مزيد من الأراضي التي تعود بمعظمها لعائلة العمور، مؤكداً أن المنطقة تُقدّر بمئات الدونمات، وأن خربة المفقرة المجاورة تضم نحو 150 فلسطينياً يعيشون في نحو 20 كهفاً.
بهذا التصعيد الميداني، تواصل قوات الاحتلال والمستوطنون تنفيذ حملات اعتقال وهدم واستيلاء، في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات اليومية ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية.