أقر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بأن ألفاً من جنوده وضباطه أصيبوا بجروح مختلفة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، كما اعترف رئيس الأركان بالفشل في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

صحيفة "هآرتس" العبرية قالت في تقرير لها: إنّها استطاعت عبر وسائلها الحصول على أرقام لأعداد الجرحى من المستشفيات والمصادر الطبيّة، وسط رفض لجيش الاحتلال الإفصاح رسمياً عن حجم الخسائر البشرية في صفوفه.

ورغم التحفّظ العسكري "إسرائيلي" شديد حول الإفصاح عن الخسائر البشرية وفرض رقابة عسكرية مشددة على المعلومات، قالت الصحيفة: إنّ الجيش أقر عقب التقرير، بأنّ الفاً من جنوده وضباطه أصيبوا بينهم 202 بحالة خطرة، و320 جروحهم وُصفت بالمتوسطة، في حين أصيب 470 جنديا وضابطا بجراج خفيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية قولها: إنّ الشعور السائد أنه يتم إبقاء الجنود المصابين بعيداً عن الأنظار، وأنه غير مصرح لوزارة الصحة والمستشفيات بنشر معلومات حول المصابين من دون موافقة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الحديث عن عدد المصابين ووضعهم.

ونقلت هآرتس عن مسؤول رفيع في أحد المستشفيات الإسرائيلية قوله إنه المستشفيات: "لم تمر بتجربة كهذه أبداً في أي من الحروب والعمليات العسكرية السابقة".

ماذا عن ملف القتلى؟

تقرير "هآرتس" أثار جدلاً داخلياً "إسرائيلياً" حول أعداد القتلى، نظراً لكون ملف الجرحى منفصل عن القتلى، ما يضع علامات استفهام حول عدد القتلى الحقيقي، حسبما تناقل معلقون صحفيون في "إسرائيل".

وفي نقاش أثاره التقرير في "هيئة البث الإسرائيلية" بين معلقين، رأى أنّ أعداد القتلى التي ينشرها الجيش، قد لا تتناسب مع ضراوة المعارك وما تنشره كتائب القسام عن استهداف جنود مشاة من المسافة صفر، واستهداف مدرعات وآليات الجيش من مسافات قريبة، ما يعزز أي اعتقاد أو أرقام تنشر حول أعداد مرتفعة من القتلى.

وما أثار الاستفهام أكثر، أنّ اعتراف الجيش "الإسرائيلي" بأعداد المصابين، جاء بعد نشر أرقام التقرير الصحفي، ما يعني أنّه مدفوع بإحراج سبّبه التقرير، ومحاولة لتداركه، ولا يعني بالضرورة أن الأرقام دقيقة، علماً أنّ التقرير استند على تسريبات من بعض المستشفيات التي تستقبل جرحى الحرب في غزة وليس كلّها، حسبما أشارت الصحيفة في تقريرها.

وفي أرقامه الرسميّة، يقر جيش الاحتلال بمقتل 392 جندياً "إسرائيليا" منذ 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر، أكثر من 60 منهم خلال العملية البريّة التي بدأت بشكل رسمي يوم 31 من أكتوبر الفائت.

في قتال على 20% من مساحة غزّة فقط

أعداد القتلى والجرحى الذين اعترف الاحتلال بهم على الأقل، سقطوا في قتال على مساحة لم تتجاوز 20% من مساحة قطاع غزّة، يجري عليها القتال بين الجيش "الإسرائيلي" وفصائل المقاومة، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

وكانت صحف أخرى قد تحدثت في وقت سابق، عن أكثر من 1600 معاق "إسرائيلي" نتجوا عن الحرب في غزة، وهو ما أكدته إذاعة جيش الاحتلال يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن رئيس جمعية المعاقين في الجيش "الإسرائيلي": أنّه منذ 7 أكتوبر تم الاعتراف بـ 1600 جندي مُصاب كمعاق جسدياً منهم 400 لا يزالون يتلقون العلاج بالمستشفيات وسنستقبل آلاف الجنود الآخرين الذين يعانون من صدمة ما بعد القتال

الجدير ذكره، أنّ الإعاقة وفق المفهوم المعمول به في الجيش "الإسرائيلي"، يشمل إلى جانب الإعاقة الجسدية، الصدمات النفسية والإعاقات النفسية، التي تؤدي إلى ذات النتيجة، وهي تنحيتهم عن الخدمة العسكرية مدى الحياة.

كما نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مصادر في الجيش "الإسرائيلي" أن 5 جنود قتلوا في قطاع غزة جراء نيران صديقة، وأن 3 آخرين قتلوا جراء انفلات عيار ناري وتفجير غير آمن.

وأشار تقرير -أعده الجيش الإسرائيلي- إلى أن عشرات الجنود أصيبوا جراء سقوطهم من آليات عسكرية، أو استخدام الآليات العسكرية بطريقة خاطئة.

من جهة ثانية، قال رئيس أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" "هرتسي هاليفي": إن الجيش وشعبة الاستخبارات فشلا في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولكن يجب ألا ننشغل بذلك الآن.

وأضاف أن الجيش يستغل أيام الهدنة للاستعداد ووضع الخطط لاستكمال القتال من أجل تفكيك حركة حماس، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن "الجيش لا يدافع فقط على الحدود مع شمال لبنان، بل يبادر إلى عمليات"، وفق قوله.

اقرأ/ي أيضاً : المقابر العسكرية " الإسرائيلية" تستقبل جنازة كل ساعة ونصف

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد