أوضحت مديرة شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس"، في حوار لـ "أخبار الأمم المتحدة" أجرته يوم 7 شباط/ فبراير الجاري، حجم تأثير توقف عمل الوكالة على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مع احتمالات حدوثه بعدما علقت دول عدّة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تمويلها للوكالة، بشكل صار يهدد استمرار خدمات "أونروا" خلال الأشهر المقبلة.

وبينت كلاوس بالأرقام، حجم تأثير توقف الوكالة على 250 ألف لاجئ فلسطيني، يعتمدون بشكل رئيسي على خدمات "أونروا" في وقت لا توجد فيه أي جهة قادرة على تأمين الخدمات التي تقدمها الوكالة في لبنان، بينما توقف العمل يهدد الوكالة مع حلول آذار/ مارس المقبل جراء شحّ التمويل، حسبما اكدت في حوارها.

مصير 40 ألف طالب فلسطيني في لبنان مهدد

فيما يخص التعليم، قالت كلاوس: إنّ 40 ألف طفل موجودون حالياً في مدارس الوكالة ومراكز التدريب المهني في لبنان، لا يوجد لديهم مكان آخر يذهبون إليه، "وهذا يعني أن 38 ألف طفل في الصفوف من الأول إلى الثاني عشر لن يتمكنوا من مواصلة تعليمهم"، حسبما أضافت.

ولفتت إلى أنّ الحكومة اللبنانية المضيفة، قد عبرت بشكل واضح وجلي، أنها لا تملك الموارد اللوجستية والمالية والسياسية اللازمة لتولي مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين، مشيرةً إلى أنّ لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة تؤثر على ميزانيات الحكومة وخصوصاً التعليم، "حيث ينتقل الكثير من الأطفال اللبنانيين من المدارس الخاصة إلى المدارس العامة، التي صارت مكتظة بالفعل، ويشغل اللاجئون السوريون في البلاد نوبات بعد الظهر في المدارس، لذلك، ليس هناك منظور واضح".

وكالة "أونروا" تؤمن إلى حد 60 % من نفقات علاج الفلسطينيين في لبنان

أما فيما يخص الخدمات الصحيّة، والتي تعتبر الأكبر تكلفة في لبنان بالنسبة للسكان واللاجئين الفلسطينيين، في حال غياب ايّة جهة تغطي النفقات الصحية للأفراد، قالت كلاوس: إن 200 ألف لاجئ فلسطيني يزورون مراكز الوكالة الصحية سنوياً، وإنّ "أونروا" تساهم كذلك في تحمل ما بين 50 و60%، من نفقات علاجهم وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك.

وتزود الوكالة اللاجئين الفلسطينيين بالأدوية الأساسية، إضافة إلى الاستجابة لتحصين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وتؤمن الأدوية الحيوية للعديد من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وغير معدية.

ونبهت كلاوس، من أنّ غياب "أونروا" يعني فقدان اللاجئين لخدمات الاستجابة الصحية، نظراً لكون القطاع العام في لبنان ليس مفتوحا أمام اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر إلى 80% في صفوفهم، ما يجعلهم غير قادرين على تحمل تكاليف خدمات القطاع الخاص الطبي، ما يؤثر على 50 ألف لاجئ فلسطيني يعتمدون على تحويلات المستشفيات التي تقدمها "أونروا."

وأوضحت "كلاوس" أنّه من المرجح أن يتم تأجيل العلاج في المستشفيات من قبل اللاجئين الفلسطينيين، بما فيهم مرضى السرطان وعددهم 600 مريض، كانوا يستفيدون من اتفاقية تقاسم التكاليف بين الوكالة واللاجئين، حيث تدفع "أونروا" حوالي 50 إلى 60%، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك من النفقات.

وقالت "كلاوس": "شهدنا زيادة في معدل الوفيات بين مرضى السرطان غير القادرين على تحمل تكاليف الأدوية الحيوية. اتخذنا قراراً في العام الماضي بزيادة نسبة التمويل المشترك للأونروا في هذا الشأن. كل ذلك سوف يتداعى".

12 مخيماً للفلسطينيين في لبنان تقدم فيهم "أونروا" الخدمات البيئية

وفيما يخص خدمات الصحة البيئية وجمع القمامة في مخيمات اللاجئين البالغ عددها 12 مخيماً ويقيم فيها أكثر من 100,000 لاجئ فلسطيني، أكدت كلاوس أنّه لا جهة قادرة سوى "أونروا" على تولي هذه الخدمات، حيث انّ "أونروا" تقوم بخدمة مثل الخدمة حكومية والتي لديها الآن البنية التحتية المناسبة.

كما لفتت مديرة شؤون "أونروا" إلى أهمية المساعدات المالية التي تقدمها الوكالة، والتي ساهمت في خفض نسب الفقر من 93% إلى 80%، وتشمل المساعدة النقدية 65% من اللاجئين الفلسطينيين، ما سيؤدي توقفها إلى تدهور الأوضاع المعيشية.

تعليق التمويل يهدد 3500 موظف في "أونروا"

إضافة إلى ذلك، توفر الوكالة العمل لحوالي 3500 موظف، يديرون عمل الوكالة، "وهو ما يساهم أيضا في دخل ما يقدر بنحو 15% من اللاجئين الفلسطينيين، يعتمدون بشكل مباشر على الاستثمارات التي تقوم بها الأونروا في لبنان، والتي تبلغ في المتوسط حوالي 180 مليون دولار سنوياً"، حسبما بيّنت كلاوس.

اقرأ/ي أيضاً:  قلق يستحوذ على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من احتمال توقف خدمات "أونروا"

وحول الأوضاع المتدهورة أمنياً في المنطقة، وخصوصاً في جنوبي لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلّة، أشارت كلاوس إلى تدابير أجرتها الوكالة تحسباً لأي تصعيد شامل، وقالت: "وضعنا خطة طوارئ حيث قمنا بإعداد 12 مدرسة من مدارسنا لاستضافة النازحين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه".

وأضافت: "قمنا كذلك باتخاذ خطوات فيما يتعلق بالتخزين المسبق للأغذية والإمدادات الطبية، وزودنا المصابين بأمراض مزمنة بإمدادات تكفي لمدة شهرين"، إضافة إلى "تحفيز المراكز التشغيلية في جميع أنحاء البلاد لتكون قادرة على مواصلة تقديم الخدمات في جميع الظروف".

وشددت كلاوس على أنّ الخدمات التي تقدمها "أونروا" هي مهمة وأساسية ولا يمكن الاستغناء عنها، ما يضع الوكالة أمام عملية اتخاذ قرار صعبة للغاية، وتساءلت "هل نبقي الأطفال في المدرسة؟، أم أن لدينا 600 مريض بالسرطان من المحتمل أن يموتوا؟" وتابعت "هل نغلق المراكز الصحية التي تقوم بتحصين الأطفال حديثي الولادة؟ هل لا نقوم بجمع القمامة؟" وأكدت أنّ كل هذا لا غنى عنه بالنسبة لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

اقرأ/ي أيضاً: الوكالة هي الرئة التي يتنفس منها اللاجئون في لبنان

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد