يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حربه الوحشية على قطاع غزة لليوم الـ99، وسط قصف عنيف يستهدف مناطق عدة في القطاع المحاصر، مخلفاً وراءه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والنازحين والمفقودين، وسط تحذيرات وتخوفات من تفاقم الأزمة الإنسانية المتواصلة بسبب جرائم الاحتلال.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، 14 كانون الثاني/يناير، إن شمال القطاع بحاجة إلى 1.300 شاحنة غذاء يومياً للخروج من حالة الجوع، مشيراً إلى أن الاحتلال قتل 14 فلسطينياً حاولوا الحصول على غذاء.
ودق "المكتب الإعلامي" في بيان ناقوس الخطر مجددا حول مخطط جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لإيقاع مجاعة حقيقية في محافظتي غزة وشمال غزة بشكل مقصود ومتعمّد.
وأضاف "المكتب الإعلامي"، ما يؤكد مخطط الاحتلال ذلك، "هو منعه إدخال المساعدات والإمدادات والمواد الغذائية والتموينية، وكذلك إطلاق النار على الشاحنات التي تحاول الوصول إلى المحافظتين، وقتل أكثر من 14 فلسطينياً كانوا يبحثون عن لقمة طعام يأكلونها، وكذلك استهدافه لجميع خطوط مياه الشرب والآبار وتعطيله لكل مناحي الحياة تماماً".
وحذر "المكتب الإعلامي" من أن استمرار سياسة التجويع والتعطيش التي تهدد حياة 800 ألف مواطن في شمال القطاع، موضحاً أن محافظة شمال غزة تحتاج حالياً إلى 600 شاحنة من المساعدات والمواد الغذائية وذلك بشكل يومي، كما تحتاج محافظة غزة إلى 700 شاحنة يومياً أيضاً.
تصريحات "المكتب الإعلامي" تزامنت مع ما نقلته شبكة "إي بي سي" عن برنامج الأغذية العالمي، الذي أعلن أن نحو 577 ألف شخص في غزة، أي ما يعادل ربع السكان، يعانون الآن من الجوع، وذلك بعد نحو 100 يوم من العدوان "الإسرائيلي" على القطاع.
وكان تقرير صادر عن المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية، أكد أن كيان الاحتلال فرض قيودا حازمة على بعثات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة منذ بداية العام الجديد، مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأشار إلى أن منع "إسرائيل" الدخول إلى شمال غزة أدى إلى وصول 21% فقط من جميع الإمدادات المخطط لها من الغذاء والمياه والأدوية إلى سكان شمال القطاع.
وأوضحت المنظمة الدولية في أحدث تقرير لها، أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي كان يصل إلى شمال القطاع ما بين 13 إلى 18 بعثة مساعدات أممية مخطط أن تصل إلى شمال القطاع، غير أن هذا العدد تدهور بشدة بداية العام الجاري.
وأضاف التقرير أن كل يوم من فقدان المساعدة يؤدي إلى خسارة أرواح ومعاناة مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا شمال غزة.
يأتي ذلك وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال، حيث استهدف القصف اليوم مناطق عديدة في قطاع غزة، وأفادت مصادر صحفية، بارتقاء 20 شهيدا جراء تواصل الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي على مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية في بيان، استشهاد اثنين من موظفيها أثناء عملهم في إصلاح شبكة الاتصالات بخانيونس، حيث استهدف الاحتلال سيارة تابعة للشركة بقذيفة مباشرة. ونعت شركة الاتصال موظفيها الاثنين نادر أبو حجاج وبهاء الريس، وأدانت "استمرار الهمجية والعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وقالت مصادر صحفية، ان معارك عنيفة تدور بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال في العديد من محاور التوغل في مناطق المحافظة الوسطى. بينما استمر القصف الجوي والمدفعي على مخيمات المغازي والنصيرات والبريج في قطاع غزة.
وزارة الصحة بغزة: لم تتبق إلا 6 سيارات إسعاف صالحة للاستخدام في القطاع
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قالت: ان الاحتلال "الإسرائيلي" لا يزال يستهدف الطواقم الصحية بالقصف والاعتقال، مما أدى إلى استشهاد العشرات.
وأشارت الوزارة في مؤتمر صحفي أمام مجمع الشفاء الطبي شمال القطاع، إلى أن البنية التحتية والصحية والخدماتية في رفح هشة، ولا يمكنها تحمل احتياجات 1.3 مليون مواطن ونازح.
كما كشفت أنه لم تتبق سوى 6 سيارات إسعاف صالحة للاستخدام في القطاع، مشيرة إلى مكافحتها من أجل تشغيل بعض الخدمات الأساسية، ومنها وحدات العناية المركزة وحضانات الأطفال.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، السبت، أن الإبادة الجماعية جعلت في غزة واحداً من بين عشرين مواطناً في القطاع إما شهيداً، أو جريحاً، أو مفقوداً.
وقال إن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة تجعله الأكثر إجراماً ودموية عبر التاريخ.
وفي سياق متصل، أعلن القدرة أن جيش الاحتلال ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 135 شهيداً و312 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكداً أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وذكر أن ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 23843 شهيداً و60317 إصابة.
يشار إلى أن هناك شحاً بالمعلومات والصور الواردة من قطاع غزة، بسبب استمرار انقطاع الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني على التوالي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن حجم الدمار في قطاع الاتصالات في غزة وصل لما يزيد على 80%، بالإضافة إلى تعرض الطواقم الفنية المسؤولة عن إصلاح الأضرار للاستهداف المباشر خلال قيامها بعملها على الرغم من وجود تنسيق مسبق مع الاحتلال عن طريق المؤسسات الدولية.