أوقفت هيئة العمل الفلسطيني المشترك المؤلفة من فصائل وقوى فلسطينية في لبنان خروج مسيرتين كان قد دعا إليهما ناشطون في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوبي البلاد "حرصاً على أمن المخيم" كما جاء في بيان الهيئة.
ومنذ ساعات الصباح تداول اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة دعوات إلى وقفة تحت عنوان "معاً نحمي المخيم" رفضاً لتفلت السلاح والاقتتال الداخلي وتدمير المخيم وترويع الآمنين، بحسب ما جاء في الدعوة التي تم تداولها بكثافة، بالتزامن مع دعوة أخرى دعا إليها أهالي القتلى الذين سقطوا خلال الاشتباكات الأخيرة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين وتسليم المتورطين للجهات المختصة.
ولكن هيئة العمل الفلسطيني المشترك في صيدا أوقفت النشاطين قبل أن ينفذا، وطالبت في بيان لها صدر ظهر اليوم الأحد 20 آب/ أغسطس 2023 بعدم المشاركة فيهما "حتى لا يكون هناك أي توتر في الشارع"، وأضافت في بيانها بأنها "ملتزمة ببنود قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، وأنها تعمل مع الجميع للوصول إلى إحقاق الحق وتنفيذ هذه البنود" .
يأتي هذا فيما لا تزال حالة التوتر والقلق تسود في أوساط اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيم خشية تجدد الاشتباكات بين عناصر حركة فتح وتجمع "الشباب المسلم" مع استمرار وجود المظاهر المسلحة من الطرفين لا سيما داخل مدارس تابعة لوكالة أونروا" ومواصلة وضع شوادر ودشم من قبل عناصر حركة فتح في بعض المناطق، رغم إعلان هيئة العمل الفلسطيني المشترك قبل أسبوع تثبيت وقف إطلاق النار والاستمرار في التحقيق بالاغتيالات التي سببت تأجيج القتال يوم 30 تموز/ يوليو الماضي.
وعلق الناشط السياسي في مخيم عين الحلوة محمد حسون على إلغاء المسيرتين داخل المخيم بأنه "أمر جيد لأن المسيرة الأولى التي تدعو أهالي المخيم إلى الاعتصام أمام مفرق سوق الخضار على الشارع التحتاني لم يتبناها أحد، ولأن منظميها غير معروفين، والقصد بها في هذا الجو هو التوتر وإلغاء المسيرة هو أمر إيجابي للجميع، خاصةً أن حركة فتح دعت إلى مسيرة مقابلها أمام مركز الأمن الوطني الفلسطيني." بحسب تعبيره.
وقال حسون لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن المخيم ما يزال يعيش في أجواء التوتر ويمكن لأي مسيرة أو نشاط الآن أن يبعثر الأوراق ويقع ما لا يوجد الحسبان،مضيفاً أن الوضع محتقن في المخيم، والدعوة إلى مسيرة أمر مزعج في هذا التوقيت الحساس، خاصة أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها بعد في المخيم.