دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، المجتمع الدولي بكل مؤسساته الرسمية إلى التدخل العاجل لوقف الجرائم المستمرة وغير المسبوقة بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، كاشفاً عن جريمة اغتصاب ارتكبها مجموعة من السجانين في معسكر (سديه تيمان) بحق أحد المعتقلين الفلسطينيين.
جاء ذلك، في تصريح صحفي لفارس مساء اليوم الاثنين 29 تموز/ يوليو، أكد فيه على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق أممية عاجلة، تمنح تفويضاً شاملًا وملزمًا للتحقيق في الجرائم الفظيعة التي تُرتكب بحق الأسرى.
وشدد فارس، على أنّ معسكر (سديه تيمان) أصبح رمزاً لجرائم التعذيب والاغتصاب، ويعكس منظومة الاحتلال بأكملها، وأوضح أن العديد من المؤسسات المختصة وثقت اعتداءات جنسية وجرائم في سجون أخرى.
وكان سجن معسكر "سديه تيمان" في النقب جنوبي فلسطين المحتلّة، قد شهد توتراً متصاعداً، بين الجنود في المعسكر، وعناصر من الشرطة العسكرية، جاء ذلك في ضوء التحقيق الذي تجريه الشرطة العسكرية بشأن إساءة معاملة أسري وجرائم واعتداءات جنسية، تحديداً في حالات محددة، ظهرت عليها علامات تعذيب وعلامات عنف في فتحة الشرج.
وحاول بعض الجنود الهرب بينما تمرد آخرون ورفضوا التعاون مع الشرطة العسكرية، فيما صرّح المتحدث باسم جيش الاحتلال، أنّه "بسبب الاشتباه في تعرض أحد المعتقلين لإساءات خطيرة في مركز الاحتجاز في سدي تيمان، تم فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية بأمر من مكتب المدعي العام العسكري".
إجراءات الشرطة العسكرية "الإسرائيلية" مسرحية هزليّة
ووصف فارس الإجراءات التي قامت بها الشرطة العسكرية "الإسرائيلية"، باعتقال عدد من الجنود، بأنها مسرحية هزلية تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي، مؤكداً أن التحقيق في قضية اغتصاب واحدة وتجاهل آلاف الجرائم الأخرى، يهدف إلى خلق انطباع مضلل بأن "إسرائيل" دولة قانون.
وشدد فارس، على أن الشرطة العسكرية كان ينبغي أن تعتقل وزير الحرب "يوآف غالانت"، وما يسمى وزير الأمن الداخلي المتطرف "إيتمار بن غفير"، المعروفين بتحريضهم على قتل الأسرى وإعدامهم على مدار السنوات الماضية.
وأكد فارس أن جرائم "إسرائيل" بحق الأسرى والمعتقلين تجاوزت كل الحدود، مشيرًا إلى أنها تشكل جزءًا من حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة الاحتلال،ومعبّراً بأن التردد في تنفيذ ذلك يمنح "إسرائيل" الضوء الأخضر لمواصلة جرائمها وتنفيذ عمليات المحو بحق الشعب الفلسطيني.
وتأتي تصريحات فارس، في وقت تتكشف فيه المزيد من الفظائع "الإسرائيلية" بحق الأسرى والأسيرات في كافة في سجون ومعتقلات الاحتلال، وفي هذا السياق يأتي ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الإثنين، من شهادات وثّقت سوء المعاملة للأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية"، ووصفته بالقاتل، ووصفت إفادات الأسرى التي وثقتها الصحيفة معتقلات الاحتلال بـ "غوانتنامو" نسبة إلى المعتقل الأمريكي سيء الصيت، في جزيرة تحمل نفس الاسم في الكاريبي.
اقرأ/ي الخبر: "واشنطن بوست" تكشف عن فظائع الاحتلال بحق الأسرى: "إنه غوانتنامو"