عبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الخميس 6 حزيران / يونيو، عن قلقها إثر احتمال انتشار الأمراض وأخطرها "الكوليرا" في قطاع غزة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة القاسية في الصيف، ما يزيد من تدهور الظروف المعيشية واللاإنسانية وسط استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع.
وأِشارت "أونروا" في منشور لها على منصة "إكس"، إلى تدني مستويات الحصول على المياه النظيفة في قطاع غزة، لافتة إلى الدمار الموجود في كل مكان، حيث سيستغرق سنوات من أجل إزالة الحطام الذي خلفته الحرب، والنفايات التي تراكمت نتيجة أشهر من انقطاع الخدمات الحيوية، ونتيجة لذلك، تشكل الظروف الصحية الصعبة تهديداً هائلاً لصحة الأسر الفلسطينية.
Destruction is everywhere in #Gaza. It will take years to remove the debris caused by war, and the trash accumulated by months of disrupted services.
— UNRWA (@UNRWA) June 5, 2024
As a consequence, the dire sanitary conditions pose an enormous threat to the health of Palestinian families.#WED2024 pic.twitter.com/tsGNOy4EEr
With minimal access to clean water in #GazaStrip & harsh summer heat continuing, there’s a risk of disease outbreaks & dehydration.
— UNRWA (@UNRWA) June 6, 2024
There is a real concern that cholera may become prevalent, further deteriorating inhumane living conditions
People in #Gaza need a #CeasefireNow pic.twitter.com/VoaCv56KbT
مخاوف دولية من ظهور أمراض "غير معروفة"
وفقًا لمنظمة أوكسفام، أدت الظروف المعيشية في المواصي برفح جنوبي قطاع غزة إلى مشاركة 500 ألف شخص نازح 121 مرحاضًا، أو اضطرار 4,130 شخصًا إلى مشاركة كل مرحاض.
🔷In May, a Nutrition Cluster food survey found that 85% of children did not eat for a whole day at least once in the three days before the survey was conducted
— UNRWA (@UNRWA) June 5, 2024
🔷According to @Oxfam, in Al-Mawasi 500,000 people are sharing 121 latrines, 4,130 people for each toilet
ومن جهتها حذرت منظمة "العمل ضد الجوع" من أن قطاع غزة مهدد بتفشي أمراض خطيرة هذا الصيف بسبب مخلفات القمامة وارتفاع درجات الحرارة ما يزيد مأساة السكان الذين يعانون أصلا من نقص الغذاء.
وقالت منسقة المشروع لحالات الطوارئ في المنظمة " فينيا ديامانتي" لـ"رويترز": إن هذه الكمية من المخلفات الصلبة في القطاع تسبب مشاكل عديدة في النظافة والصرف الصحي، مضيفة أن إدارة القمامة هي أحد اهتماماتها الرئيسية لأنه لا يمكن إزالتها من المنطقة التي مزقتها الحرب ولا يستطيع السكان الوصول إلى مكبات النفايات.
وتخشى المنظمة من ظهور أمراض غير معروفة في القطاع من الممكن أن تؤثر على كل السكان خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع خدمات الكهرباء والماء، بالإشارة إلى معدل سوء التغذية في غزة الذي بلغ قبل الحرب 0.8% فقط.
وأضافت المنظمة أن رغم غياب البيانات الدقيقة، إلا أن الناس يموتون بالفعل بسبب سوء التغذية، موضحة أنهم اضطروا إلى لتدخل للوقاية من سوء التغذية وعلاجه مع التركيز على الأطفال دون الخامسة، والحوامل، والمرضعات.
ويواجه أكثر من مليون شخص في فلسطين خطر المجاعة الكارثية الحادة والموت بحلول منتصف تموز/يوليو، بحسب ما جاء في تقرير مشترك أصدرته منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي.
غياب المساعدات الإنسانية يهدد حياة الأطفال
وفي سياق متصل، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في إحصائية حديثة: إن 9 من كل 10 أطفال في قطاع غزة يفتقرون إلى العناصر الغذائية الكافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي، مضيفة أن القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، أدت إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي، والذي بدوره سبب عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم.
وذكرت المنظمة أن 5 مجموعات من البيانات التي جمعت بين ديسمبر/كانون الأول 2023 وأبريل/نيسان 2024 وجدت أن 9 من كل 10 أطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي "يعانون من فقر غذائي حاد مما يعني أنهم يتغذَّون على مجموعتين غذائيَّتين أو أقل في اليوم للبقاء على قيد الحياة".
واعتبرت "يونيسيف" هذه الحالة في غزة "دليلاً على التأثير المروع للصراع والقيود على قدرة الأسر على تلبية احتياجات الأطفال الغذائية وعلى المعدل السريع الذي يتعرض الأطفال به لخطر سوء التغذية المهدد لحياتهم".
و في أيار/ مايو الماضي، وجدت دراسة استقصائية للأغذية أجرتها مجموعة التغذية أن 85% من الأطفال لم يتناولوا الطعام لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل خلال الأيام الثلاثة التي سبقت إجراء المسح، مع تفاقم التنوع الغذائي.
حياة آلاف المرضى والجرحى يهددها الموت
من جهتها أيضاً، شددت منظمة الصحة العالمية على الحاجة الملحة لفتح المعابر ليس فقط أمام الإمدادات الطبية، بل أمام جميع الإمدادات الإنسانية الأخرى، خاصة أن هناك تحديات أمام زيادة تدفق المساعدات.
وحذرت "الصحة العالمية" من أن المزيد من سكان غزة سيموتون ما لم يتم السماح بعمليات الإجلاء الطبي التي تشتد الحاجة إليها للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة أو جرحى، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يعتقد أن أكثر من عشرة آلاف شخص يحتاجون إلى النقل العاجل خارج غزة لتلقي العلاج، لكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك بعد إغلاق معبر رفح منذ 6 مايو/أيار.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن أن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون إلى السفر للعلاج خارج قطاع غزة، و قد تمكن فقط 4895 منهم من السفر عندما كان معبر رفح مفتوحاً، مشيرة إلى أن حياة الآلاف معرضة للمضاعفات و الموت لا سيما أنها قابلة للعلاج و الإنقاذ في ظل تدمير معظم مستشفيات القطاع.
وفي السابع من مايو/أيار، احتلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" معبر رفح، خلال هجوم عسكري بري شنتها على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ومنع آلاف المرضى والجرحى من السفر كما فرض قيوداً إضافية على دخول المساعدات الإنسانية.