أصدر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عريضة وطنية موجهة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ورؤساء الجامعات والمؤسسات التعليمية في المغرب، يطالب فيها بالتراجع الفوري عن جميع اتفاقيات التطبيع الموقعة مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وإلغاء الشراكات الأكاديمية.
وعبر طلبة المغرب في بيان صادر عن اتحادهم، عن استنكارهم الشديد من قبل الطلاب لما وصفوه بـ "الخطوات التطبيعية المتسارعة" التي بدأت منذ توقيع اتفاقيات التطبيع في ديسمبر 2020، ودعوا إلى أوسع حملة توقيع على العريضة التي أطلقت يوم أمس الأربعاء 17 تموز/ يوليو.
وأكد الطلاب أن هذه الاتفاقيات تمثل تجاوزاً لإرادة مكونات الجامعة المغربية التي ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التطبيع مع "إسرائيل"، معتبرين أن هذه الخطوات تخدم فقط أجندة الاحتلال، وتتيح له اختراق المجالات الحيوية والاستراتيجية في المغرب، وعلى رأسها التعليم العالي والبحث العلمي.
وتضمن البيان تفاصيل عن العديد من الاتفاقيات التي يرفضها المغاربة، والتي وقعتها المؤسسات الأكاديمية المغربية مع نظيراتها "الإسرائيلية" ومنها ما جرى في آذار/ مارس 2021 الفائت، حين وقعت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء اتفاقية مع كلية الإدارة في جامعة تل أبيب بهدف "تعزيز التعاون الدولي في مجالات البحث والعلوم".
وتبعتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات في آب/ أغسطس 2021 بتوقيع عقد تعاون مع جامعتي القدس العبرية وبن غوريون لتبادل الخبرات والمشاريع البحثية، كما وقّع في أيار/ مايو 2022، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، اتفاقية تهدف إلى توسيع التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث في المغرب و"إسرائيل".
وتابع الاتحاد استعراض اتفاقيات التطبيع التي طالب بإلغائها، ومنها الاتفاقية التي وقعتها جامعة عبد المالك السعدي في أيلول/ سبتمبر 2022 مع جامعة حيفا "الإسرائيلية" تشمل مجالات علوم البحار والتكنولوجيا الحيوية.
وفي شباط نوفمبر 2022، وقعت الجامعة الدولية بالرباط اتفاقية شراكة علمية مع جامعة بن غوريون ببئر السبع لتطوير التعاون الأكاديمي، كما شهد آذار مارس 2023 توقيع اتفاقية بين الجامعة الأورومتوسطية بفاس والجامعة العبرية بالقدس للتعاون في مجال التدريب والابتكار الأكاديمي.
وكانت جامعة ابن طفيل المغربية، قد استقبلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 الضابط "الإسرائيلي" سيمون سكيرا لمناقشة مشروع "المدارس الكبرى للسلام"، وفي حزيران/ يونيو 2022، نظمت جامعة ابن زهر ندوة حول الجرائم الصهيونية بحضور ممثل سفارة الاحتلال داخل المغرب. كذلك، شهد معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في ديسمبر 2022 حفل انطلاق المشاريع الهيكلية لمركب البستنة بمشاركة وفد "إسرائيلي"، بينما شارك باحثون "إسرائيليون" في أعمال تنقيب أثرية في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في فبراير 2023، وفي يوليو 2024، وزار طلاب من جامعة الأخوين الكيان الصهيوني ضمن جمعية الشراكة، في ظل استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
كما أشار البيان إلى القمع الممنهج للأنشطة الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية، ومنها ما حصل في نيسان/ أبريل 2022، حين منعت جامعة ابن طفيل تنظيم النسخة الخامسة من ملتقى القدس، وأغلقت مؤسساتها طوال فترة الملتقى، مما أدى إلى قمع واعتقال عشرات المشاركين.
وفي مارس 2024، منعت جامعة عبد المالك السعدي تنظيم النسخة السادسة من ملتقى القدس، وأغلقت مرافقها لأيام عدة. وفي يوليو 2024، ألغت جامعة محمد السادس ومحمد الخامس حفلات التخرج التي تضمنت أنشطة تضامنية مع القضية الفلسطينية، في حين رفض عميد كلية العلوم في المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء تمزيق وإزالة الملصقات الداعمة لفلسطين في يوليو 2024.
وجدد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب دعوته للحكومة المغربية، ممثلة في وزارة التعليم العالي، وكل الجامعات والمؤسسات التعليمية، لإلغاء جميع اتفاقيات الشراكة والتعاون مع الجامعات والمؤسسات "الإسرائيلية".
وأكدوا على ضرورة قطع جميع العلاقات مع الكيان الصهيوني وداعميه داخل المغرب، تلبية لمطلب شعبي وجماهيري يدعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة والعيش الكريم على أرضه كاملة من البحر إلى النهر.