تسود مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين حالة من القلق والترقب لما يمكن أن يشهده المخيم بعد دفن الشاب عقل ياسين الذي قضى إثر جريمة قتل أمس الأول الاثنين، من مرتبات الأمن الوطني الفلسطيني.

وتتواصل حالة الشلل شبه التام للحركة التجارية في المخيم، مع استمرار إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عياداتها داخله، فيما يواصل مسلحون من حركة "فتح" إغلاق مداخل المخيم وقطع الشارع التحتاني، فيما يترقب الأهالي ما ستؤول إليه الأوضاع بعد دفن الشاب المغدور، الذي تم عصر اليوم الأربعاء.

وأغلق عدد من الشبان والمسلحين اليوم الأربعاء 26 حزيران/ يونيو، حاجز الحسبة جنوبي المخيم، ومنعوا دخول السيارات، في إطار الخطوات الاحتجاجية الرامية إلى الضغط من أجل تسليم قاتل الشاب ياسين.

مخيم عين الحلوة استنفار.jpg

ودفن الشاب المغدور عقل ياسين، بعد صلاة عصر اليوم الأربعاء، وسط استنفار عسكري كبير لحركة " فتح" داخل المخيم، مع وصول جثمان الشاب إلى المخيم، استعداداً لدفنه.

فيما يواصل شبان ومسلحون، إغلاق الشارع التحتاني للمخيم، ووقف الحركة التجارية في السوق الرئيسي لليوم الثالث على التوالي، ما دفع عدداً من باعة الخضراوت، لنصب بسطات البيع في الأزقة، لكسب رزقهم حسبما أفادت مصادر محليّة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

مخيم عبن الحلوة تشيع.jpg

سامر ابراهيم لاجئ فلسطيني في المخيم أشار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنّ ما يحدث في المخيم أحدث شللاً في البيع والشراء والأعمال وأوقف أرزاق الناس، وقال: "الناس خايفة يبدأ القتال في الزواريب باي لحظة، وخايفة تطلع وتفتح محلاتها بالسوق، وبعض الناس ما قدرت تجيب بضاعة محتاجيتها من برة المخيم".

ووصف اللاجئ الفلسطيني المخيم، بـ "غابة السلاح"، حيث لا يوجد مكان فيه ولا زاوية لا يوجد فيها مسلّحون، ودعا القيادة السياسية الفلسطينية إلى التدخل الجدي من أجل منع انزلاق المخيم إلى قتال على ضوء تهديدات وتوعدات متبادلة من كافة الأطراف.

وأثّر إغلاق عيادات الوكالة داخل المخيم، على العديد من اللاجئين الذين يتلقون أدوية وعلاجات، أو لديهم مواعيد لتطعيم أطفالهم، أو من ينتظرون تحويلات من قبل الوكالة للمستشفيات.

يأتي ذلك، في وقت يترقب فيه اللاجئون الفلسطينيون، تحركات القوى السياسية والفصائلية الفلسطينية، لدفع الجاني الذي ينتمي لعائلة "حمد" في حي الصفصاف، إلى تسليم نفسه للدولة اللبنانية لنزع فتيل الإشكال ومنع الانزلاق الى معارك شاملة.

مصدر أمني فلسطيني أشار لموقعنا، أنّه لا توجد نية لأحد سواء من حركة "فتح" والأمن الوطني، في جعل الأوضاع الأمنية تنزلق في المخيم، وهذا ما جعل الأمور منضبطة حتّى هذه اللحظة، وفق قوله.

وأضاف المصدر، أنّ ما يحدث الآن من قبل القيادة السياسية وقيادة الأمن الوطني، هو محاولة الوصول إلى اتفاق لتسليم قاتل الشاب عقل ياسين، إضافة إلى تسليم قاتل الشاب عبد الباسط سرحان في أواخر نيسان/ أبريل الفائت، حيث ما يزال قاتل الشاب حراً حتى هذه اللحظة.

وكانت جريمة قتل الشاب سرحان، قد حدثت يوم 26 نيسان/ إبريل الفائت، حين أقدم أفراد من عائلة "عوض" على قتل الشاب عبد الباسط سرحان، عند مفترق سوق الخضار في المخيم، على خلفية إشكالات فردية سابقة، علماً ان الشاب الضحية ينتمي إلى حركة " فتح".

وشهد المخيم ليلة أمس الاثنين، إطلاق نار متقطع من جانب واحد، من جهة حي البركسات باتجاه حي الصفصاف، وذلك في إطار "الضغط والتحذير" من قبل ذوي الضحية عقل ياسين، لعائلة "حمد" لتسليم ابنهم القاتل، فيما يشهد حي صفوري الذي ينتمي إليه الشاب المغدور استنفاراً عسكرياً لليوم الثالث على التوالي.

من جهته، أصدر ما يسمّى "تجمع الشباب المسلم" في عين الحلوة، بياناً تبرأ فيه من جريمة القتل، وقال: "ليس لنا علاقة بالحادث الأليم الذي حصل، ولم نرض ولم نقبل به ولا نتبناه بل نرفضه ونستنكره".

ووضع التنظيم الإسلامي الضالع في العديد من الإشكالات السابقة، ما جرى في سياق الحادث الفردي، وعبر عن استعداده "للتعاون مع المرجعيات للوصول إلى حل يرضي الله سبحانه وتعالى"، حسب بيانه.

وكان مسلحون قد اغتالوا الشاب عقل بإطلاق النار عليه في منطقة الرأس الأحمر داخل المخيم، الاثنين 24 حزيران/ يونيو، أمام أحد مقار حركة "فتح"، شهد على إثرها المخيم حالة استنفار عسكرية، وسط انتشار عناصر حركة "فتح" والأمن الوطني في حي الطيرة والرأس الأحمر، وانتشار مسلّح في حي صفوري، في ظل مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية واتهامات موجهة لعناصر "إسلامية" في حي الصفصاف بالوقوف خلف عملية الاغتيال.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد