كشفت طواقم الدفاع المدني، اليوم الثلاثاء، 14 أيار/ مايو، أن هناك نحو ما يقارب 10 آلاف شهيد لا تزال جثامينهم تحت أنقاض البنايات المدمرة في قطاع غزة، في ظل النقص الشديد الذي تعانيه في المعدات والمركبات والآليات اللازمة للبحث عن المفقودين وانتشالهم من تحت الأنقاض.
وقالت طواقم الدفاع أنها ما زالت تقوم بواجبها الإنساني، على الرغم من تدمير الاحتلال معدات الدفاع المدني، ورفضه إدخال أي أدوات جديدة، فيما قدرت بأن عملية انتشال جميع جثامين الشهداء من تحت الأنقاض قد تستغرق 3 سنوات، مشيرة لتنفيذها 37,500 مهمة إنسانية ما يعادل 24 عاماً من العمل في الوضع الطبيعي ما قبل الحرب.
وفي وقت سابق كشفت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة بأن الدمار الذي خلفه الاحتلال ترك ما لا يقل عن 37 مليون طن من الأنقاض والركام في جميع محافظات قطاع غزة، وأن عملية إزالتها ستستغرق 14 عاماً، على افتراض استخدام حوالي 100 شاحنة.
وأشارت المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بير لودهامار، إلى ما أن ما لا يقل عن 10% من الذخائر التي يتم إطلاقها في النزاع لا تنفجر، وتشكل بالتالي تهديداً دائماً للسكان وللفرق المسؤولة عن البحث في الأنقاض لانتشال جثث الضحايا وللعمال المكلفين إزالة الأنقاض".
وأوضح الدفاع المدني أن الشهداء الذين لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، لم تُدرج أسماؤهم في إحصائية الشهداء التي تصدر عن وزارة الصحة؛ بسبب عدم تسجيل وصول جثامينهم للمستشفيات، مشيرًا إلى أنه ربما يتجاوز عدد الشهداء أكثر من 44 ألفًا.
وحذّر الدفاع المدني من أن استمرار تكدس آلاف الجثامين تحت الأنقاض بدأ يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، خاصةً مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة الذي يسرّع في عملية تحلل الجثامين، مناشداً جميع الجهات المعنية والدولية على رأسها الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للحماية المدنية؛ من أجل الضغط لإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتمكين الطواقم من إنقاذ حياة المصابين بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، وانتشال جثامين الشهداء، وإكرامهم بدفنهم، والعمل على إزالة الأنقاض والركام من المناطق المُدمّرة في قطاع غزة.
كما أدان جهاز الدفاع المدني في بيانه استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" طواقمه، ما أدى لاستشهاد 69 ، وإصابة أكثر من 250 منهم، محملاً الاحتلال كامل المسؤولية عن قتل واستهداف طواقم الدفاع المدني التي تقدم الخدمة الإنسانية في قطاع غزة.