تتواصل الاتصالات السياسية في لبنان، من أجل وقف فوري للمعارك في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، في وقت تتواصل المعارك بين الأمن الوطني الفلسطيني من جهة، وتجمع "الشباب المسلم" من جهة ثانية بارتفاع وانخفاض لوتيرتها منذ الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت.
ووصل إلى موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين أنباء عن استعداد وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك، لدخول مخيم عين الحلوة لتثبيت وقف إطلاق النار، بعد اجتماع عقد في مكتب الاتحادات النقابية التابع لمنظمة التحرير في مدينة صيدا، بينما لا تزال أصوات الرصاص والقذائف الصاروخية تسمع بين الحين والآخر، من محاور القتال، وتصل آثارها إلى المناطق المجاورة للمخيم.
ميقاتي يهاتف عباس
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، هاتف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، ودعاه إلى التدخل من أجل وقف فوري للقتال في المخيم.
وأكد ميقاتي لعباس، ضرورة "بذل جهود لوقف المعارك في المخيم والتي لا تخدم القضية الفلسطينية وتسيء لمدينة صيدا التي تحتضن الفلسطينيين."
وقال ميقاتي خلال الاتصال بحسب وسائل إعلام لبنانية: إنّه "من غير المسموح ولا المقبول أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة فتلجأ الى هذا الاقتتال الدموي وتروّع اللبنانيين لا سيما منهم أبناء الجنوب الذين يحتضنون الفلسطينيين منذ أعوام طويلة".
وأشار ميقاتي، إلى أن "الجيش اللبناني، كما سائر القوى الأمنية اللبنانية سيقومون بالدور المطلوب في سبيل ضبط الأمن ووقف الاقتتال"
من جهتها، حذّرت قيادة الجيش اللبناني من مغبة استمرار المعارك في مخيم عين الحلوة، ودعت "جميع الأطراف المعنية في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة".
وأشارت قيادة الجيش في بيان لها السبت إلى "أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تُعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر".
وعقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان اجتماعاً طارئاً في مقر الاتحادات النقابية والشعبية الفلسطينية في صيدا عصراً، من أجل الدخول إلى المخيم للعمل مع الأمن الوطني والقوى الإسلامية في المخيم على وقف إطلاق النار.
وكان خرق عنيف لاتفاق وقف إطلاق النار قد بدأ عند الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت 9 أيلول/ سبتمبر، أوقع قتيلين على الأقل وعدداً من الإصابات، جراء شنّ عناصر من حركة فتح هجوماً على مركز لما تجمع "الشباب المسلم" في حي حطين، وامتدت الاشتباكات إلى أحياء الطوارئ والتعمير والرأس الأحمر، واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، وتردد صداها في كافة أرجاء مدينة صيدا
وتعرضت مدينة صيدا، لعدد من القذائف المتطايرة من الاشتباكات، وأصابت قذيفة بشكل مباشر منزلاً في مبنى " الأحمد" بمنطقة سيروب المحاذية، ما أدى إلى اشتعال النيران في شقة سكنية واحتراقها بالكامل، فيما تمكن الأهالي من إجلاء ساكنيها.
كما أخلت إدارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي، مبنى المستشفى من المرضى، خوفاً على سلامتهم، نظراً لمحاذاة المستشفى للمخيم، ما يعرضه لمخاطر الرصاص والقذائف الطائشة.
ويواصل الجيش اللبناني، إغلاق الأوتوستراد الشرقي لمدينة صيدا، ودعا كافة الأهالي الى عدم الاقتراب من المناطق المحيطة بالمخيم حفاظاً على سلامتهم.
وكانت قوات الأمن الوطني قد عممت وقفاً لإطلاق النار، نتج عن اتصالات واجتماعات سياسية، ودخل حيز التنفيذ عند الساعة السابعة من مساء أمس الجمعة، تخلله عدّة خروقات، قبل ان ينهار الاتفاق صباح اليوم.
اقرأ/ي ايضاً ضحايا وإصابات في خرق عنيف لوقف إطلاق النار بمخيم عين الحلوة