أشادت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" (BDS) بالإنجازات التي حققتها حركة المقاطعة حول العالم على أصعدة مختلفة.
وقالت في بيانها: إن جهود التضامن مع فلسطين وقطاع عزة، ممثلة بالاحتجاجات الطلابية وأنشطة النقابات و الحقوقيين و الناشطين، أدت إلى ازدهار مقاطعة الاحتلال "الإسرائيلي" حول العالم باستمرار الضغط والتظاهر طيلة 8 أشهر من أجل إيقاف العدوان "الإسرائيلي" المستمر على قطاع غزة.
وأكدت أن "هذا النضال يقف أمام تواطؤ الأنظمة الاستعمارية مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأثمرت جهود المتضامنين مع فلسطين ومظاهرات رفض حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة مجموعة من الإنجازات على صعيد مقاطعة كيان الاحتلال "الإسرائيلي" منها:
منع مشاركة شركات "إسرائيلية" في معرض للأسلحة
لم تتمكن الشركات "الإسرائيلية" من المشاركة في معرض "يوروساتوري" السنوي للأسلحة، الذي يعد أكبر معرض عالمي للمتخصصين في مجال الدفاع والأمن، بعد منعها من قبل السلطات الفرنسية، عقب الاستهداف "الإسرائيلي" لخيام النازحين في رفح والذي تبعته مظاهرات حاشدة في كل أنحاء العالم.
سحب الاستثمارات من بنك بريطاني يدعم تسليح "إسرائيل"
أعلنت جامعة "سوانزي" البريطانية نيتها سحب استثماراتها البالغة 5 ملايين جنيه إسترليني من بنك "باركليز" في غضون الشهرين القادمين، وذلك في سياق الاستجابة لمطالب المعتصمين الذين بقوا في ساحات الجامعة لمدة 28 يوماً رفضا لاستمرار الحرب "الإسرائيلية" على غزة، واستثمار جامعتهم في شركات داعمة للحرب الجارية على الفلسطينيين.
وأدى ذلك إلى إعلان إحدى شركات إدارة الأصول التي تعاونت معها الجامعة، سياسات استثمار جديدة تمنع أي استثمار مستقبلي في شركات تصنيع الأسحلة وشركات الأسلحة النووية.
ولاقى قرار الجامعة ترحيباً واسعاً من الطلاب الذين وصفوه بالانتصار المهم الذي أتى إثر المطالب التي وضعوها، ومن ضمنها سحب الاستثمارات من الشركات غير الأخلاقية.
ووفقاً لتقرير أعدته حملة التضامن مع فلسطين، فإن بنك "باركليز" البريطاني عضّد علاقاته المالية مع الشركات التي تسلح "إسرائيل"، إذ إنه يستثمر أكثر من ملياري جنيه إسترليني في 9 شركات تستخدم أسلحتها ومكوناتها وتقنياتها العسكرية في الهجمات "الإسرائيلية" على الفلسطينيين ويقدم لها قروضا واكتتاباً بقيمة 6.1 مليارات جنيه إسترليني.
ويستثمر "باركليز" أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني في شركة "جنرال ديناميكس" التي يذكر التقرير أنها توفر أنظمة الأسلحة لطائرات مقاتلة تستخدمها "إسرائيل" في قصف قطاع غزة.
كما أنه يستثمر 2.7 مليون جنيه إسترليني في أنظمة "إلبيت" التي تزود الجيش "الإسرائيلي" بطائرات مسيرة مدرعة وذخائر وأسلحة مدفعية تستخدم في الهجمات على الفلسطينيين.
سحب الاستثمارات الدنماركية من شركات ترتبط بـ "إسرائيل"
أعلنت عمدة مدينة كوبنهاغن الدانماركية "صوفي أندرسن" عن نيتها سحب استثمارات مدينتها من الشركات التي ترتبط بـ "إسرائيل"، وهي شركات مثل "إير بي إن بي" و"إكسبيديا" اعلى عتبار أنهما يظهران على قائمة الأمم المتحدة للشركات التي لها علاقات بالمستوطنات في الضفة الغربية.
وقالت عمدة "كوبنهاغن": "باعتبارنا مستثمرًا رئيسيًا، تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان حقوق الإنسان. لذلك، لا أعتقد أنه يجب علينا الاستثمار في الشركات التي لها علاقة بالمستوطنات غير القانونية".
وتبلغ قيمة استثمارات مدينة "كوبنهاغن" في الشركات التي تستثمر في "إسرائيل" حوالي 7 ملايين كرونة (العملة الدانماركية المحلية)، أي ما يعادل مليون يورو تقريبا، وعبرت عمدة "كوبنهاغن" عن عزمها تشكيل قائمة من الشركات التي لا ينبغي للمدينة أن تستثمر فيها.
اتساع رقعة المنضمين لحركة المقاطعة
توسع التأييد الدولي لحركة المقاطعة في أماكن مختلفة من العالم، أبرزها انضمام أكبر نقابة عالمية للعمال الصناعيين (Industrial Global Union)، والتي تمثل 50 مليون عضواً حول العالم، للنقابات المؤيدة لحركة المقاطعة (BDS)، داعية لوقف الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
كما صوّت أحد أكبر الاتحادات النقابية في كندا (PSAC) لصالح قرار يطالب الحكومة الكندية بفرض حظر عسكري على "إسرائيل" وذلك دعماً لدعوى جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية.
وفي ولاية "ميشغان" الأميركية، أيّدت مدينة "هامترامك" بشكل كامل حركة المقاطعة (BDS)، لتصبح أول مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية تصدر قراراً بالإجماع يطالب بمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
وفي بريطانيا، حقق الناشطون في حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا (PSC) فوزاً قانونياً جديداً، بإفشال محاولات الحكومة اليمينية لتمرير قانون يقمع الحق في المقاطعة ويشيطن حركة المقاطعة.
وأعلنت حكومة المالديف حظر دخول حاملي جواز السفر "الإسرائيلي" إلى أراضيها، وإطلاق حملة لجمع التبرعات بعنوان "المالديف تتضامن مع فلسطين".
فيما أعلنت سلسلة المقاهي (Pret a Manger) العالمية تراجعها عن افتتاح فرع إسرائيلي، بعد توقيعها اتفاقية امتياز عام 2022 مع مجموعة "فوكس جروب" الإسرائيلية لافتتاح 40 متجراً خلال العقد المقبل. وجاء تراجع الشركة إثر ضغوطات كبيرة قادتها حملة التضامن مع فلسطين (PSC).
تصاعد الحراك الطلابي المؤيد للقضية الفلسطينية
بينما تتواصل التظاهرات ومخيمات الاحتجاج الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية حول العالم منذ أكثر من شهر، مطالبة بقطع جميع العلاقات الأكاديمية والاقتصادية مع "إسرائيل" رداً على جرائمها في قطاع غزة المحتل والمحاصر، والتزاماً بقرارات محكمة العدل الدولية.
وأعلنت جامعة "غنت" (Ghent) البلجيكية قطع علاقاتها مع الجامعات والمؤسسات البحثية "الإسرائيلية"، وسبقها إعلان "جامعة بروكسل الحرة" وقف تعاونها مع مؤسستين بحثيتين "إسرائيليتين"، وإعلان "جامعة أنتويرب" تعليق جميع اتفاقيات التعاون العامة مع الجامعات "الإسرائيلية" بسبب علاقاتها مع السلطات العسكرية في الكيان "الإسرائيلي".
بينما علّقت جامعة "هلسنكي" الفنلندية اتفاقيات التبادل الطلابي مع الجامعات "الإسرائيلية".
كما أصدرت جامعة "كوبنهاغن" الدنماركية قراراً بوقف الاستثمار في الشركات التي لها نشاط تجاري في المستعمرات "الإسرائيلية" بالضفة الغربية المحتلة.
في حين صوتت كلية "تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد" بنسبة 81.5% لصالح سحب الاستثمارات من نظام الاستعمار "الإسرائيلي"، لتكون بذلك أول كلية صحية في الولايات المتحدة تتخذ مثل هذه القرارات.
وفي واحدة من أكبر النجاحات على صعيد المقاطعة الثقافية والفنية خلال شهر أيار/ مايو الماضي، انسحب أكثر من 150 فنان/ة من أهم المهرجانات الموسيقية الأوروبية "الهروب الكبير" (Great Escape festival).
ويأتي ذلك استجابة لدعوات حركة المقاطعة (BDS) وشركائها لمقاطعة المهرجان على إثر رعاية بنك "باركليز" المتورط باستثمارات في بنوك استيطانية له، وتعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان "الإسرائيلي".
وجدّدت اللجنة الوطنية لمقاطعة "إسرائيل" دعواتها إلى الانضمام للحراك الشعبي والدولي لمقاطعة الاحتلال، من أجل تصعيد الضغط على جميع الشركات والحكومات والمؤسسات حول العالم لفرض عزلة عالمية على نظام الاستعمار والأبارتهايد "الإسرائيلي".