ليس تلامذة المدارس من أبناء اللاجئين في مخيم عن الحلوة في صيدا، من يهددهم فقدان سنة دراسية من حياتهم جراء احتلال مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من قبل مسلحين، وتحول المدارس خارج المخيم إلى مراكز إيواء، بل طالت التبعات، المرضى من أبناء المخيم كذلك، فالكثير من المراجعات المرضية المزمنة قد توقفت أو تعطلت، جراء توقف عمل العيادات في المخيم.
عشرات المرضى الفلسطينيين، تكدسوا اليوم الاثنين 18 أيلول/ سبتمبر، في عيادة صيدا التابعة لـ "أونروا"، لتلقي معايناتهم الطبيّة وإجراء مراجعات دورية، الكثير منهم من أصحاب الأمراض المزمنة، في مشهد أثار مخاوف الأهالي من أن يستمر، وسط مطالب للوكالة بحل إسعافي يخفف الضغط عن العيادة.
مشهد اليوم، نتج عن إغلاق الوكالة عيادتيها الأولى والثانية، جراء المعارك التي شهدها مخيم عين الحلوة، واحتلال مسلحين لمجمعات ومراكز "أونروا" منذ أواخر تموز/ يوليو المنصرم، ما دفع الوكالة لإنشاء عيادة متنقلة في مدرسة الصخرة التابعة لها يوم 17 آب/ أغسطس الفائت، لتستقبل المرضى من يوم الاثنين إلى الجمعة من كلّ أسبوع.
كما قامت الوكالة، بدمج عيادات عين الحلوة المغلقة، مع عيادة منطقة صيدا، ما أحدث ضغطاً حرم الكثيرين من الحصول على معايناتهم الصحية وأدويتهم، بعد انتظار استمرّ لساعات وهم في معظمهم من كبار السنّ.
إحدى المُراجعات للعيادة " ام حسن دكدك" قالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّها تعاني من مرض القلب وقامت قبل 5 أسابيع بإجراء عملية توسعة شريان، وتحتاج إلى مراجعات دورية وصرف الأدوية اللازمة، ومنها أدوية الضغط والمسيّل.
وأضافت، أنّها لم تتمكن من مراجعة عيادة الوكالة وصرف الأدوية منذ اندلاع المعارك في المخيم، فيما عجزت عن مراجعة عيادة صيدا بسبب الازدحام، والسماح لعدد قليل من المراجعين بالدخول بعد تسجيل أسمائهم وانتظار دورهم.
مراجع آخر للعيادة، أوضح لموقعنا أنّ الذهاب لمراجعة الطبيب في عيادة صيدا، قد يساهم في مفاقمة المرض. وأشار إلى أنّه مريض سكري ولم يتمكن من صرف الدواء اليوم لمجيئه متأخراً. لافتاً إلى أنّه كان يجب أن يكون عند باب العيادة منذ الفجر كي يصرف الدواء، وهو إنسان مريض ولا يقدر على تحمل هذا التعب.
ووصف ما يحدث للاجئين الفلسطينيين جراء الوضع في عين الحلوة، بالإذلال، وطالب وكالة "أونروا" بتنظيم عملها الصحي، وتخصيص نقاط مخصصة لصرف الدواء وإبلاغ الناس الذين يريدون استلام أدويتهم للتوجه إليها، بينما تبقي العيادة للمراجعات الطبية والمعاينات، وفتح عيادة مؤقتة تستوعب الأهالي.
وجدير بالذكر أن معارك مخيم عين الحلوة أحدثت أضراراً كبيرة في مراكز وكالة "أونروا" في مخيم عين الحلوة، سواء التعليمية أو الصحية، وقدرت الوكالة تكلفة إعادة تأهيلها بـ 15 مليون دولار، كتقدير أولي لتجاوز أضرار مبانيها وبعض الخدمات في المخيم.