كشفت منظمة الصحة العالمية عن إصابة 15 ألف طفل بسوء التغذية في قطاع غزة جراء استمرار حرب التجويع في ظل حصار يفرضه الاحتلال "الإسرائيلي" على السكان والنازحين في إطار حرب الإبادة التي شنت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأعلنت الصحة العالمية خلال بيان أصدرته أمس السبت 24 آب/ أغسطس، أن 3288 طفلاً من بين العدد المذكور يعانون سوء التغذية الحاد بعد فحص 250 ألف طفل في قطاع غزة منذ بداية العام الجاري.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أنها تدعم 4 مرافق تعمل في مجال علاج سوء التغذية، ومنها مركز في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع.
محطة قبل الموت
وحول هذا الأمر علق مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة حسام أبو صفية قائلاً: " إننا ولغاية اللحظة أحصينا ما يقارب 5 آلاف طفل، حيث تنطبق على ثلث الحالات أعراض سوء التغذية".
وأضاف أبو صفية: " أن 25% من هذه الحالات لم تخضع لعلاج مكثف لتصنيفها بأنها سوء تغذية مع مضاعفات. وتوافد الحالات مع مضاعفاتها يعني أن هذه محطة ما قبل الموت.
وحذر أبو صفية من التأثير المستقبلي لسوء التغذية على الأطفال لا سيما الحالات التي تأتي بأعراض متقدمة ومتأخرة مشدداً على أهمية السماح بإدخال كافة الأطعمة التي يفتقر شمال قطاع غزة إليها حيث يعتمد السكان هناك على الطحين والمعلبات فقط فلا يوجد خضروات ولا لحوم ولا الحليب العلاجي ما له من تأثير بالغ على الأطفال.
روايات أمهات أطفالهن يعانون من سوء التغذية
وسلطت منظمة الأمم المتحدة الضوء على بعض روايات الأمهات التي يعاني أبنائهن من مرض سوء التغذية في ظل عدم القدرة على الحصول على الغذاء المناسب واستمرار الاحتلال منع دخول شاحنات المساعدات الغذائية.
وقالت السيدة دينا زيادة والدة أحد الأطفال المرضى: " ذهبنا إلى قسم التغذية في مستشفى كمال عدوان لأنه كان يفقد وزنا بدلا من أن يكتسبه. كما تعلمون فالطفل يجب أن يبدأ في أكل الفواكه والخضروات، بعد أن يبلغ عمر 7 أشهر. وبالطبع لا يتوفر أي من هذا في شمال قطاع غزة."
سيدة أخرى روت حالة طفلتها للمنظمة الأممية:" بدأت الأعراض تظهر على ابنتي بعد أن بلغت من العمر شهرا، وعندما بلغت 40 يوما تقريبا، تم إدخالها إلى المستشفى بسبب إصابتها بإسهال حاد. في كل مرة كانت ترضع فيها، كانت تستفرغ أي شيء على الفور.
وأضافت: "على الرغم من أن الأطباء لم يشخصوا حالتها، إلا أنهم أخبروني أنها قد تكون تعاني من حساسية تجاه الحليب، وأخبروني أنها يجب أن تتناول حليبا خاصا، لكنه غير متوفر في غزة. لذلك أعطوني حليبا خاليا من البروتين".
إدانات متواصلة لاستمرار الاحتلال بسياسة التجويع
وفي وقت سابق ضمن السياق، أدان مكتب الإعلام الحكومي في غزة استخدام الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية سياسة التجويع ومنع الغذاء ضد المدنيين في قطاع غزة كوسيلة للضغط السياسي وهذا يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية على حد وصفه.
وعبر الإعلام الحكومي خلال بيان صحفي عن رفضه ربط تقديم المساعدات والغذاء للمدنيين وللأطفال والنساء بقرار وقف إطلاق النار الذي يرفض تطبيقه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ شهور طويلة.
ولفت الإعلام الحكومي إلى أن الاحتلال يواصل إغلاق معبر رفح منذ 105 يوماً بعد تجريفه وإخراجه عن الخدمة ما عمل على تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق وعدها جريمة مخالفة للقانون الدولي، وللقانون الدولي الإنساني، ولكل الاتفاقيات الدولية.
ورغم صدور أوامر محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن بوقف إطلاق النار ومراعاة الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة فضلاً عن حرب التجويع يواصل الاحتلال حرب الإبادة على الأهالي والعائلات النازحة منذ 324 يوماً على التوالي.