كشفت صحيفة "هاآرتس" العبرية في تقرير لها صباح اليوم الخميس 1 شباط/فبراير، أنّ الجنود "الإسرائيليين" يحرقون منازل الفلسطينيين بناء على أوامر من ضباطهم، لتصبح عديمة الفائدة، وغير صالحة للسكن فيها مجدداً.
وتوسعت ظاهرة نسف المنازل أو حرقها خلال الأسابيع الفائتة في مناطق مختلفة من قطاع غزّة توغل فيها جيش الاحتلال، ونقلت الصحيفة أنّ مئات المباني أحرقت من داخلها، بعد أنّ أتم الجنود فيها عمليات تفتيش وما شابه.
ولم تبيّن الصحيفة سبباً عسكرياً وراء حرق المنازل، ولا سيما من خلال سؤال وجهته لأحد ضباط الجيش الميدانيين حول سبب إحراق منزل محدد، أجاب: "قد تكون هناك معلومات استخباراتية عن مالكه، أو الجيش وجد شيئاً محدداً" حتّى ختم الضابط "الإسرائيلي" إجابته " لا أعرف بالضبط لماذا حرق هذا المنزل".
وتشير عمليات نسف المربعات السكنية وحرق المنازل وتدمير المدارس وسواها، إلى أنها ممارسات ممنهجة، لا طائل عسكرياً منها سوى تدمير قطاع غزّة وحرمان المهجرين من العودة إلى منازلهم بعد تدمير كافة البنى المدنية والعمرانية، وهو ما أثار انتقادات حقوقية.
ويبين تقرير الصحيفة العبرية، عدّة مؤشرات واضحة حول تعمد الحرق لغرض اللهو والعبث، حيث نشرت عن جنود حول حادثة حرق أحد المنازل، حيث ترك الجنود الذين كانوا على وشك مغادرة المبنى رسالة للقوات التي كانت قادمة لتحلّ محلّهم، وجاء في الرسالة التي ظهرت في صورة نشرها أحد الجنود على الإنترنت "نحن لم نحرق المنزل حتى تتمكنوا من الاستمتاع به، وعندما تغادرون - ستعرفون ما يجب عليكم فعله" أي حرقه.
ولفتت "ها آرتس" أنّ المبنى الذي يتم إحراقه يصبح غير صالح للسكن، وإن أصحابه لن يعودوا قادرين على السكن فيه، واعتبرت الصحيفة أن "إشعال النار في منازل المدنيين غير المقاتلين لمجرّد العقاب، محظور بموجب القانون الدولي".
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال، بأن "تفجير وتدمير المباني يتم بالوسائل المعتمدة والمناسبة، وسيتم النظر في الأعمال التي تم تنفيذها بطرق مختلفة خلال الحرب".
وأكدت الصحيفة على لسان 3 ضباط ميدانيين يقاتلون في غزّة، أن "إحراق المنازل أصبح ممارسة شائعة".
ونقلت قولاً لأحد قادة الكتائب لجنوده قبل أسبوع خلال عملية في إحدى مناطق القطاع، "أخرجوا أغراضكم من المنزل، وأعدّوه للحرق".
وقالت الصحيفة في تقريرها: “في الآونة الأخيرة، لجأ الجنود المنتشرون في غزة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار أنفسهم وهم يشاركون في إحراق المنازل في غزة، في بعض الحالات انتقامًا لمقتل زملائهم أو حتى لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول".
تجدر الإشارة، إلى أنّ ممارسات جيش الاحتلال بحرق المنازل ونسفها، تدخل ضمن عمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها منذ 118 يوماً، ومن سماتها تدمير المدنية بشكل تام لمنع عودة الحياة إلى القطاع وتهجير سكانه، وهو ما تبينه الأرقام الأممية حول مستويات التهجير المتسارعة.
وكان تقرير أعدّه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) قد كشف أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" أصدر أوامر إخلاء لسكان 41% من مساحة قطاع غزّة خلال شهر واحد فقط وهو كانون الأول/ ديسمبر من العام 2023 الفائت.
ودمّر الاحتلال نحو 70% من المساحات العمرانية لقطاع غزّة، بالقصف الجوي والمدفعي والنسف المتعمد، حتى يوم 30 كانون الأول/ ديسمبر 2023، حسبما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
اقرأ\ي أيضا: الاحتلال يدمّر 70% من قطاع غزّة ويخطط لإخراج "أونروا" من القطاع