قالت مديرة عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس" اليوم السبت 19 أغسطس/ آب: إن مجمعاً مدرسياً آخر تابعاً للوكالة في مخيم عين الحلوة قد تم الاستيلاء عليه من قبل جهات مسلحة، ما يرفع عدد المدارس التي يوجد فيها عناصر مسلحة إلى ثمانية.

وأوضحت كلاوس في بيانٍ لها، أنّ العدد الإجمالي للمدارس التي استولت عليها جهات مسلحة في المخيم يرتفع إلى ثماني مدارس، ما يهدد بدء العام الدراسي في الوقت المناسب لـ 5900 طفل من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

وأشارت كلاوس، إلى أنّ عدداً من التقارير الموثوقة وصلت "أونروا" حول أضرار جسيمة لحقت بالمباني المدرسية، إلى جانب عمليات نهب للمواد التعليمية للأطفال والمعدات من المدارس.

وجدّدت كلاوس دعوتها العاجلة لكافة الجهات المسلحة لإخلاء منشآتها في مخيم عين الحلوة على الفور، بما في ذلك المدارس ومكاتب الخدمات الأخرى، مضيفة أنّ وجود هذه الجهات المسلّحة يعد انتهاكاً صارخاً لحياد وسلامة منشآت الأمم المتحدة ويشكّل تهديداً كبيراً لتعليم الآلاف من أطفال اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في المخيم.

ويوم أمس، علّقت "أونروا" خدماتها في مخيم عين الحلوة، ليوم واحد فقط احتجاجاً على ذلك، فيما استأنفت تقديم بعض الخدمات هذا صباح اليوم السبت، إذ أوضحت "أونروا" أنّها ملتزمة بتقديم الخدمات في المخيم بما في ذلك الخدمات الصحية وإزالة النفايات الصلبة وخدمات الإغاثة حيثما أمكن ذلك في أنحاء المخيم.

كما طالبت وكالة "أونروا"، بالوصول إلى جميع أنحاء المخيم حتى تتمكن من الوصول إلى جميع اللاجئين البالغ عددهم 50,000 الذين يعتمدون على مساعداتها وخدماتها.

وأمس الأول الخميس، اعترف قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو إياد الشعلان بوجود عناصر مسلحة تابعة للأمن الوطني في إحدى المدارس التابعة لوكالة "أونروا" داخل مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، مبرراً ذلك بحماية مواقعهم من أي هجوم، واتهم الشعلان تنظيم "جند الشام" و"اتباعهم" بالتمركز في مدارس تابعة للوكالة داخل حيي التعمير والطوارئ.

وعبر الشعلان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن دعم الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا وتأييده لمطالبات مديرة وكالة "أونروا" في لبنان "دورثي كلاوس" بإخلاء المدارس فوراً وبشكل كامل من قبل المسلحين.

وقال الشعلان: "إن أول من وظف هذه المدارس ووضع بها عناصر مسلحة هم جند الشام واتباعهم"، مشيراً الى أن عملية اغتيال قائد الامن الوطني السابق أبو أشرف العرموشي تمت عبر توجيه النار عليه في أحد ملاعب مدارس "أونروا".

وبحسب الشعلان، فإن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق وكالة "أونروا" وعلى الدولة اللبنانية بإخلاء هذه المدارس فوراً، وأنه على الوكالة أن تضغط على الدولة اللبنانية لإخلاء المدراس التي تقع في حي التعمير وهي منطقة تستطيع الدولة اللبنانية الوصول إليها، بحسب قوله.

ويُشار إلى أنّها ليست المناشدة الأولى من وكالة "أونروا" لإخلاء مدارسها من المسلحين، فيما يأتي هذا في ظل قلق ما يزال يسيطر على اللاجئين الفلسطينيين منذ اندلاع اشتباكات مسلحة في 30 تموز/ يوليو الماضي في المخيم، استمرت لأربعة أيام بين عناصر من حركة فتح وآخرين من تنظيم "الشباب المسلم"، أسفرت عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى ودمار واسع في البيوت والممتلكات، وانتهت بقرار من قبل هيئة العمل الفلسطيني المشترك على تثبيت وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق في الاغتيالات التي تسببت في تأجيج القتال.

وتتصاعد مظاهر القلق والتخوفات فيما يدق العام الدراسي الجديد على الأبواب، فيما مدارس وكالة "أونروا" ما تزال عرضة ومسرحاً للتوترات الأمنية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد