تشهد مناطق شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، تدهوراً في المؤشرات الاقتصادية والمعيشية بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، طالت تبعاتها اللاجئين الفلسطينيين المهجرين إلى تلك المناطق، في ظل استمرار تخلي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن القيام بواجباتها الإغاثية المالية والعينية لمئات العائلات الفلسطينية المهجّرة.
ونشر فريق "منسقو استجابة سوريا" ارقاماً تعكس حجم التدهور، وقال: إنّ 90.93% من سكان الشمال السوري تحت خط الفقر، فيما بلغت نسبة العائلات التي تعاني من الجوع 40.67%، في وقت ارتفعت فيه أسعار مختلف المواد بنسبة تتراوح بين 25% إلى 60%.
وأشار الفريق إلى أنّ حدّ الفقر في تلك المناطق ارتفع إلى قيمة 6473 ليرة تركية للعائلة، فيما ارتفع حجم الدخل الذي يعكس الفقر المدقع إلى قيمة 4669 ليرة تركية.
مداخيل الأسر الفلسطينية لا تتجاوز 100 دولار شهرياً أي ما هو دون حد الفقر
وحول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين على ضوء تلك المؤشرات، أكد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، أنّ الكثير من العائلات الفلسطينية، لا يتجاوز دخلها حدّ الفقر.
وأضاف مراسنا، أنّ معظم أرباب الأسر الفلسطينية يعملون في أشغال إمّا مؤقتة وبمداخيل لا تتجاوز 100 دولار أمريكي، أي ما يعادل قرابة 2600 ليرة تركية، فيما تحتاج الأسرة لتصل حدّ الكفاف المعيشي الذي يشمل أجرة المنزل وسواها أكثر من 6 آلاف ليرة.
وكانت شركة "نماء" الاقتصادية العاملة في الشمال السوري، قد حددت في دراسة لها، متوسط الحاجة المادية في تلك المناطق، بـ 407 دولارات شهرياً للأسرة الواحدة، وذلك منذ مطلع العام 2023 الجاري.
وتأثرت الأوضاع المعيشية بشكل كبير، إثر الانهيار الذي تشهده العملة التركية المتداول بها في تلك المناطق، وبدأ منذ العام 2021، حين بلغ سعر صرف الليرة 12 ليرة مقابل الدولار الواحد وقتها، في حين يتجاوز سعر الدولار اليوم 26 ليرة، وهو سبب ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الغذائية ومستلزمات الحياة، حسبما أوضح مراسلنا.
وتعتمد مئات الأسر الفلسطينية المهجّرة في الشمال السوري، الموزعة بين مخيّمات التهجير في دير بلّوط والمحمديّة ومناطق أعزاز وعفرين وادلب وسواها، على المساعدات الشحيحة التي تقدّمها المؤسسات الإغاثيّة العاملة.
ويعيش في الشمال السوري مئات العائلات الفلسطينية المهجّرة، وتتركز في مناطق إدلب وأريافها بواقع 700 عائلة، وريف حلب الشمالي بواقع 500 عائلة، فيما يسكن مخيم دير بلوط في ريف ناحية جنديريس نحو 250 عائلة، و70 عائلة في مدينة جنديرس نفسها.
وتعاني تلك العائلات التهميش الكامل من قبل وكالة "أونروا" والجهات الفلسطينية الرسمية ممثلة بفصائل منظمة التحرير، منذ تهجيرها عن مخيماتها في عام 2018، بحجة أنها "مناطق يصعب الوصول إليها" بحسب تبرير الوكالة، رغم مطالب واسعة وحملات عديدة طالبت بالالتفات إليهم وشملهم في توزيع المعونات المالية.
اقرأ/ي ايضاً فلسطينيو الشمال السوري: لا مبرر لـ"أونروا" حرماننا من حقنا في المعونة