شهدت مناطق الضفة الغربية المحتلّة اليوم الأربعاء 3 كانون الثاني/ يناير، حالة إضراب عام وشامل، تنديداً باغتيال القيادي في حركة (حماس) صالح العاروري ليلة أمس في ضاحية بيروت الجنوبية، وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وجاء الاضراب، بناء على دعوة القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية وحركة " فتح" في الضفة الغربية، رداً على قيام الاحتلال "الإسرائيلي" باغتيال القيادي العاروري، وشهدت مناطق الضفة الغربية استجابة كاملة، حيث شلّت الحركة التجارية وأغلقت المدارس والجامعات والبنوك وكافة المؤسسات العاملة في مناطق الضفة الغربية.
وتزامن الإضراب الشامل، مع عدوان "إسرائيلي" على مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية المحتلّة، حيث يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اقتحام المخيمين منذ ليل أمس الثلاثاء، وسط مواجهات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال التي قامت بعمليات تخريب واسعة للبنى التحتية في المخيمين واعتقلت عشرات الفلسطينيين.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، مدينة طولكرم ليل الثلاثاء/ فجر الأربعاء، بعد أن شنّت غارة جوية من طائرة مسيّرة، استهدفت موقعاً في حارة أبو الفول في مخيم طولكرم، ما أدّى إلى إصابة 3 على الأقل.
وداهمت قوات كبيرة معززة بالجرافات والكلاب البوليسية، حارات مخيم طولكرم وجرفت شوارع حارة البلاونة وشارع المدارس، وقامت باقتحام مدرستين إحداها تتبع لوكالة "أونروا" حسبما أكدت مصادر محليّة، وقامت بتفجير أبوابها وتحويلها الى نقطة مراقبة وقنص.
واندلعت مواجهات مواجهات بين شبان المخيم وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الأعيرة النارية بكثافة باتجاه المنازل، فيما تصدى المقاومون لجيش الاحتلال بالعبوات محليّة الصنع، وشهدت عدّة حارات اشتباكات مسلّحة منذ ساعات الصباح حسبما اكّدت مصادر محليّة.
وطوّق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المستشفيات، وحاصر مستشفى الإسراء التخصصي في الحي الغربي، ومستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة، وعرقل وصول الإصابات إلى مستشفى ثابت ثابت الذي استقبل إصابة لرجل مسنّ دهسه جنود الاحتلال عند مدخل مخيم نور شمس.
وفي مخيم نور شمس، داهم جيش الاحتلال عشرات المنازل، برفقة الكلاب، وخرّب محتوياتها، واعتقل العشرات بعد احتجازهم بشكل جماعي وأجرى تحقيقات ميدانية، فيما اقتاد عدداً من الشبان إلى الاعتقال.
وبحسب شهود عيان، فإن قوات الاحتلال اقتادت العشرات من شبان المخيم، إلى ساحة مصنع قديم للبلاط مقابل المخيم، واحتجزتهم بعد تقييدهم وتعصيب عيونهم، والتحقيق معهم ميدانياً، وبعضهم ما يزال محتجزاً من أكثر من 10 ساعات.
وقامت جرافات الاحتلال، بحملات جرف وتدمير واسعة لشوارع مخيم نور شمس وجرّفت النصب التذكاري للشهيد مراد الباشا في ضاحية ذنابة شرق طولكرم، وطال التخريب الواسع حارات المنشية، والمحجر، والدمج، والمدارس، والحدايدة، والربابعة وأبو الفول.
الجدير ذكره، أنّ هذا الاعتداء على مخيمي طولكرم ونور شمس هو الرابع من نوعه خلال أقل من شهر، حيث اقتحم جيش الاحتلال المخيمين 3 مرات منذ 17 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، ما أدّى إلى ارتقاء 11 شاباً في اقتحامين منفصلين، فيما دمر الاحتلال البنى التحتية، وفي إطار عدوان متصاعد لجيش على مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، منذ أن بدأ حرب الإبادة على قطاع غزة يوم 7 تشرين الثاني/ أكتوبر من العام 2023 الفائت.