قام سفير دولة النرويج في لبنان مارتن يترفيك، الخميس 8 شباط/ فبراير، بزيارة إلى مخيم الضبية للاجئين الفلسطينيين شرق العاصمة اللبنانية بيروت، تفقد خلالها عمل المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المخيم، وأكّد دعم بلاده للوكالة الدولية.
ورافق السفير في زيارته، مديرة منطقة لبنان الوسطى لدى الوكالة في لبنان نهى حمود ومديرة البرامج في السفارة منال قرطام، وشملت الزيارة المركز الصحي التابع لـ "أونروا" في المخيم، واطلع عن كثب على أنشطته وخدماته الصحية، واستمع إلى ملخص حول أوضاع اللاجئين وعمل الوكالة في المخيم.
كما اجتمع السفير يترفيك بممثلين عن المجتمع المحلي في المخيم، وناقش معهم ظروفهم المعيشية وهواجسهم، لا سيما تلك المتعلقة بتأثير الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المستمرة في لبنان وتجميد بعض الدول تمويلها لوكالة "أونروا".
وشملت زيارة السفير، "راهبات الناصرة الصغيرات" اللاتي يقدمن خدمات صحية أساسية، ويساعدن اللاجئين في المخيم منذ عقود. والتقى الأب فادي عقيقي رئيس دير مار يوسف المجاور للمخيم.
وقال السفير باتريك خلال لقائه بمثلي المجتمع وفاعلياته: "تواصل النرويج تمويلها للأونروا، وهو أمر أكثر أهمية من أي وقت مضى. في حين تشاطر النرويج القلق إزاء الادعاءات الخطيرة للغاية الموجهة ضد بعض موظفي الأونروا، فإنه يجب علينا أن نميز بين ما قد يفعله أشخاص وما تمثله الأونروا".
ولفت إلى أنّ بلاده "تحث الجهات المانحة الأخرى على التفكير في العواقب الأوسع نطاقا لقطع التمويل عن الأونروا في هذا الوقت حيث هناك ضائقة إنسانية شديدة. لا ينبغي لنا أن نعاقب ملايين الناس بشكل جماعي".
بدورها، شكرت مديرة شؤون "أونروا" في لبنان دوروثي كلاوس، سفير النرويج على الزيارة إلى مخيم ضبية، وعلى قرار حكومة النرويج مواصلة تمويل الوكالة ومساعداتها الإنسانية.
وقالت: "إن الأونروا لا تقدم مساعدات إنسانية للاجئي فلسطين فحسب، بل تساهم أيضا في الاستقرار في المنطقة من خلال خدماتها الشاملة والمتسقة للفئات الأكثر حاجة بما فيهم داخل مخيمات اللاجئين حيث لا يوجد مقدم آخر للخدمات لهم".
وتأتي زيارة السفير النرويجي لمخيم ضبية، في وقت تعاني مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من انعكاسات حادة للأزمة الاقتصادية اللبنانية المتفاقمة منذ العام 2019، أدت إلى ارتفاع نسبة من هم دون خط الفقر إلى 93% بحسب أرقام الوكالة حتى العام 2023 الفائت، وترافق ذلك مع تقليص وكالة "أونروا" خدماتها جراء العجز السنوي الذي تعانيه منذ سنوات، وسط مخاوف من توقف معظم خدمات "أونروا" وتقديماتها الإغاثية تأثراً بقرارات وقف تمويل الوكالة.
وكانت حكومة النرويج قد أعلنت اليوم الخميس، أنها ستمنح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" دعماً مالياً إضافياً، بعد أن علقت 18 دولة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تمويلها للوكالة الدولية المعنية بإغاثة وتشغيل أكثر من 5.5 مليون لاجئ فلسطيني.
وأشارت إلى أنها ستمنح الوكالة مبلغ 275 مليون كرونة ما يعادل (26 مليون دولار) لتمكين "أونروا" من مواجهة "الوضع الكارثي" في غزة، بحسب بيان صدر عن خارجيتها.