أغلق ذوي الفتى المغدور بلال قاسم الحسن شحادة، مداخل ومخارج مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في طرابلس شمال لبنان، فيما يشهد المخيم حالة من الترقب الحذر، جراء تداعيات اشتباكات ليلة أمس الاثنين التي أدت إلى مقتل الفتى بلال البالغ من العمر 17 عاماً.
مصادر محليّة في المخيم أفادت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ أفراد عائلة عبد الوهاب، وهم أخوال الفتى المغدور، أغلقوا مداخل المخيم، وسط ظهور مسلّح، فيما فرغت شوارع مخيم البداوي من المارّة، تخوفاً من انزلاق الأوضاع الأمنية، وطالبت العائلة بتسليم أفراد من عائلة "صالح" وهم الطرف الآخر في الإشكال الذي اندلع بين العائلتين.
ويطالب ذوي الفتى، بتسليم المتسببين في مقتله، علماً أنّ الفتى المغدور قضى برصاص طائش عن طريق الخطأ، حين كان مختبئاً خلف سيارة أثناء وقوع الاشتباكات ليلة أمس، حسبما ذكرت مصادر محلية.
يأتي ذلك، فيما تتواصل الدعوات الأهلية للفصائل الفلسطينية واللجنة الأمنية وكافة المعنيين، للتدخل لمنع انزلاق الأوضاع الأمنية، وتجدد المعارك وسقوط المزيد من الضحايا، ووضع حد لتفلّت السلاح.
وفي هذا الإطار، أصدر "اللقاء التشاوري لمشايخ مخيم البداوي" بياناً، أدان تفلّت السلاح الذي يعانيه المخيم، والذي يزعزع أمن المخيم بشكل متزايد، ويثير الرعب بين الأهالي، لا سيما بين الأطفال والنساء والشيوخ.
وأعرب مشايخ المخيم في بيانهم، عن قلقهم العميق من تصاعد العنف، ودعوا إلى نبذ الفتنة وحقن الدماء احتراماً لدماء أطفال غزة ومجاهديها، بحسب البيان.
وأكدوا ضرورة أن تأخذ الفصائل دورها الفاعل في إعادة الهدوء وضبط المسلحين ومحاسبة المسيئين، وشددوا على أهمية دور القوة الأمنية وتفعيل عملها بدعمها ورفع الغطاء التنظيمي والأهلي عن المسيئين.
ونبّه المشايخ في بيانهم، من أن تدهور الوضع الأمني في المخيم، قد يحوله إلى ساحة حرب نتيجة تسلسل الثارات، وهو أمر لا يمكن السماح به، وأكدوا رفض أبناء المخيم الشرفاء لهذا الانزلاق نحو الفوضى.
ودعا اللقاء التشاوري إلى تحرك القوى الفاعلة والمؤثرة لمتابعة هذا الموضوع وإلزام الجميع بالوقوف أمام مسؤولياتهم حقنًا لدماء أبناء المخيم ودرءاً للفتن.
وكان اشتباك مسلّح قد اندلع ليل أمس الاثنين، بين عائلتي "صالح" و"عبد الوهاب" على خلفية إشكال قديم، يتعلّق بخلاف حول مساحة لوضع كشك لبيع القهوة، تصاعد إلى اشتباك استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية "بي 7".
وأدت الاشتباكات كذلك إلى إصابة 4 أشخاص من المتسببين بالإشكال، عرف منهم شخص يدعى "كركر" وأصيب في رأسه، ووصفت إصابته بالحرجة كما أصيب شخص يدعى “عبد الوهاب" وحالته مستقرّة، وآخر يدعى “الأبرش" وإصابته طفيفة.