حذّرت دائرة وكالة الأونروا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من تكريس صيغة تمويل الوكالة على أساس شهري، نتيجة الإخفاقات التي شهدتها مؤتمرات المانحين خلال السنوات الماضية وعدم قدرتها على تأمين حل جذري للأزمة المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وذلك بعد إعلان الوكالة بأن ما قُدم من مساهمات مالية خلال المؤتمر الذي عقد في نيويورك قبل أيام هو (86 مليون دولار) لا يكفي سوى لشهر واحد، وبعدها ستطلق الوكالة نداءاتها لتغطية نفقاتها الشهرية.

الأزمة سياسية

وأوضحت الدائرة في بيانٍ لها، اليوم الثلاثاء 26 سبتمبر/ أيلول، أنّه وبالرغم من حضور 27 دولة في المؤتمر الذي عقد بدعوة من الأردن والسويد، والدعم السياسي الهام الذي حظيت به وكالة "أونروا"، إلّا أن عدم قدرة المجتمع الدولي عن توفير مبلغ لا يزيد عن 190 مليون دولار، كما ذكر المفوض العام للوكالة، يؤكّد مرة جديدة أن الأزمة سياسية والمشكلة هي في الاستهداف الذي تتعرض له الوكالة.

اقرأ/ي أيضاً أبو حسنة: هناك من يريد أن يصحو ولا يرى الأونروا موجودة

وأشارت الدائرة، إلى أنّ العجز المتكرر سنوياً ناتج عن مجموعة أسباب منها أن بعض الدول الأساسية خفضت مساهماتها المالية بذريعة اعتبارات داخليّة أو نتيجة دخول حالات طوارئ جديدة تنافس "أونروا" مثل الأوضاع في أوكرانيا وكوارث طبيعية في أكثر من بلد (بريطانيا على سبيل المثال خفضّت مساهمتها المالية إلى أقل من النصف)، والثاني هو أن مساهمة الولايات المتحدة انخفضت عن الأعوام السابقة، حيث وصلت قيمة مساهماتها حتى الآن نحو 296 مليون دولار مقارنة مع حوالي 344 مليون دولار عام 2022، وربما هذا يعود إلى استمرار احتجاز الكونغرس الأمريكي لمبلغ 75 مليون دولار لأسباب مختلفة، والثالث هو عجز مُرَحل من العام 2022 وقيمته 75 مليون دولار.

ودعت الدائرة القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير إلى تغيير نمط التعاطي مع وكالة "أونروا" التي تتعرض لاستهداف صار يشكل خطورة على أكثر من عنوان وطني، ويتطلب مواقف واستراتيجيات تتجاوز صيغ الشكوى والتذلل أمام العواصم الغربية، ما يتطلب الشراكة في صياغة الموقف الوطني المطلوب من التغييرات التدريجية التي تطرأ على خدمات وكالة "أونروا"، تحت عناوين مخادعة تصب كلها في خانة إضعاف وكالة "أونروا" وجعلها بلا مضمون.

ويُشار إلى أنّ وكالة "أونروا" حصلت على تعهدات من الدول المانحة خلال اجتماع يوم الخميس 21 أيلول/ سبتمبر في نيويورك، تساعدها في استمرار خدماتها حتّى شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل.

وكانت المملكة الأردنية والسويد، قد استضافتا اجتماعاً وزارياً على مستوى الدول المانحة لوكالة "أونروا" برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، وذلك على هامش اجتماع الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ المتبقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد