تتواصل منذ الخامس عشر من نيسان/ إبريل الجاري فعاليات معرض صور حمل عنوان "جنين، الأرض غير المحروقة" للصحفية الفلسطينية شذى حنايشة، واحضنته دار "النمر للفن والثقافية" في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويضم المعرض أعمالاً متنوعة تروي حياة الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها ومناطق شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما رصدتها عين الصحفية حنايشة التي عملت طيلة الفترة الماضية على الأرض في مخيم جنين والمدينة وشهدت تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين واعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" وجرائمه وكذلك المقاومة والتصدي لها.
ونقلت اللوحات المعروضة أيضاً آثار اقتحامات الاحتلال"الإسرائيلي" بين عامَي 2022 و2024، في مدينة جنين وعدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وتحديداً مخيم جنين بالإضافة إلى مخيم طولكرم ومخيم نور شمس.
تنحدر حنايشة من قباطية قرب جنين قامت بتغطيات ميدانية في المدينة ومناطق فلسطينية أُخرى منذ سنة 2015، ونجت منذ عامين من إطلاق نار جنود العدو الذي أدّى إلى استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة، وهي تعرض خلاصة معايشتها للحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وما يُواجهه من تدمير وقتل واعتقالات.
تقول حنايشة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن هذا المعرض يحتوي صوراً للحياة اليومية الذي يعيشها الفلسطينيون في شمال الضفة الغربية قبل وبعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وينقل جزءاً بسيطاً من معاناتهم، موضحة أن هذه الصور تنقل قصص الناس، وأن كل صورة لها قصة ولها حكاية، "فصور الشهيد وأصدقاء الشهيد وعائلات الشهداء والدمار والتدمير هو إصرار على البقاء والمقاومة لأن المقاومة موجودة في الحياة اليومية".
في المعرض ترى صور لناس تضحك وأمهات شهداء
وشرحت حنايشة اختيارها لعنوان "جنين الارض غير المحروقة": "هذا العنوان جزء منه مقاومة لان الاحتلال يعمد بشكل متكرر الدخول إلى مخيمات شمالي الضفة المحتلة ويحاول تدمير البنية التحتية لهذه المخيمات بهدف العقاب الجماعي، فأردت ان أنقل صور الفلسطينيين حتى يشاهد العالم وحشية وإجرام العدو الصهيوني".
وتابعت: " في المعرض ستشاهد صور لناس تضحك ولأمهات شهداء متأثرين، وستشاهد صوراً للحياة اليومية للناس التي تتحرك، ويعيشون حياتهم"، معبّرة أن "هذا المعرض متنوع لا ينقل فقط الأحداث المتعلقة بالاحتلال لأنه فعلياً الحياة الاجتماعية للفلسطيني هي جزء منها مقاومة للاحتلال والبقاء في الأرض في ظل محاولات التهجير واعتداءات المستوطنين فيها مقاومة ورفض للعدو الصهيوني".
وأضافت حنايشة: أن هذا المعرض ينقل عيون الناس وضحكاتهم ودموعهم وكل هذا تحت منطلق المقاومة والبقاء.
وفي تعليقها عى المقاومة في مخيم جنين، تقول "بدأت حالة المقاومة في مخيم جنين ولكن اليوم نستطيع ان نتكلم أن المقاومة انتقلت من مخيم جنين الى مخميات الضفة ومدن الضفة الغربية وقراها أيضا، الاحتلال يقمع كل من يقول له لا، وشبان مخيم جنين منذ عقود يتصدون للاحتلال ويحاولون مقاومة الاحتلال بشتى الطرق ".
واشارت إلى أن تطور المقاومة في مخيم جنين الذي لم يأت بسهولة بل احتاج مئات من الشهداء والجرحى بدمار البيوت وتخربيها، لافتة إلى أن مخيم جنين مختلف وانه مخيم دائما مصر على المقاومة والاستمرارية وهذا الشيء انتقل الى مخيمات أخرى، وهذا ما يرعب الاحتلال، لهذا الامر أصر الاحتلال على قمع المقاومة في مخيم جنين."
المقاومة في مخيم جنين فردية مركّبة وامتدت إلى المخيمات والمناطق الأخرى
وأضافت حنايشة: "لم ينجح العدو في خفت بريق المقاومة في جنين والدليل على ذلك أن هناك مدناً ومناطق لطالما صنفها العدو على أنها آمنة وهادئة ولكن اليوم نشهد فيها مقاومة عنيفة وشرسة".
تشير إلى ما شاهدته أمام عينيها خلال تغطياتها الإعلامية في مخيم جنين خلال الاعتداءات "الإسرائيلي" تقول: لمست قوة وإصرار المقاومين وشاهدته من أفراد فعلياً كانوا أناساً عاديين وشباناً في بداية حياتهم ومنطلقين للحياة، وحين كانوا يفقدون أحد أصدقائهم المقاومين، في اليوم التالي يحملون سلاح الشهيد وينطلقون لمواصلة رسالته.
تصف المقاومة في مخيم جنين بالـ"الفردية المركبة" لأنها قائمة على كتيبة جنين التنظيم الذي يجمعهم ولكن في المقابل كل من ينتمي إلى هذه الكتيبة ويأتي إليها يكون هو بنفسه مقاومة الاحتلال وهذا سر تميزها.
يلاقي المعرض إقبالاً جيداً في بيروت ويرى الصحفي الفلسطيني المحب أحمد: أن مثل هذه المعارض ضرورية جداً لأن الصورة هي سلاح بأيدي الفلسطينيين لفضح الجرائم "الإسرائيلية"، معبّراً بأن صورة واحدة قد تشرح قضية كبيرة وتجد صدى لها.
يقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "كل هذه الصور من الشهداء والأمهات والمقاومين تولد فينا عزماً على البقاء والمواجهة واحتضان القضية الفلسطينية وأن نقاوم وأن نفتخر بهذا الصمود".
وكذلك يعبر الناشط أبو محمد مهدي أبان هذا المعرض في بيروت مهم لإظهار الوحشية "الإسرائيلية" داخل فلسطين المحتلة، وإظهار قوة وصلابة وصبر وعزيمة ومقاومة الشعب الفلسطيني "من خلال كل الصور التي نشاهدها للأم التي تحمل جثمان ابنها على كتفها وللشبان المقاومين الذين لا ترهبهم عنجهية الاحتلال ويقاومون رغم كل الظروف، وهذا يعكس صورة الشعب الفلسطيني من غزة إلى جنين والخليل واريحا"
الصحفية اللبنانية بتول فارس كانت تقف أمام صورة لسرير داخل المستشفى وهو ملطخ بالدم حيث كانت تنظر الى الصورة بتأثر واضح وعند سؤالنا لماذا اختارت هذه الصورة بالتحديد قالت :"ما زلت اذكر هذا اليوم الذي أقدمت فيه قوة صهيونية على اقتحام مستشفى ابن سينا في جنين وقتل أحد المقاومين وهو على سرير المستشفى في حين كان يعاني من شلل جزئي أيضاً".
شاهد/ي التقرير