أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الجمعة 20 تشرين الأوّل/ أكتوبر، ارتفاع عدد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، إلى 4137 وأكثر من 13 ألف مصاب وأكثر من ألف مفقود غالبيتهم من الأطفال.
وارتفع عدد الشهداء بشكل كبير خلال الـ 24 ساعة الفائتة، بعد أن ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي " 37 مجزرة ضد عائلات قطاع غزة راح ضحيتها 352 شهيداً و669 مصاباً بجراح مختلفة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
تصاعد في المجازر وغارات لا تتوقف
ولم تتوقف الغارات الجوية "الإسرائيلية" في اليوم الرابع عشر من الحرب على غزة، مستهدفة أحياء سكنية ومنازل.
حيث قصفت طائرات الاحتلال قصفت منزلاً في حي الجنينة برفح جنوبي قطاع غزة، وكذلك في مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث قالت وزارة الداخلية بغزة: إن طواقم الدفاع المدني انتشلت 12 شهيداً بعد قصف "إسرائيلي" استهدف منزل لعائلة العايدي في المخيم، كما قصفت طائرات الاحتلال سيارة تقل مزارعين بمنطقة عبسان الكبيرة في خان يونس جنوبي القطاع،
وفي خانيونس، ارتقى 21 شهيداً على الأقل وأصيب 79 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف "إسرائيلي" استهدف أحياء سكنية.
وأفادت مصادر محلية بأن الطيران الحربي استهدف ستة منازل مأهولة في السكان بالتزامن في خان يونس، ما أدى لارتقاء 21 شهيداً و79 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال، نقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وأشارت المصادر إلى أن 8 من الشهداء من عائلة واحدة.
وتتواصل المجازر "الإسرائيلية" بحق المدنيين الفلسطينيين بعد ساعات من استهداف مباشر طال كنيسة القديس برفيروس للرم الأرثوذوكس وسط مدينة غزة أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين بينهم عائلة بأكملها، وإصابة العشرات بجراح حرجة، ودمار في مبنى الكنيسة التي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي لها إلى عام 425 م، وتم تجديدها عام 1856.
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجمعة: إن 20 فلسطينياً منهم 18 مسيحياً استشهدوا في قصف الاحتلال كنيسة الروم الأرثوذكس بشكل مباشر مساء الخميس، كما تم تدمير المسجد العمري بمدينة جباليا.
وفي وقت سابق، أكد القس يوسف أسعد، من كنيسة اللاتين في غزة، لوسائل إعلام أن المبنى كان يؤوي أكثر من 100 نازح، وقال: "عثرنا على 18 جثماناً وهناك 15 مفقوداً وعدد من الجرحى حالتهم حرجة في المستشفى".
وأشار إلى أن أغلبية الضحايا من عائلة واحدة، لأنهم كانوا نائمين بجوار بعضهم البعض، وهذه العائلة حذفت من السجل المدني في غزة.
وأوضحت مصادر محلية، أنّ أضراراً مادية جسيمة لحقت في أجزاء من مبنى الكنيسة، كما تم تدمير مبنى بجوار الكنيسة، حيث أدى القصف إلى انهيار مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، والذي يؤوي عدداً من العائلات الفلسطينية المسيحية والمسلمة، التي لجأت إلى الكنيسة بحثاً عن مكان آمن.
وبحسب المصادر، فإنّ عدداً من الشهداء والجرحى ما زالوا تحت الركام، وتحاول طواقم الإنقاذ والإسعاف الوصول إليهم.
وتقع الكنيسة على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، التابع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجزرة يوم الثلاثاء الماضي، أسفرت عن استشهاد أكثر من 470 فلسطينياً وإصابة المئات.
من جهتها نعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اثنين من موظفيها ارتقيا بسبب الغارات "الإسرائيلية" المكثفة على قطاع غزة، مشيرة إلى أن 16 موظفاً لديها ارتقوا خلال الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
مخيم لإيواء النازحين والقصف يمنع دخول المساعدات
وطالبت الوكالة بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق إلى قطاع غزة، كما دعت للالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية ومرافق الأمم المتحدة، مشيرة إلى عن أن ملاجئها التي تؤوي أكثر من نصف مليون شخص تعاني الاكتظاظ، خصوصاً في جنوب القطاع.
أقامت وكالة "أونروا" مخيماً جنوبي قطاع غزة لإيواء النازحين جراء القصف "الإسرائيلي" جنوب مدينة خانيونس ويضم 60 خيمة أقامتها الوكالة على أرض خاصة بها، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد النكبة واللجوء عام 1948.
وقبل أيام، قالت الوكالة: إن أكثر من مليون شخص في قطاع غزة نزحوا من منازلهم جراء الغارات الجوية "الإسرائيلية".
وفي ظل تواصل المجازر "الإسرائيلية" لم يتحقق أي اتفاق لإدخال الإمدادات الإغاثية والطبية عبر معبر رفح حتى اللحظة، ولم تستجب حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" لكل النداءات الأممية بشأن ذلك، فيما تنتظر قوافل الإغاثة المصرية على الجانب المصري من المعبر منذ أيام، دون الحصول على فترة زمنية خالية من القصف لتحقيق ذلك.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" إلى وقف إطلاق نار إنساني غير مشروط لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة، وشدّد على ضرورة الإسراع في نقل المساعدات الإنسانية من الجانب المصري من معبر "رفح" إلى داخل القطاع المحاصر، مبيناً أنه "رغم الاتفاق على السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة فإن هناك شروطاً تعيق وصولها إلى القطاع، وأن هناك مليونا شخص يعانون في غزة، بلا ماء ولا طعام ولا وقود ولا علاج ويعيشون تحت القصف، ويحتاجون كل شيء للنجاة"، مؤكداً أن وكالة "أونروا" ستتولى عملية توزيع المساعدات في القطاع.
من جانبه، حث رئيس منظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، حكومة الاحتلال على إدخال المواد المنقذة للحياة إلى غزة من أجل تشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف، مؤكداً أن "المدنيين في غزة بحاجة ماسة إلى الخدمات والإمدادات والمساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق"، قائلاً: "نحن بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والوقود وعلى نطاق واسع ومستدام".