تراكمت أكوام من النفايات في  مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان، بسبب منع بعض الشبان، السيارات التابعة لقسم الصحة والبيئة من دخول المخيم، كإجراء احتجاجي لعدم تلبية مطالبهم.

وكان عدد من شبان المخيم أغلقوا أمس عيادة "أونروا" في تحرك احتجاجي للمطالبة بترميم المنازل المتهتكة، فيما عاد بعض الشبان لإغلاق مراكز الوكالة ومنع سياراتها من العمل احتجاجاً على عدم اختيارهم في مشروع " العمل مقابل المال"، علماً أنّ الوكالة كانت قد أعلنت أسماء المقبولين فيه في شهر تموز/ يوليو الفائت، عبر آلية الاختيار المباشر والعشوائي بحضور ممثلين عن المجتمع المحلّي.

وتحولت العديد من الشوارع في المخيم إلى مكبات نفايات التي انتشرت في  في الساحات والأزقة والأحياء، ولا سيما شارع الهلال وسط المخيم، الذي تحول إلى مركز تجميع للقمامة، وسط انبعاث للروائح و انتشار الحشرات، ومناشدات الأهالي بالتحرك لإيجاد حلّ عاجل للأزمة.

وفي ردها على التحركات والاحتجاجات، قررت وكالة "أونروا" اليوم الجمعة 8 أيلول/ سبتمبر، إغلاق كافة مراكزها في مخيم برج الشمالي وتعليق كافة عملياتها، في إجراء انتقده ناشطو المجتمع المحلي واعتبروه "سياسة عقاب جماعي تمارسها الوكالة تجاه المخيم"

وتسبب قرار الوكالة بإغلاق مراكزها، في توقف عمل العيادات، ما حرم عدداً من المراجعين من استكمال مراجعاتهم العلاجية، فيما تسبب إغلاق مراكز خدمات المياه بانقطاع المياه عن المنازل.

اتحاد لجان حق العودة "حق" التابع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، انتقد إجراء الوكالة وإغلاق مراكزها الذي طال مكتب مدير المخيم، العيادة الصحية، الشؤون الاجتماعية، وقسم الصحة البيئية.

وقال "حق" في بيان له: إنّ القرار تسبب بحرمان اللاجئين من خدمات الوكالة وتكدس النفايات وتجمهر المرضى أمام العيادات، متهماً وكالة "أأونروا" بالتذرع بحجة الإغلاقات الجزئية المتكررة التي يقوم بها بعض اللاجئين، في سياق إعلاء صرختهم ومطالبهم من هيئتهم الدولية بعد أن استنفدت كافة البدائل أمامهم.

وأدان اتحاد لجان حق العودة، إجراء الوكالة، واعتبره "سابقة خطيرة وعقاباً جماعياً بحق أهلنا، واستقواء انتقامياً لا إنسانياً من منظمة تمتلك تفويضاً دولياً لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".

ودعا "حق" الوكالة "للتراجع الفوري عن هذا القرار الظالم وفتح مراكزها وتحسين خدماتها، وتعزيز التشاركية عبر الاستماع لمطالب اللاجئين المُحقة، وبالشكل الذي يحفظ كرامتهم الإنسانية ويعزز صمودهم في مواجهة الأزمات الصعبة التي يعانونها."

ودعا الوكالة كذلك، إلى إعلاء لغة الحوار كبديل عن "هكذا إجراءات عقابية ارتجالية غير محمودة العواقب توسع الفجوة بين اللاجئين ومنظمتهم الدولية."

كما أكّد البيان على الحق في التظاهر والاعتصام بشكله السلمي والحضاري بعيداً عن الإغلاقات المُضرّة التي يلجأ إليها بعض المتظاهرين ومنع الآليات وعمال الصحة البيئية من أداء عملهم، وتحريم إغلاق العيادة لما لها من ارتدادات سلبية على مرضانا في المخيم.

ودعا "حق" الأطر الوطنية والشعبية لمواجهة هذه السياسة الجديدة لدى الأونروا والعمل على إلغائها، وضمان عدم تكرارها، والضغط باتجاه الاستجابة لحقوق شعبنا المشروعة وصرخاتهم المُحقة وتوفير مقومات الصمود والعيش الكريم لهم وشمولهم ببرنامج الطوارئ المعمول به في فلسطين وسورية.

الجدير ذكره، أنّ مخيم برج الشمالي مصنّف كواحد من أفقر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويعمل معظم سكانه كعمال مياومين، وعمال زراعة، لا تتخطى أجورهم اليومية الدولارين، في وقت تتعمق فيه انعكاسات الانهيار الاقتصادي على المخيمات، وبلوغ نسب الفقر ما فوق 93%.

وفي أرقام صدرت عن دراسة اجتماعية عام 2021 أعدتها جمعية "ديارنا" ونشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بينت أنّ 62% من أرباب الأسر في مخيم برج الشمالي من العمال المياومين، ﺗﻠﯿﮭﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻓﺮاد اللذين ﻟﺪﯾﮭﻢ أرباب أﺳﺮ ﻋﺎطﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﺪل ﺑﻠﻎ %22.4، ونسبة 7.4 % يعملون في الأعمال الحرّة، ونسبة %6 يعملون في قطاع الزراعة. وهو ما يدفع الأهالي للاحتجاجات المتواصلة والمطالبة بإدراجهم ضمن برنامج العسر لشديد والشؤون الاجتماعية التابع لوكالة "أونروا". 
ماذا تعرفون عن مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور اللبنانية؟