حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الثلاثاء 23 كانون الثاني/ يناير، من تداعيات الجوع على أكثر من 750 ألف انسان في عموم قطاع غزّة، قالت إنّهم يواجهون جوعاً كارثياً.

ودعت الوكالة في تصريحات لها، إلى زيادة المساعدات بشكل كبير، لتدارك خطر المجاعة المتزايد على مئات الالاف خصوصاً في مناطق شمال قطاع غزّة.

وأكّدت الوكالة، أنّ رفض وصول المساعدات إلى مناطق شمال قطاع غزّة، وانقطاع الاتصالات، تعيق قدرة الوكالة على تقديم المساعدات بأمان وفاعلية.

من جهته، نبّه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا" في قطاع غزّة، إن 15 مخبزًا فقط يعمل الآن في غزة، بواقع 6 مخابز في منطقة دير البلح وسط القطاع، و6 في منطقة رفح جنوبي القطاع، فيما تفتقد مناطق شمال وادي غزّة لأي مخبز عامل.

وأشار المكب، إلى أنّ جميع المخابز العاملة في القطاع تقريباً، تتقى الدعم من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي يقدم الطحين والملح والخميرة والسكر.

ارتفاع معدلات الرفض "الإسرائيلي" لإدخال البعثات الاغاثية

الّا أنّ ما تقدمه البعثات الأممية من دعم اغاثي، لا يلبي الاحتياجات حتّى ضمن حدها الأدنى، في ظل ارتفاع معدلات الرفض "الإسرائيلي" ادخال البعثات الاغاثية الى قطاع غزّة، منذ بداية العام الجاري.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أمس الاثنين، إنّ كيان الاحتلال "الإسرائيلي" منع 3 من أصل 4 بعثات إنسانية متجهة إلى شمال قطاع غزة.

وكان "اوتشا" قد أشار إلى عدم التمكن من إيصال سوى 24% مما كان مقرراً من مساعدات خلال الأسبوعين الأوليين من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري.

وقال المكتب، إنّ الوكالات الإنسانية قررت إرسال 29 بعثة لإيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى شمال وادي غزة، ولكن لم يُنجز سوى 7 من أصل 29 بعثة (24 %) منها إما بصورة كلية وإما بصورة جزئية.

وأكد المكتب الأممي، ورفضت السلطات "الإسرائيلية" وصول بقية البعثات، ويُمثّل ذلك زيادة كبيرة في عدد حالات الرفض بالمقارنة مع الأشهر السابقة، بحسب "أوتشا" الذي أوضح أنّه في تشرين الأول وكانون الأول/ديسمبر 2023، لم يُرفض سوى 14 في المائة (6 من أصل 43) من البعثات التي كان من المقرّر أن تصل إلى الشمال، في حين جرى تيسير وصول النسبة المتبقية وقدرها 86 في المائة (37 من أصل 43 بعثة).

أكد "أوتشا" أنّ حالات الرفض، تحول دون توسيع نطاق البعثات الإنسانية وتضيف تكاليف باهظة إلى عمليات الاستجابة بعمومها، مشيرةً إلى أنّ قدرة الوكالات الإنسانية على العمل في أمان وبفعّالية، مقوّضة إلى حد كبير بفعل القيود التي تفرضها السلطات "الإسرائيلية" منذ أمد بعيد على استيراد المعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.

يضاف الى ذلك، المعيقات التي يضيفها الاحتلال أمام إيصال المساعدات ومنها قطع الاتصالات لليوم 1 على التوالي، وكانت "أونروا" قد نبّهت في وقت سابق، إلى أنّ " انقطاع خدمات الاتصالات يمنع الأشخاص من الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة، ويستدعي المستجيبين الأوائل ويستمر في إعاقة الاستجابة الإنسانية".

من جهته، حذّر المرصد "الأورو متوسطي" لحقوق الانسان، أنّ نحو 400 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال وادي غزة، يعيشون مجاعة حقيقية نتيجة الحصار الخانق، ومنع "إسرائيل" وصول أي مساعدات إلى المنطقة منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وبيّن المرصد، أنّ السكان المتبقين في شمال القطاع، اضطّر بعضهم إلى طحن أعلاف الحيوانات وخلطها بالذرة لعجنها وأكلها، وبعضهم اضطر لأكل أوراق الشجر.

وأكّد المرصد، بناء على معطيات وثقها فريقه،، أنّ "إسرائيل" تستخدم التجويع كأداة من أدوات الحرب والضغط السياسي ضد المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية، ويتطلب تدابير عاجلة لتمكين الفلسطينيين من الحصول على الطعام والشراب ومجمل احتياجاتهم الأساسية دون عوائق أو استهداف أو ترهيب.

وأعاد المرصد، تحميل الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية المسؤولية "عن القصور والعجز في إيصال المساعدات الإنسانية بشكل لائق ومناسب لمئات آلاف السكان الذين يعانون جوعًا حقيقيًّا للشهر الرابع على التوالي، وكذلك صمتها إزاء قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين خلال محاولتهم استلام المساعدات."

وكان خبراء امميون، قد أكدوا في تقرير نشرته الأمم المتحدة يوم 16 من يناير الجاري، أنّ "إسرائيل" تدمر النظام الغذائي في غزة، وتمنع الوصول إلى المناطق الزراعية والبحر، وجرفت 22% من الأراضي الزراعية بما فيها البساتين والصوبات الحرارية منذ بدء العملية البرية في 27 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 الفائت.

كما أكّد الخبراء، أن "إسرائيل" دمرت حوالي 70% من أسطول الصيد في غزة، وقالوا إنها دمرت أيضا أكثر من 60% من المنازل الفلسطينية في القطاع، بما يؤثر بشكل مباشر على القدرة على طهي أي طعام ويتسبب في القضاء على المنازل عبر التدمير الشامل للمساكن وجعل المنطقة غير صالحة للعيش. حسبما جاء في التقرير.

ولفت التقرير، الذي أجراه خبراء مستقلون، إلى أنّ سكان غزة يمثلون 80% من جميع الأشخاص في العالم الذين يواجهون خطر المجاعة أو الجوع الكارثي، في ظل استمرار القصف والحصار من جانب "إسرائيل".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد