في ظل المحاولات الفاشلة للتوغل برياً في قطاع غزة، والمقاومة الضارية التي واجهها من قبل المقاتلين الفلسطينيين على الأرض، عند الحدود الشمالية والشرقية للقطاع المحاصر، لجأ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إلى تكثيف غاراته على المنازل المأهولة ومراكز إيواء النازحين والمستشفيات، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين خلال اليوم الرابع والعشرين لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
وخلال يوم الاثنين 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ارتقى عشرات الفلسطينيين في أماكن متفرقة من قطاع غزة ليضافوا إلى حصيلة ضحايا حرب الإبادة التي أعلنتها ظهر اليوم وزارة الصحة في غزة، وبلغت 8306 شهداء بينهم 3457 طفلاً و2136 امرأة بالإضافة إلى إصابة 21048 بجراح مختلفة، فيما لا يزال عدد كبير من جثامين الشهداء وناجين محتملين تحت الأنقاض.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف لوسائل الإعلام: إن جرائم الغارات "الإسرائيلية" خلفت أكثر من 10 آلاف بين شهيد ومفقود، وأن القصف "الإسرائيلي" أدى إلى تدمير أكثر من 50% من الوحدات السكنية.
وأضاف معروف: إن آثار قنابل الفوسفور واضحة على أجساد الشهداء والمصابين مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال أسلحة محرمة دولياً.
وأكد المكتب أن الاحتلال دأب على الكذب بشأن استخدامات عسكرية مزعومة للمستشفيات.
أهداف الغارات "الإسرائيلية"... منازل مأهولة، نازحون، ومستشفيات
واستهدفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" الحربية" خلال اليوم، مناطق متفرقة بالصواريخ والقنابل التي سقطت على رؤوس الأبرياء وأغلبهم نازحون ومرضى بالمستشفيات وطواقم طبية.
وفي مجزرة جديدة، شهدها مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، ارتقى أكثر من 26 فلسطينياً وأصيب العشرات ظهر اليوم الاثنين، بعدما استهدف قصف "إسرائيلي" صالة "طل القمر" للأفراح والتي تحولت بعد بدء العدوان على غزة إلى مركز يؤوي مئات النازحين من مناطق أخرى.
وارتقى 14 فلسطينياً، وأصيب عشرات تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، بعد استهداف منزل لعائلة حمدان بمنطقة الدعوة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وقالت مصادر محلية: إن معظم الشهداء من عائلة المقوسي والبكري النازحة عن شمال غزة
وفي مخيم النصيرات أيضاً، استهدف قصف "إسرائيلي" منزل اللاجئ الفلسطيني محمود أبو الروس في الشارع المقابل لمخبز البنا، ما أسفر عن إصابات.
واستهدف الطيران الحربي "الإسرائيلي" بعد ظهر اليوم الاثنين مسجداً في مخيم الشاطئ ما أدى إلى إصابات وتضرر عدد كبير من المنازل المجاورة.
وفي رفح جنوبي قطاع غزة، طال قصف "إسرائيلي" ظهر اليوم منزل عائلة أبو رزق ما أسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة آخرين معظمهم من الأطفال والنساء، وبث ناشطون محليون صوراً مؤلمة للضحايا، وهم يحاولون إخراجهم من تحت الأنقاض وللأطفال الجرحى في المستتشفى.
وارتقى أكثر من 4 فلسطينيين وأصيب عشرات آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال دراجة نارية وسيارة وتجمعين لفلسطينيين بصاروخي استطلاع في حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وتعمد طيران الاحتلال الحربي، لمرتين اليوم الاثنين، استهداف مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني المتخصص بأمراض السرطان، واشتعلت النيران فيه لساعات وأسفر القصف عن أضرار بالغة في المشفى.
وقال د. صبحي سكيك، مدير عام مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني: إن جيش الاحتلال عاود استهداف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة للمرة الثانية وألحق أضراراً بالغة فيه، ما أدى إلى تعطل بعض أنظمة العمل الكهروميكانيكية وتعريض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر.
وقبل ذلك، استهدف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" محيط المستشفى الاندونيسي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، والذي كان قد توقف عن العمل لساعات خلال الأسبوع الماضي لانقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود فيه.
وسادت حالة من الذعر بين المرضى والجرحى في المستشفى الذي يؤوي أيضاً مئات النازحين.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها الهلال الأحمر الفلسطيني حجم الأضرار التي لحقت بمستودعات الجمعية المركزية للهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة جراء استهداف القصف "الإسرائيلي" محيط المستودعات وإخراجها عن الخدمة.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أكدت ظهر اليوم على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، أن الغارات "الإسرائيلية" أخرجت 25 مستشفى ومركزاً صحياً عن العمل، وأن جيش الاحتلال تعمد خلال حربه على قطاع غزة استهداف سيارات المنشآت الصحية والطواقم الطبية، وشل حركة سيارات الإسعاف حتى لا تتمكن من القيام بواجبها في إنقاذ المرضى والجرحى.
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن المستشفيات على وشك الانهيار في غزة، وأروقة المستشفى مليئة بالجرحى والنازحين، واصفة المعاناة الإنسانية في قطاع غزة بالصادمة. وفي بيان لها عبر منصة (X) قالت اللجنة: "لقد قتل الآلاف، والناس ليس لديهم قدرة على الوصول إلى الغذاء والماء، ويجب حماية المدنيين، ويجب ضمان الاحتياجات الأساسية من طعام وماء، وحماية المستشفيات".
وأضافت: سوف تستغرق البنية التحتية والمنازل المدمرة سنوات لإعادة بنائها.
"أونروا": نصف سكان قطاع غزة هجروا من أماكن سكنهم
في هذا الوقت، أكد المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" أن مليون فلسطيني أي نصف سكان قطاع غزة تم تهجيرهم من مناطق الشمال نحو الجنوب خلال 3 أسابيع، واصفاً ما يجري من تهجير قسري وحصار مفروض على قطاع غزة بالعقاب الجماعي.
وقال "لازاريني": إن حفنة القوافل التي سمح بدخولها إلى غزة لا تساوي شيئا أمام احتياجات أهالي القطاع، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار مسألة حياة أو موت داعياً، "جميع الأطراف الامتثال لقوانين الحرب"
وأضاف المفوض العام لـ "أونروا": بأن قطع الاتصالات أدى إلى تسارع انهيار النظام المدني في قطاع غزة
من جهتها، وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) "كاثرين راسل" مستوى العنف الذي يتعرض له الأطفال في قطاع غزة بالمروّع.
وقالت "راسل": يجب التراجع فوراً عن التدابير الرامية إلى قطع الكهرباء والغذاء والمياه والوقود.
وتشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى أن 40 % من ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة هم من الأطفال، بواقع 3457 شهيداً وأكثر من 1050 مفقوداً وآلاف الجرحى، ناهيك عن الآثار النفسية القاسية التي يتكبدها من نجا من الأطفال ورأى مشاهد الموت والدمار وعاش لحظات الرعب جراء الغارات "الإسرائيلية"، غير أولئك الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم.