كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الأحد، أثنتين من الأمهات تُقتلان كل ساعة في قطاع غزة جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة منذ 79 يوماً.

جاء ذلك في تدوينة نشرتها الهيئة على حسابها عبر منصة "إكس"، وأكدت الهيئة الأممية أن "أطفال غزة يفقدون حبل الأمان الوحيد، ألا وهو والديهم"، مؤكدة أن هذا "يجب أن يتوقف".

وكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأسبوع المنصرم، أن 50 ألف امرأة حامل و68 ألف مرضعة في قطاع غزة تواجهن خطر فقر الدم والنزيف والموت.

وكتب الصندوق الأممي، في تدوينة على حسابه عبر منصة "إكس": "في غزة، تواجه 50 ألف حامل و68 ألف مرضعة نقصاً حاداً في الغذاء".

وأضاف أن "نقص الغذاء الحاد في غزة يعرض الحوامل والمرضعات لخطر الإصابة بفقر الدم، وتسمم الحمل، والنزيف، وحتى الموت".

واختتم الصندوق الأممي للسكان بالقول: إن "وقف إطلاق النار الفوري هو السبيل الوحيد لضمان وصول الغذاء والمساعدات إلى جميع سكان غزة، الذين هم في أمس الحاجة إليها".

وفي منشور آخر، قال الصندوق: إن 5500 امرأة فلسطينية في غزة سوف يضعن مواليدهن هذا الشهر، وهن بحاجة للعناية والحماية ولا يستطعن الوصول إلى الخدمات الصحية.

نساء حوامل على وشك الولادة في مراكز نزوح لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة

وللوقوف على حجم معاناة النساء الحوامل في أحد مراكز النزوح في رفح، سجل موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين" شهادات لعدد منهن، وكانت البداية مع سيدة حامل لم تذكر اسمها تعيش في خيمة بمنطقة المواصي النائية وتعرضت لإصابة بعد وقوعها أثناء هروبها وهي حامل، من قصف "إسرائيلي" على مدينة غزة، واستشهد في هذا القصف شقيقها وعدد من أقاربها.

تقول: "صار قصف وأخوي استشهد وطلعنا من بيت حانون على المخيم، اللي تعرض هو كمان للقصف واستشهد ابن سلفي، بعدها اتجهنا من المخيم إلى رفح وأوينا إلى الخيم وأنا حامل في الشهر التاسع ولدي 5 بنات، والخيمة اللي سكنت فيها غرقانة من المطر".

تشير إلى أن الحمل لوحده تعب ومع الإصابة صار أصعب، موضحة أنه "لا يوجد طبابة ولا فيتامينات، وحتى حال الأطفال صعبة جداً، فلا يوجد حفاضات ولا حليب متوفر، ولا يوجد فراش مناسب ننام عليه، الأولاد ماتوا من الصقعة حيث لا يوجد ثياب شتوية ولا أغطية".

سيدة أخرى حامل ونزحت إلى منطقة المواصي لم تذكر اسمها، تقول: "هذه الخيمة غير متوفر فيها أي مفرش على الأرض ولا يوجد لدينا أغطية أو ثياب".

وتضيف: ان بعض النازحين معها أعطوها ثياباً مستعملة لمولودها القادم، لكنها ثياب صيفية ولا تقي الرضيع من البرد

لا أملك ثياباً شتوية للمولود ولي

وتضيف: "أنا حامل في الشهر التاسع تقريباً وعلى وشك الولادة باقي لي 10 أيام وأنهي الشهر التاسع، أنا طلعت من داري وأنا في الشهر السابع والحرب مستمرة منذ شهرين، ولا يوجد عندي ثياب شتوية لي أو للمولود القادم، هناك بعض الثياب المستعملة جلبها لي الناس، ولا أدري ما أفعل بهم لأن معظمها صيفي، حتى في أسواق المستعمل لا يوجد ثياب شتوية.. لفينا السوق كله وما وجدنا، ولا يتوفر المال لكي نشتري ملابس جديدة، أنا على وشك الولادة ولا أعرف ماذا أفعل وقاعدين في خيمة، حينما تمطر تدخل المياه علينا ونصير نركض من هنا إلى هناك لا نعرف ماذا نفعل!".

احنا قاعدين بنموت بنموت

تتابع هذه السيدة: "تدمر بيتنا ونزحت إلى كذا مكان من بيتنا إلى دار أهلي للنصيرات الوسطى، ومن مدرسة لمدرسة، مللنا من كثرة النزوح" متسائلة: "إلى أين نذهب؟ ماذا نفعل؟"

تؤكد أنها تنام مع أولادها على أرض الخيمة دون أغطية وفرشات ولا يوجد طعام وأنها تقترض طعاماً لتطعم أطفالها.

أما السيدة فاطمة محمد المصري، وهي تقطن حالياً في مركز إيواء تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" برفح جنوبي قطاع غزة، فتقول: "نحن الحوامل نأكل علبة فول، عايشين عالفول وعلى علب المعلبات، طول نهارنا مريضين يا إما معنا زكام أو مريضات مش قادرات، أنا مريضة بحاجة لعلاج كل شهر 300 شيكل يعني لا أعرف ماذا أقول؟ الوضع سيء للغاية". وتضيف "كلها أسبوع وأولد وهذا يحتاج متطلبات؟ لا يوجد من هذا الكلام، حتى منظفات عالقليلة (الأونروا) لا تعطينا.. حتى الأكل عم يعطونا كل 3 أفراد علبة تونا يعني لمين؟ لا يكفي؟ طول نهارنا عالفول واحنا عنا نقص في التغذية، يعني حرام ناكل فول بس، احنا قاعدين بنموت بنموت".

تؤكد معظم السيدات الحوامل اللواتي تحدثن لموقعنا، أن وكالة "أونروا" أو أي جهة أخرى تتابع حالاتهن، ولا يوجد فحوصات أو تصوير منذ بدء الحرب على غزة، فيما تكتفي أحياناً مراكز الوكالة بإعطائهن بعض أقراص الفيتامينات والحديد.

بدورها تقول السيدة بيسان البطنيجي، تعيش مع أولادها وزوجها في مركز للنزوج برفح في غرفة صغيرة جداً تحت الدرج تُستخدم بالعادة لأنابيب الصرف الصحي: "يعني أنا كحامل مش بإمكاني إني أعيش مع مجاري (وسط أنابيب الصرف الصحي) ، ونحن في ظروف حرب أنا لا أعرف أين أذهب؟"

تتحدث عن التعب الذي تلاقيه جراء الحمل مع عدم توفر الخدمات الصحية وتعبر عن ذلك بالقول: "أنا انتهيت، غصباً عني أقوم أطعم أطفالي، أبحث عن لقمة لأولادي أطعمهم إياها أو أحضر شيئاً للبيبي، أو آخذ من الناس حتى أطعم أطفالي وأطعم الجنين في بطني".

تضيف: لا يوجد أي مستشفى أو مركز صحي نذهب إليه وتتابع: "نحن قاعدين هنا موكلين أمرنا لله والحمد لله ماذا نفعل أكثر من ذلك؟".

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد