قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس 13 حزيران / يونيو: إن سكان قطاع غزة يواجهون جوعاً كارثياً وظروفًا شبيهة بالمجاعة، وأن 28 طفلاً دون الخامسة قضوا بسبب سوء التغذية، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى أن الأمور الفنية هي فقط من تمنع إعلان المجاعة في قطاع غزة والسودان.
وقال مسؤول منظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس": إن نسبة كبيرة من سكان قطاع غزة الذي دمّرته الحرب الإسرائيليّة المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تواجه مستوى كارثيا من نقص الغذاء وظروفا قريبة من المجاعة، إن سوء التغذية أدى إلى وفاة 32 شخصًا، بينهم 28 طفلاً دون سن الخامسة، متابعاً: "بالرغم من التقارير التي تشير إلى زيادة تسليم الأغذية، إلا أنه لا يوجد حاليًا أي دليل على أن أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها يتلقون ما يكفي من الغذاء من حيث الكمية والنوعية".
ولفت "غيبريسوس" في تصريح للصحفيين إلى أن أكثر من 8 آلاف طفل دون سن الخامسة قد شخصوا وعولجوا من سوء التغذية الحاد، بمن في ذلك 1600 طفل يعانون سوء التغذية المزمن، مؤكداً أنه مع انعدام الأمن وصعوبة الوصول، لا يمكن تشغيل سوى مركزين فقط في القطاع لتحقيق الاستقرار للمرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
ولا تستطيع المنظمة تقديم الخدمات الصحية بأمان، إلى جانب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي، الذين يزيدان بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال المصابون بسوء التغذية، وأن 32 حالة وفاة تم ربطها بسوء التغذية، بما في ذلك 28 حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، وفقاً لمسؤول منظمة الصحة العالمية.
تحذيرات من مجاعة في جنوبي قطاع غزة
في السياق، أعلن المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة، يوم الخميس، أن الأوضاع في مختلف مناطق غزة تتدهور بصورة دراماتيكية، وإنه في الماضي كان الحديث عن الجوع في شمال القطاع، واليوم يعاني جنوبه انهياراً كبيراً أخطر بكثير في الأوضاع المعيشية والصحية.
وفي تصريح نقلته وكالة "صفا" أثار أبو حسنة مخاوف كبيرة من انتشار الكوليرا، بسبب تلوث المياه والأزمة البيئية في القطاع، لافتاً إلى أن مليون و800 ألف فلسطيني يتركزون تقريبا في جنوبي القطاع، وأن ما يدخل من مساعدات نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية.
وأوضح أنّ ما يدخل القطاع يوميا للمنظمات الإنسانية لا يتجاوز 60 شاحنة فقط، بينما كان يدخل قبل 6 أيار/ مايو الماضي 170، وأنهم كانوا يطالبون حينها بإدخال 600 شاحنة.
وبحسب إحصاءات وكالة "أونروا"، يقول أبو حسنة إن 90 % من الأطفال في القطاع يعانون سوء التغذية، مضيفاً أن معظم الأطفال يعانون قصر القامة ونقص الوزن، إلى جانب عجز الأمهات عن إرضاع أطفالهن، لمعاناتهن من سوء التغذية.
وأشار أبو حسنة إلى وجود مئات الآلاف من مرضى السرطان والكلى والحصاوي وغيرها، يمثلون فئة مهمة، ووجود عشرات آلاف المرضى الذين يحتاجون لرعاية خاصة، وسط انهيار المنظومة الصحية بصورة خطيرة جداً، ونقص الأدوية في العيادات.
وفي وقت سابق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة انخفاض وعدم كفاية عدد شاحنات المساعدات الداخلة إلى القطاع، مشيرًا إلى أن ما دخل من شاحنات لمحافظتي غزة والشمال خلال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا هو 224 شاحنة فقط، غالبيتها محملة بالطحين ومستلزمات الإنتاج للمخابز الخمسة العاملة تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي.
واعتبر الإعلام الحكومي أن الاحتلال يعمد إلى خداع الرأي العام العالمي، عبر الحديث عن إدخال شاحنات لا تحمل سوى الطحين فقط، ويتعمد تقليل حمولتها لزيادة عددها، ورغم ذلك لا يزيد عددها في اليوم الواحد على 35 شاحنة، يفترض بها أن توفر المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من 700 ألف محاصر شمالي القطاع.
اقرأ/ي أيضاً: المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة انخفضت بنسبة 12 % خلال أسبوع
ومن جهته أعلن الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء 11 حزيران /يونيو، أن أكثر من ألفي شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وبضائع تجارية عالقة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، موضحة أن العمليات العسكرية "الإسرائيلية" المكثفة لا تزال تحول دون فتح معبر رفح،
اقرأ/ي الخبر: أكثر من ألفي شاحنة إغاثة يمنعها إغلاق الاحتلال لمعبر رفح من دخول غزة
أمور فنية فقط تمنع من الإعلان عن مجاعة في غزة والسودان
ويرجح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث"، أن نصف سكان قطاع غزة سيعانون الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل.
وقال غريفيث في بيان: إن "الصراعات في السودان وغزة تخرج عن نطاق السيطرة، وتدفع الحرب ملايين الناس إلى حافة المجاعة".
وأشار إلى أن "الأمور الفنية هي التي تمنع إعلان المجاعات (في غزة والسودان) حيث يموت الناس من الجوع بالفعل" في تلك المناطق.
اقرأ/ي أيضاً: مئات آلاف الأطنان من النفايات تحاصر السكان في قطاع غزة