شارك عشرات اللاجئين الفلسطينيين اليوم السبت ٤ تشرين الثاني/ نوفمبر في وقفة أمام السفارة البريطانية في العاصمة اللبنانية بيروت، تزامناً مع مرور الذكرى 106 لوعد بلفور البريطاني المشؤوم والذي شكل اللبنة الأولى لقيام كيان الاحتلال "الإسرائيلي" على أرض فلسطين وأعطى أول ضوء أخضر للعصابات الصهيونية ولاحقاً الجيش "الإسرائيلي" بارتكاب أفظع المجازر بحق الفلسطينيين منذ عام 1947 وحتى هذه الأيام التي تشهد على محرقة فظيعة يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال في قطاع غزة.
وحمل المشاركون لافتات ورددوا هتافات تدعو بريطانيا إلى "التراجع عن جريمتها المستمر منذ أكثر من مائة عام في دعم الإرهاب الصهيوني على أرض فلسطين، ووقف دعمها لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب من قبل أحد أكثر جيوش العالم عتاداً وقوة عسكرية تجاه شعب أعزل ومحاصر في قطاع غزة".
وأيضاً رددوا هتافات تؤكد على "وحدة الصف الفلسطيني خلف المقاومة التي أسقطت مفاعيل وعد بلفور وصفقة القرن تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
جريمة وعد بلفور تتمثل هذه الأيام في قطاع غزة بكل بشاعتها
وأكّد أمين سر الحقوقيين الفلسطينيين في لبنان سهيل الناطور لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ استمرار جريمة وعد بلفور يتمثّل الآن بكلّ بشاعته في الهجوم على قطاع غزة، الذي يتعارض مع جميع القوانين الدولية، وعليه قال الناطور: على المجتمع الدولي أن يخرج من حالة التبرير للاحتلال، وعدم الاكتفاء بالاستنكارات الخجولة، بل اتخاذ إجراءات لمحاسبة كيان الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائمه وحماية الشعب الفلسطيني.
ودعا الناطور إلى "ضرورة استمرار التحركات الشعبية الداعمة لقطاع غزة وأهله والعمل بكافة الوسائل القانونية الممكنة لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وأن لا تتوقف المطالبات الشعبية في الدول العربية والدول الغربية بوقف إطلاق النار فوراً وفتح معبر رفح الواقع بين الدولة العربية (مصر) والدولة العربية الفلسطينية (أراضي السلطة الفلسطينية -غزة)، وذلك ليس من منطلق إنساني فحسب، بل لأنه ليس من حقّ الاحتلال الإسرائيلي أن يفرض نفسه بين دولة عربية وأخرى، ويمنع دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الاغاثية والطبية ويعيث فيها فساداً".
على القادة العرب عدم التلاعب بالألفاظ وتضييع الحقوق حين نقاش الحرب على غزة
ويرى الناطور: أن على قادة العرب أن يتجمّعوا أمام مؤتمرهم القادم ليأخذوا قرارات باتجاه مقاطعة العدو "الإسرائيلي" وسحب السفراء وإغلاق السفارات "الإسرائيلية" لدة الدول التي طبّعت مع الاحتلال وألا يتشجع غيرهم على التطبيع، وأن يستجمعوا كل الجهود والقوى لتكون ضاغطة لوقف هذا النزيف الكبير المستمر منذ شهر في غزة، مضيفًا "على القادة العرب التمسك في حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وعدم التلاعب بالألفاظ وتضييع حقوق".
وفيما يتعلّق بالشأن القانوني، أشار الناطور إلى أن هيئات حقوقية منتشرة في كل انحاء العالم وبعضهم محامون أصولهم فلسطينية ولبنانية وسورية يعتزمون العمل على تقديم ملفات إلى المحاكم الدولية لمحاكمة قادة الحرب "الإسرائيليين" "سواء كدولة تعتدي على فلسطين أو كأفراد يرتكبون مذابح ويتعمدون استخدام أسلحة ممنوعة قانونيًا في حروب ليست متكافئة بمعنى جيش مقابل جيش، حيث أنّ هناك جيشاً يدمر المدنيين عن قصد باستخدام آلاف الأطنان من الأسلحة المحرمة دولياً".
وأكد الناطور أن مقاومة الاحتلال هي طريق مشروع ولا يجب أن تنطلق أصوات بين الحين والآخر لتوجه اللوم للمقاومة الفلسطينية في غزة، قائلاً: "أعتقد أن هذا النمط من التهرب من المسؤولية لم يعد مقنعًا لأحد، لقد وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية منذ أكثر من عشرين عامًا اتفاقًا لتصل إلى السلام مع العدو الاسرائيلي وتنازلت عن أجزاء واسعة من فلسطين رغم ذلك لم يستطع أحد خلال ما سمّي بمرحلة السلام أن يعيد حقًا لفلسطيني أو بطاقة هوية أو إعلان دولة، ولذلك إذا لم يكن هناك مقاومة لكل هذا الإجحاف والإلغاء لحقوق فلسطين والفلسطينيين لن يكون هناك حراك في العالم يقول: هناك شعب فلسطيني يذبح ويجب أن تقف هذه المذبحة، ويجب أن يُعطى حقوقه السياسية والقانونية مثل كل شعوب العالم"