قدمت مؤسسة رحمة للعالمين في سنغافورة تبرعاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بقيمة أربعة ملايين وستمئة ألف دولار، بفضل حملة جمع تبرعات شعبية قامت بها لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتعد هذه الدفعة الثانية من إجمالي ستة ملايين دولار جمعتها مؤسسة رحمة للعالمين في حملة عامة امتدت من منتصف تشرين الأول/ أكتوبر إلى منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر.

وسلمت مؤسسة رحمة للعالمين وكالة "أونروا" شيكا بنكيا في عمان، بعد جمعها الأموال من الأفراد والمنظمات غير الحكومية والشركات المانحة، التي أظهرت دعمها الواسع من خلال التبرع لأهالي قطاع غزة.

وكان من المفترض أن تستمر الحملة لمدة أسبوعين، لكن موجة الدعم دفعت المؤسسة إلى تمديدها لفترة أطول، وفق ما قال محمد فيصل عثمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رحمة للعالمين: "لقد اتحد السنغافوريون من جميع الخلفيات في جهود جمع التبرعات هذه، إن الاستجابة العارمة، التي بلغ مجموعها 6 ملايين دولار للمؤسسة، تتجاوز المبلغ نفسه، إنها تجسد الروح الجماعية لقلوب السنغافوريين التي تقف مع شعب غزة".

وأضاف عثمان خلال تسليم التبرعات إلى "بن ماجيكودونمي" رئيس هيئة العاملين في "أونروا": "تعرب المؤسسة عن عميق امتنانها للأونروا على تفانيها الثابت والمحفوف بالمخاطر في كثير من الأحيان من أجل إيصال المساعدات الحيوية إلى غزة".

وتابع، "من خلال هذا التدفق غير العادي للإنسانية، أثبتنا أن إيماءات التعاطف يمكن أن يكون لها تأثير، وإنني آمل أن يكون هذا بمثابة منارة للأمل، تضيء الطريق نحو مستقبل سلمي أكثر إشراقاً".

يذكر أن مؤسسة رحمة للعالمين في سنغافورة، نفذت حملة سابقة للمؤسسة حطمت الأرقام القياسية مع الأونروا، بعد حرب أيار 2021 في غزة، حيث جمعت 3,5 مليون دولار.

وسبق أن أعلنت السعودية يوم أمس، عن تقديمها تبرعاً بقيمة 40 مليون دولار، فيما أعلنت حكومة البرتغال أنها ستقدم (10.89 مليون دولار).

وكان رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي قد أكد أمس، أن وكالة "أونروا" ستعلن بالتنسيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة عن ندائها العاجل بقيمة مليار دولار، لتغطية العمليات الإنسانية لعام 2024 في فلسطين، بما يكشف حجم الاحتياجات الإنسانية الطارئة للفلسطينيين نتيجة حرب الإبادة والتجويع "الإسرائيلية" ضد أهالي القطاع.

وطالب الدول المانحة التي علقت تمويلها باستئنافه، لتمكين الاستجابة العاجلة من قبل "أونروا" لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وخاصة في قطاع غزة.

يذكر أن وكالة "أونروا" تعاني أزمة مالية خانقة تهدد استمرار عملها، بعد أن أوقفت عدّة دول تمويلها على خلفية مزاعم "إسرائيلية" حول مشاركة موظفين لديها بعميلة طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

حيث أوضح مفوض وكالة "أونروا" في وقت سابق، أنّ الدول المانحة التي علّقت تمويلها، حرمت وكالة "أونروا" من 440 مليون دولار، ما قد يضطر الوكالة إلى إيقاف عملياتها ليس فقط في قطاع غزة، بل في جميع أنحاء المنطقة