أعلنت منظمة "مافي مرمرة" التركية عن بدء استعدادتها لإطلاق أسطول من السفن المحمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

تزامن ذلك مع استنكار وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان"، "التزام الدول الغربية الصمت أمام الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزّة" واصفاً ذلك بالأمر المرعب.

تصريحات فيدان جاءت في مؤتمر صحفي، بحضور نظيره البوسني "إلمدين كوناكوفيتش"، اليوم الخميس، في العاصمة التركية أنقرة.

وقال الوزير التركي: إنّ "الدول الغربية صاحبة النفوذ التزمت الصمت التام أمام الوحشية في غزة". وأضاف، أنّ "استمرار الصمت إزاء عدم التزام إسرائيل بالقوانين في غزة، هو إعطاء الضوء الأخضر لانتهاكات القانون في أجزاء أخرى من العالم".

واستنكر فيدان استمرار العدوان على القطاع قائلاً: "من العار استمرار الحصار غير القانوني والهجمات غير الإنسانية على غزة"، داعياً الغرب إلى حماية القيم الأخلاقية وعدم الدخول طرفاً في الجريمة ضدّ الإنسانية التي ترتكب بشكل علني في القطاع، مؤكداً أنّ "تركيا تبذل جهوداً مكثفة لوقف هذه المجزرة وإنهاء هذه الوحشية".

وكانت وزارة الخارجية التركية رفضت في بيان لها، أمس، تصريحات واتّهامات رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" "بنيامين نتنياهو" بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال بيان الوزارة، مساء أمس الأربعاء: إنّ التصريحات التي أطلقها نتنياهو ووزير خارجيته إيلي كوهين، بحقّ الرئيس أردوغان افتراءات لا أساس لها من الصحة.

منظّمة "مافي مرمرة": ننطلق مرّة أخرى نحو غزة

منظّمة "مافي مرمرة" قالت في بيان لها: "نحن ننطلق مرّة أخرى نحو غزّة كحركة مدنية ومستقلّة، تماشياً مع القرار الذي اتّخذناه مع أسطول الحرّية الدولي، الذي نحن عضو فيه".

وكتبت المنظّمة على موقعها الرسمي: "تظل أهدافنا حقوق الإنسان الكاملة لجميع الفلسطينيين.. على وجه الخصوص، حرّية التنقل داخل فلسطين التاريخية وحقّ العودة".

وكانت السفينة "مافي مرمرة" شاركت في أسطول الحرّية لغزّة عام 2010 واعترضتها القوات البحرية في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وقتلت عدّة نشطاء أتراك كانوا على متنها، ممّا أدّى إلى قطيعة بين أنقرة و"تل أبيب" استمرت لأعوام.

وفي وقت سابق، عقد أعضاء تحالف أسطول الحرّية اجتماعات في لندن للتخطيط للأسطول القادم من أوروبا إلى غزة، الذي من المقرّر أن يبحر العام المقبل في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.

الخارجية التركية: المسؤولون "الإسرائيليون" فقدوا شرعيتهم في الضمير الإنساني

ورداً على تصريحات نتنياهو ووزير خارجيته، قالت الخارجية التركية، في بيان مساء أمس الأربعاء، إنّ المسؤولين الإسرائيليين الذين "دخلوا صفحات التاريخ المظلمة" بالمجازر التي ارتكبوها بحقّ الشعب الفلسطيني، لا يحقّ لهم الحديث عن القانون.

وأضاف البيان: أنّ "نتنياهو الذي يزعجه التعبير عن الحقائق، وكذلك كوهين، ساقا افتراءات بحقّ رئيسنا لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن أن تغطي على جرائمهما". وأشار بيان الخارجية إلى أنّ "المسؤولين الإسرائيليين الذين فقدوا منذ وقت طويل شرعيتهم في الضمير الإنساني لن يتمكنوا من التستر وصرف الأنظار عن الجرائم التي ارتكبوها، من خلال قصف المستشفيات وقتل النساء والأطفال أمام أعين العالم أجمع".

وأكد بيان وزارة الخارجية، على أنّ "محرّضي ومرتكبي هذه الجرائم ضدّ الإنسانية، التي أثارت سخطاً كبيراً في الرأي العام العالمي، سوف يخضعون للمحاكمة عاجلاً أو آجلاً".

وأوضح، أنّ "تركيا ستواصل معارضة المجزرة التي ترتكب في غزة ودعم القضية المشروعة للشعب الفلسطيني".

وكان نتنياهو قد وجّه انتقادات واتّهامات للرئيس أردوغان بسبب تعليقات له -أمس الأربعاء- وصف فيها "إسرائيل" بأنها "دولة إرهابية".

ومن ضمن ما قال نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه، "إنه (أردوغان) يصف إسرائيل بأنها دولة إرهاب، ولكن في تصرفاته يدعم دولة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس الإرهابية".

وقال الرئيس التركي، أمس الأربعاء: إنّ إسرائيل "دولة إرهابية" ترتكب جرائم حرب وتنتهك القانون الدولي في حربها على غزّة. مؤكداً أنّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حزب سياسي انتخبه الفلسطينيون، وليست منظّمة إرهابية.

ودعا أردوغان، خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان التركي، رئيس كابينت الحرب في كيان الاحتلال "بنيامين نتنياهو" للكشف عما إذا كانت "إسرائيل" تمتلك قنابل نووية أو لا، مؤكداً أنّ نتنياهو "سيرحل عن منصبه" لا محالة.

وخلال الأسابيع الماضية، وجّه أردوغان انتقادات حادّة لـ "إسرائيل" ولنتنياهو على خلفية العدوان المستمر على قطاع غزة لليوم الواحد أربعين، والذي خلّف أكثر من 11 ألفا و500 شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 30 ألف مصاب فضلاً عن دمار مروّع في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.