اقتحمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الخميس عشرات المدن في الضفة الغربية المحتلة منذ ليل أمس، واعتقلت 20 فلسطينياً على الأقل وسط استمرار حملة الاعتداءات والانتهاكات التي طالت الفلسطينيين ومنازلهم وعمليات التدمير الواسعة.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في بيان مشترك: حصيلة الاعتقالات بلغت منذ السابع من تشرين الأول / اكتوبر ما يقارب 8955 معتقلاً تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
واجتاحت آليات الاحتلال "الإسرائيلي" محافظات الضفة الغربية وطالت الاعتقالات مدن الخليل، قلقيلية، بيت لحم، طوباس، والقدس، وإلى جانب ذلك نفذت قواته عمليات تنكيل واسعة شملت الضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس في وقت متأخر من ليلة أمس عقب عملية دهس أدت لمقتل اثنين من الجنود، حيث دفع جيش الاحتلال بالمزيد من قواته، و اشتعلت اشتباكات دارت بين مقاومين وقوات الاحتلال في المنطقة الشرقية من المدينة، فيما حاصرت قوات الاحتلال منطقة ما يسمى "قبر يوسف" بنابلس لتأمين دخول مستوطنين إلى ساحة القبر لأداء طقوس تلمودية.
وفي وقت لاحق، انسحبت قوات الاحتلال من مدينة نابلس باتجاه حاجز بيت فوريك شرقي المدينة، بعد أن توغلت في المنطقة الشرقية بعد تصدي مقاومين فلسطينيين، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة فلسطينيين اثنين جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهما بالضرب شرقي نابلس.
ونقلت مصادر محلية أن طائرة مسيّرة لجيش الاحتلال قصفت لأكثر من مرة موقعاً عند مدخل مخيم بلاطة شرقي نابلس بالضفة الغربية، وأصيب 5 أشخاص جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز خلال اقتحامها المخيم وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الظهر وحارة بحر في بلدة بيت أمر بالمدينة، وعززت قوات الاحتلال وجودها في مناطق متفرقة ببلدة بيت أمر إثر مواجهات استخدمت خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وتزامناً مع ذلك اقتحم جنود الاحتلال بالعشرات مخيم العروب شمال الخليل وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المدمع صوب منازل الفلسطينيين بشكل مباشر، أعقبها اعتقال عدد من الفلسطينيين وسط انتشار جنود الاحتلال في أماكن متفرقة من المخيم، كما شملت الاقتحامات والمداهمات بلدة دورا جنوب الخليل.
وفي طوباس تواصلت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" تخللها إلقاء عبوات ناسفة.
وشهدت محافظتا البيرة ورام الله مداهمة واسعة لجنود الاحتلال فجر اليوم بأعداد كبيرة وصلت إلى دوار المنارة، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، ووفق مصادر صحفية شملت المداهمات شارع الحسبة وشارع الإرسال وحي البالوع في محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت مصادر فلسطينية باندلاع حريق داخل سوق الحسبة (الخضار المركزي) في مدينة رام الله جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز بشكل كثيف باتجاه المنطقة قبل انسحابها منها فجر اليوم، في حين نشرت منصات محلية مشاهد لفرق الدفاع المدني خلال إطفاء الحريق كما أصيب شاب فلسطيني أثناء المواجهات.
ورداً على الاقتحامات قام شبان فلسطينيون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على آليات الاحتلال خلال انسحابها من مدينتي رام الله والبيرة.
إدارة السجون "الإسرائيلية" تصعد انتهاكاتها بحق الأسرى
وفي سياق متصل، حذر نادي الأسير الفلسطيني، من تصاعد الانتهاكات الطبية بحق الأسرى الفلسطينيين الذين يعاني عدد كبير منهم من أمراض جلدية معدية وغير معدية داخل سجون الاحتلال وسط استمرار منع الأسرى من اقتناء أدنى الاحتياجات الأساسية الخاصة بأدوات النظافة الشخصية.
وكشف نادي الأسير، في بيان عن رصد عشرات الحالات استنادًا للزيارات التي أجراها المحامون مؤخرًا، إضافة إلى شهادات من الأسرى الذين أفرج عنهم مؤخرًا، في سجون (النقب، ومجدو، عوفر، وريمون)، بينهم أطفال عن انعدام توفر أدنى الاحتياجات الأساسية منها مواد التنظيف اللازمة، وتقليص كميات المياه، ومحدودية إمكانية قدرة الأسير على الاستحمام، وكل العوامل التي تُمكّن الأسير من الحفاظ على نظافته.
و حذر نادي الأسير، من تفاقم الأوضاع الصحيّة للأسرى، إثر تّصعيد إدارة السجون من جرائمها الطبيّة الممنهجة، وتعمدها ترك الأسرى دون علاج، وتعمد نقل الأسرى المصابين بأمراض معدية من قسم إلى قسم، الأمر الذي ساهم في تصاعد أعداد الإصابات.
وأوضحت مؤسسة الأسرى أن الاحتلال حول مرض المعتقلين لأداة لمضاعفة أساليب التّعذيب والتّنكيل، ومنها تحويل حاجة الأسير إلى العلاج، إلى أداة للتّعذيب، وذلك بحرمانه من حقّه في العلاج، ففي الوقت الذي كان الأسير يواجه مماطلة كبيرة في الحصول على الحد الأدنى من العلاج، فـ "اليوم يواجه جرائم طبيّة أشد وأكبر مقارنة مع المراحل التي سبقت حرب الإبادة المستمرة على غزة".