دعت "مؤسّسة عبد المحسن القطّان" في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلّة، في بيان صحافي، أمس الأول، جميع الفاعلين الثقافيين والأكاديميين والفنانين والناشطين المجتمعيين لتقديم محتوى فكري ونقدي ضمن الدورة الطارئة من مشروع "مساحات"، في ظل "ما يواجهه الفلسطيني اليوم من عنف استعماري متصاعد، نشهده في حرب الإبادة والتهجير المُمنهجة على قطاع غزّة، وما يقابله من قمعٍ واستهدافٍ مباشر للمواطنين في الضفة الغربية، إضافة إلى التضييقات الخانقة والقمع غير المسبوق التي يتعرّض لها أهلنا في الداخل المحتلّ، مع تصاعد في حركة الاستيطان، وإحكام سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على قدرة الفلسطيني على الحركة والتنقل".
ولفت البيان، إلى أنّ هذه الدورة مخصّصة للفعاليات التي تُسائل وتتناول موضوعات تساند صمود أبناء شعبنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والانتهاكات التي تمارس عليه على جميع الجبهات.
وأعلنت "القطّان" عن توفير مساحات ومرافق متنوعة داخل مركزها الثقافي في رام الله، لصالح الفاعلين الثقافيين والأكاديميين والفنانين والناشطين المجتمعيين، ضمن المشروع، لاستقبال أي لقاءات أو مشاريع موجهة، تضع تفاصيل هذه اللحظة التاريخية في صلب إنتاجها أو التفكير فيها.
وستساهم "القطّان"، إلى جانب إتاحة مساحاتها، في توفير الدعم التقني واللوجستي المطلوب بحسب الإمكانات المتاحة، موضّحة أنه ستجرى مراجعة الطلبات فور استلامها، والتنسيق مع المتقدّمين بشكل مباشر، والرد عليها في غضون أسبوع بعد استلامها.
يُذكر أن "القطّان" أعلنت عن العروض الستة المختارة للتقديم أمام الجمهور العام ضمن منح الدورة الثانية من مشروع "مساحات" 2023 في نهاية آذار/ مارس الماضي، وضمّت مونودراما "كلارينت" لفادي الغول، و"مونودراما جبرا" لخالد المصو، و"وينتا إجا مبارح؟" لـ "مسرح الحنين" في الناصرة، و"عرض ذيب" لشادي زقطان، و"أمسية رمضانية، موسيقى فصحى عربية معاصرة" لمصطفى سعيد، و"معرض فنون بصرية" لمحمد صالح خليل.
وكانت "القطّان" أعلنت، في التاسع عشر من الشهر الماضي، عن تعرّض مركزها في قطاع غزّة، الذي تأسّس عام 2005، إلى أضرار نتيجة العدوان الإسرائيلي العنيف، أدّت إلى توقّف العمل، لافتةً إلى استئناف أنشطته في المكتبة خلال وقت قريب.
يوميّات الطفلة سما شتات من غزّة..
من ناحية ثانية، تنشر "مؤسّسة عبد المحسن القطّان" على صفحتها في "فيسبوك" رسائل كتبها أطفال من غزّة، وعاملون في المؤسّسة، وعدد من أصدقائها، تصوّر يوميّاتهم في ظل العدوان الهمجي الذي يتواصل منذ أربعين يوماً، بموازاة تأجيل الفعاليات الدورية.
من تلك الرسائل، رسالة كتبتها الطفلة سما شتات؛ رسالتها لقارئ تمقت فكرة وجوده، سواء كان في داخل هذا الخراب أم خارجه. وتحدّثه عن الحزن الذي لم يعد من السهل الشعور به مقتبسةً قوّل والدتها: "الحزن رفاهية نحن لا نملكها".
وتحدّثه أيضاً، عن محادثةٍ ليلة تجريها مع صديقتها ديمة تحت هدير طائرة (الـ F/16)، تخبرها فيها خوفها من الفقد، الذي بات يحاصرهم في كل مكان، وعن النزوح، وعن محاولاتها الاحتماء بياسمين وبأمها نرجس.
تقتبس سما من رواية "الطنطورية" -التي أصبحت تشبه شخصية رقية فيها- عن كاتبتها رضوى عاشور: "أمسى البكاء مبتذلاً، صارت الدموع تستحي من نفسها" وكأنها وجدت إجابتها عن تساؤلها القديم، "كيف بإمكان دموع الفقد أن تستحي من نفسها؟"... وها هي الآن تقسّم الدموع بين الشهداء، لأنّ الدموع تستحي من قِلّتها.