أصدر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نتائج استطلاع عام للرأي أجراه في الضفة الغربية وقطاع غزة، جرى بين 26 أيار/ مايو، و1حزيران/ يونيو 2024، مسلطاً الضوء بالأرقام، على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة ورصد آراء الفلسطينيين المتنوعة في القضايا الجارية، كالموقف من عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وحجم تأييد القوى الفلسطينية شعبياً.
وأجري الاستطلاع، على عيّنة بلغت 1570 شخصاً، منهم 760 شخصا تمت مقابلتهم وجهاً لوجه في الضفة الغربية (في 76 موقعاً سكنياً) و750 شخصاً في قطاع غزة (في 75 موقعاً) حسبما أوضح المركز.
وكشف الاستطلاع، أن 80% من سكان قطاع غزة قد فقدوا أحد أقاربهم أو أصيب أحد أفراد أسرتهم في الحرب الحالية، بينهم أكثر من 60 % فقدوا أقاربهم، مع استمرار تأييد ثلثي الفلسطينيين لعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واعتقاد نحو 82 % أن العملية أعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام العالمي، فيما استمر تراجع تأييد رئيس السلطة محمود عباس، بحسب أرقام الاستطلاع.
رغم التراجع ما يزال تأييد طوفان الأقصى مرتفعاً
وبينت الاستطلاع، توقع ثلثي المستطلَعين الفلسطينيين في الضفة والقطاع انتصار حركة حماس، لكن هذه النسبة تنخفض إلى حوالي النصف فقط في قطاع غزة، كما أن نصف سكان غزة فقط يتوقعون عودة حماس للسيطرة على القطاع بعد انتهاء الحرب.
وبحسب الأرقام، يعتقد 66% من المشاركين في الاستطلاع أن عملية طوفان الأقصى كانت قراراً صائباً، بانخفاض عن نسبة 71% كان عليها في آذار/ مارس الفائت، أما في قطاع غزة، فقد انخفضت النسبة إلى 57%.
وجاء في تقرير المركز، إنّه رغم تراجع التأييد لعملية 7 أكتوبر بمقدار 4 نقاط مئوية عن استطلاعات الأشهر السابقة، الّا أنّ التأييد لا يزال مرتفعاً عند ثلثي الفلسطينيين، ويرى أكثر من80 %، أن العملية أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد سنوات من الإهمال، مقارنة بـ 76% قبل ثلاثة أشهر.
وأظهر الاستطلاع، أنّ 40% من الفلسطينيين، مازالوا يحتفظون بتأييد (حماس) تليها (فتح) بنسبة (20%). وحاز القيادي الأسير مروان البرغوثي على أكبر نسبة تأييد بين القادة المحتملين، متقدماً على رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ورئيس السلطة محمود عباس.
كما تشير النتائج إلى استمرار التراجع في الرضا عن الرئيس عباس، حيث يطالب حوالي 90% باستقالته، وتبلغ النسبة 94% في الضفة الغربية و83% في غزة.
الاحتياجات الأساسية في قطاع غزة
وحول الأوضاع الإنسانية، طرأ ارتفاع طفيف على نسبة من فقدوا أقاربهم في الحرب لتتجاوز 60٪، ورغم التحسن الطفيف في إمكانية العثور على الطعام، فإن الغالبية ما زالت تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى الغذاء والماء، بينما تفتقر الملاجئ التي يعيشون فيها إلى الاحتياجات الأساسية.
وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 64% من سكان قطاع غزة لديهم ما يكفي من الطعام ليوم أو يومين، مقارنة بـ 44% قبل ثلاثة أشهر، ما يشير إلى تحسن طفيف، وقال: 36% إنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام.
كما تظهر النتائج أن 26% من سكان غزة يستطيعون الوصول إلى أماكن تقدم المساعدة بسهولة، بينما 72% يجدون صعوبة كبيرة أو مخاطرة في ذلك.
وبيّن الاستطلاع أنّ 61 % من سكان غزة أفادوا بوفاة فرد أو أكثر من عائلتهم خلال الحرب، و65% أصيبوا، و78 % من العائلات عانت من القتل أو الإصابة، مع نسبة 22 % فقط لم تتأثر بشكل مباشر.
المزاج الشعبي حول القوى السياسية والشخصيات
وكشف الاستطلاع، عن تزايد تأييد الجمهور الفلسطيني لتحقيق مصالحة فورية وتوحيد للضفة الغربية وقطاع غزة. وأظهرت النتائج أن 51٪ من المشاركين يرون أن الأولوية يجب أن تكون لتحقيق المصالحة الوطنية الفورية، بزيادة عن نسبة 42٪ التي سجلت في الاستطلاع السابق قبل ثلاثة أشهر، وترتفع النسبة في قطاع غزة، حيث بلغت 61٪، مقارنة بـ 44٪ في الضفة الغربية.
الخيار الثاني الذي نال تأييد 33٪ من المشاركين كان تشكيل حكومة وحدة وطنية للتفاوض مع "إسرائيل" والمجتمع الدولي حول إنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة، مقارنة بـ 37٪ في الاستطلاع السابق، أما الخيار الثالث، والذي اختاره 12٪ فقط، فكان قيادة حملة لتقديم الخدمات الإنسانية لسكان غزة بالتعاون مع مصر والمجتمع الدولي.
على صعيد رضا الجمهور عن أداء الفصائل والشخصيات السياسية خلال الحرب، أظهرت النتائج زيادة في نسبة الرضا عن حركة حماس، حيث بلغت 75٪، بزيادة عن الاستطلاع السابق.
أما يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، فقد حصل على نسبة رضا بلغت 65٪، تتضمن 76٪ في الضفة الغربية و50٪ في قطاع غزة، في المقابل، شهدت حركة فتح والرئيس محمود عباس تراجعاً في نسب الرضا، حيث بلغت نسبة الرضا 24٪ و10٪ على التوالي.
أما رئيس الوزراء الجديد محمد مصطفى، فقد حصل على نسبة رضا بلغت 9٪ فقط، مع 13٪ في قطاع غزة و6٪ في الضفة الغربية، وتُظهر هذه الأرقام أن الجمهور غير متفائل بأداء رئيس الوزراء الجديد، "ربما بسبب قربه من الرئيس عباس أو لقلة معرفة الجمهور به".
وبيّن المركز، أنّ الاستطلاع كشف اعتقاد جميع الفلسطينيين تقريباً أن "إسرائيل" ترتكب جرائم حرب، بينما ينفي معظمهم ارتكاب حماس لفظائع ادعاها الاحتلال، ويعتقد حوالي 90% أن حماس لم ترتكب جرائم ضد المستوطنين "المدنيين الإسرائيليين" في 7 أكتوبر.