تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لمحاولات التوغل العسكري "الإسرائيلي" البرية في قطاع غزة، منذ فجر اليوم الثلاثاء، ويخوض المقاتلون الفلسطينيون معارك ضارية ضد جنود جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي اعترف بمقتل اثنين من جنوده على حدود القطاع.
وتمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس من إيقاع الآليات المتوغلة في منطقة جحر الديك شرق المحافظة الوسطى للقطاع في كمين محكم.
وأكدت الكتائب تدمير 3 آليات بقذائف’ الياسين 105’، وآلية رابعة قدمت لنجدة الآليات التي بقيت تشتعل، وأوضحت أن مقاتليها انسحبوا بسلام قبل أن يتم دك منطقة الكمين بقذائف الهاون.
وفي كلمة له اليوم، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة: إن مقاتلي الكتائب "تمكنوا من الالتحام مع قوات العدو وتدمير 22 آلية عسكرية حتى مساء اليوم، وقتلوا وأصابوا عددًا كبيرًا من جنود الاحتلال".
وأشار أبو عبيدة إلى أن سلاح المدفعية مستمر بالتصدي لقوات الاحتلال إضافة للصواريخ، مضيفاً: أن الكتائب أدخلت في هذه المعركة للمرة الأولى عبوات تستخدم من المسافة صفر ضد الدبابات "الإسرائيلية".
وأضاف أبو عبيدة: أن سلاح البحرية في كتائب القسام وجه عدداً من الهجمات ضد أهداف بحرية خلال الأيام الماضية قبالة سواحل قطاع غزة بواسطة طوربيد العاصف الموجه عن بعد الذي دخل الخدمة لأول مرة.
وأكد أبو عبيدة أن العمليات الدفاعية متواصلة، وما زالت في بدايتها، وما يزال في جعبة المقاومة الكثير، "وغزة ستكون مقبرة للغزاة".
ووجه الناطق باسم الكتائب رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" قائلاً: "نبشر نتنياهو بأنهم سيجثو على الركب، وسينتهي مستقبله السياسي، وإذا كان الفاشل نتنياهو يتفاخر ويحتفل بعد شهرٍ من المعركة بتحرير أسيرة واحدة، فهذا يعني أنه يحتاج إلى 20 عامًا ليحرر بقية أسراه في غزة".
وبخصوص إعلان الاحتلال تحرير مجندة "إسرائيلية" في غزة، نفى أبو عبيدة الأمر، موضحاً: "أبلغنا الوسطاء بأننا سنفرج عن عدد من الأجانب انسجامًا مع موقفنا الذي أعلناه مسبقًا عن عدم حاجتنا إلى الاحتفاظ بهم واحتجازهم في غزة".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مقتل اثنين من جنوده خلال معارك في شمال قطاع غزة في اليوم الخامس والعشرين من الحرب التي يشنها على القطاع المحاصر.
وقال الجيش "الإسرائيلي" في بيان: إن "جنديين إسرائيليين قتلا خلال معارك في شمال غزة"، وذلك بعد ساعات من تأكيده أنه يخوض "معارك ضارية" مع فصائل المقاومة في هذه المنطقة من القطاع.
وأوضح أن الجنديين القتيلين يخدمان في "لواء جيفعاتي"، وهو أحد ألوية المشاة في الجيش "الإسرائيلي" تحت قيادة المنطقة الجنوبية.
وأشار إلى أن جنديين آخرين في نفس اللواء أصيبا بجروح خطيرة خلال المعركة ذاتها، دون مزيد من التفاصيل.
في وقت لاحق قال وزير الحرب "الإسرائيلي" "يوآف غالانت"، اليوم الثلاثاء: إن جيش الاحتلال نشر قوات على نطاق واسع في عمق القطاع، مشدداً على اندلاع معارك ضارية بين جنود الاحتلال وعناصر المقاومة الذين يحاولون التصدي للتوغل البري.
وأكد "غالانت" أن جيش الاحتلال دفع "ثمناً باهظا" في الاشتباكات مع فصائل المقاومة داخل قطاع غزة، الليلة الماضية، وأضاف "للأسف للحرب يوجد ثمن"، في المقابل، ادعى "غالانت" أن "النتائج والإنجازات على أرض المعركة كبيرة جدا".
وجاءت تصريحات "غالانت" خلال جولة له في قاعدة "بالماخيم" العسكرية، التقى خلالها بقيادات ميدانية وعناصر من القوات الاحتياطية والنظامية في القوات البرية وسلاح المدرعات وسلاح الجو.
وقال "غالانت" مخاطباً جنوده "نحن نثق بكم، لأننا نعلم أننا قادرون على كسب هذه الحرب بفضلكم، لن تكون سهلة، ولن تكون قصيرة، ستكون هناك أسعار، لكننا سننتصر" بحسب تعبيره.