أفاد المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، أنّ نصف مليون طفل فلسطيني في قطاع غزّة، ضحايا بأشكال مختلفة لحرب الإبادة " الإسرائيلية" على قطاع غزّة، بين شهيد ومصاب ومفقود ويتيم ومشرّد ومتضرر نفسي وعقلي جراء وحشية الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وقال المرصد، في أرقام رصدها خلال الأيام الـ 38 الفائتة، إنّ 6100 طفل فلسطيني استشهدوا أو فقدوا تحت أنقاض المباني التي دمرتها الهجمات الجوية والمدفعية "الإسرائيلية" المكثفة على القطاع، مشيرًا إلى أن فرص بقائهم على قيد الحياة تتضاءل مع مرور كل يوم.
وأضاف المرصد، أنّ أكثر من 15500 طفل أصيبوا بجروح، والعشرات منهم في حالة حرجة، فيما تعرض أطفال آخرون لبتر أطرافهم، وأصيب المئات منهم بحروق شديدة في أجسادهم جراء استعمال الاحتلال الفوسفور المحرّم دولياً.
وقدر المرصد "الأورومتوسطي" أن حوالي 17 إلى 18 ألف طفل فلسطيني فقدوا أحد والديهم أو كليهما، مما أدى إلى عدم توفر الدعم العاطفي والمالي لهم. وبالإضافة إلى ذلك، تعرض أكثر من 450 ألف طفل لأضرار جسيمة، أو دُمِّرَت منازلهم.
وقالت المنظمة الحقوقية، إن مستقبل مئات الآلاف من الأطفال لا يزال مجهولا، حيث تضررت أو دمرت 214 مدرسة في قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، مما أوقف قدرة العديد من الأطفال على الوصول إلى التعليم في القطاع في المستقبل المنظور.
وذكر المرصد، أنّ مئات آلاف الأطفال مازالوا يتعرضون لهجمات عشوائية، للشهر الثاني على التوالي من قبل طيران الاحتلال "الإسرائيلي" بالتزامن مع حرمان عدد كبير منهم، من الحصول على الغذاء أو المياه النظيفة، وقد أُجبر كثيرون آخرون على الفرار إلى جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم محنتهم النفسية. حسبما أضاف.
وبيّن المرصد، أنّ الأطفال تحت سن 18 عامًا، والذين يشكلون 47% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعانون منذ فترة طويلة من مشاكل الصحة العقلية.
وأشار، إلى أنّ قبل الهجوم "الإسرائيلي" الحالي على غزة، أفاد أربعة من كل خمسة أطفال هناك أنهم يعانون الاكتئاب أو الحزن أو الخوف.
ونبّه المرصد، من مخاطر الصدمات النفسية التي يعشها الأطفال، حيث اضطر عشرات الآلاف منهم إلى النزوح إلى مناطق جنوب ووسط القطاع دون وجهة محددة، وقد قُتل بعض هؤلاء الأطفال في أثناء محاولتهم عبور "الممر الآمن" الذي حدده جيش الاحتلال، في حين يصل أولئك الذين يتمكنون من العبور إلى الجوع والجفاف والرعب.
وحذّرت المنظمة الحقوقية، من أنّ آلاف الأطفال يعانون الانتشار السريع للأمراض البكتيرية والمعدية، بسبب النقص الحاد في مياه الشرب النظيفة وتفشي انعدام الأمن الغذائي.
وأشار المرصد، إلى أنّ 1.5 مليون من سكان غزة نزحوا داخليًا، وتعيش الأسر التي لديها أطفال في مرافق شديدة الاكتظاظ وغير مخصصة وغير مناسبة للمأوى، حيث يتشارك ما لا يقل عن 170 إلى 200 شخص في مرحاض واحد، ومكان استحمام واحدة لكل 700 شخص، ما يشكّل بيئة غير صحيّة.
أطفال نازحون إلى مستشفى شهـ،، داء الأقصى غرب غزة يتحدثون عن العيش في الخيمة والخوف الذي عاشوه لحظة نزوحهم تحت القصف وتهديد جيش الاحتلال#غزة_تحت_القصف #غزة_تُباد#GazaUnderAttack #GazaGenocide pic.twitter.com/0JcFl4wyZf
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 11, 2023
ويتناول معظم الأطفال في قطاع غزة حاليًا وجبة واحدة فقط يوميًا، فضلاً عن ظهور آليات التكيف غير الصحية بحسب المرصد، الذي أوضح أنّ الأطفال الذين ينفد الخبز لديهم، على سبيل المثال، يستخدمون أساليب خطيرة وغير صحية لإشعال النيران لأغراض الطهي.
كما وثّق المرصد، اختفاء عدد من المواد الغذائية الأساسية الضرورية لصحة الأطفال، مثل الأرز والبقوليات والزيوت النباتية، من الأسواق المحلية، إضافة إلى البيض ومنتجات الألبان ودقيق القمح، فضلاً عن توقف 21 مستشفى ومركزاً صحياً، ما حرم آلاف الأطفال من التطعيمات الصحيّة.
يأتي ذلك، في وقت يواصل الاحتلال عمليات القصف الجوي والبري التي تطال كل شيء في قطاع غزّة، وأدّت إلى استشهاد أكثر من 11078 فلسطينياً، بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة، إضافة إلى إصابة 27490 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وذلك في حصيلة غير نهائية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين