تستعد وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة الصحة العالمية لإطلاق حملة تطعيم واسعة تستهدف مئات الآلاف من الأطفال تحت سن العاشرة.
وتأتي هذه الحملة عقب اتفاق على ثلاث هدن مؤقتة في مناطق محددة من القطاع، بهدف ضمان سلامة الفرق الطبية والأطفال خلال عملية التطعيم، على أن تجري الحملة يوم الأحد القادم 1 أيلول/ سبتمبر.
وأعلن وزير الصحة بحكومة رام الله ماجد أبو رمضان، اليوم الجمعة 30 آب/ أغسطس، عن بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة اعتباراً من يوم الأحد المقبل.
وأوضح، أنّ الحملة ستستهدف الأطفال تحت سن العاشرة، وستستمر لمدة أسبوعين، تغطي فيها مناطق دير البلح وخان يونس ومحافظة غزة والشمال.
وستتوزع الحملة كما يلي: من يوم الأحد وحتى الأربعاء 1 إلى 4 أيلول/ سبتمبر، في محافظة دير البلح، ومن يوم الخميس وحتى الأحد 5 إلى 8 أيلول/ سبتمبر، في محافظة خان يونس، ومن يوم الاثنين وحتى يوم الخميس 9 إلى 12 من ذات الشهر، في محافظة غزة والشمال.
وأشارت الوزارة، إلى أن معدات السلسلة الباردة، ستنقل بشكل دوري من منطقة إلى أخرى وفقاً لبرنامج التطعيم في كل محافظة.
وأكد الوزير أبو رمضان على أهمية هذه الحملة التي تقودها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، "اليونيسف"، و"أونروا"، مشدداً على أن اللقاح آمن تماماً، ودعا المواطنين إلى عدم الالتفات إلى الشائعات التي يبثها الاحتلال للتشكيك في صلاحية هذه اللقاحات.
ويوم الخميس الفائت، كشف مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية أن الجيش "الإسرائيلي" وحركة حماس قد وافقا على ثلاث هدن منفصلة ومؤقتة، كل منها تستمر لمدة ثلاثة أيام، لضمان إجراء حملة التطعيم في أماكن محددة بأمان.
وأوضح "ريك بيبركورن"، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، أن فترات الهدن ستكون بين الساعة السادسة صباحًا والثالثة عصراً بالتوقيت المحلي.
وأضاف "بيبركورن" أن حملة التطعيم تستهدف الوصول إلى نحو 640 ألف طفل في القطاع، وأن فرق وكالة "أونروا"، التي تضم أكثر من 1000 زميل، ستنتشر في المراكز الصحية والعيادات المتنقلة والملاجئ وحتى من خيمة إلى خيمة لضمان تغطية شاملة.
ونشرت وزارة الصحة خرائط ميدانية تبين أماكن ومراكز التطعيم، كما أرسلت رسائل نصية للمواطنين في قطاع غزة لإعلامهم بمواعيد تلقي المطاعيم، مؤكدة أن كل الجهود تتضافر لضمان نجاح هذه الحملة الحيوية التي تهدف إلى حماية أطفال غزة من مخاطر شلل الأطفال.
وفي شهر تموز/ يوليو الفائت، سجلت منظمة الصحة العالمية تأكيد إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر من دير البلح بقطاع غزة بشلل الأطفال، وهي الحالة الأولى التي تُسجل في المنطقة منذ 25 عاماً، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الصحي، بعد اكتشاف عينات من الفيروس في مياه الصرف الصحي، وعرقلة الاحتلال دخول اللقاحات نحو شهر قبل السماح بإدخالها، بعد ضغوط أممية.
من جهة ثانية، قال مدير الطوارئ العالمية في منظمة الصحة العالمية، "مارك ريان" اليوم الجمعة، إن 17 من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي فقط. وأوضح أن هذه المستشفيات تواجه مخاطر كبيرة نتيجة الأضرار المادية، ونقص الوقود، وقلة الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى نقص في عدد الموظفين.
وشارك رايان عبر الإنترنت في جلسة مناقشة للوضع الصحي في قطاع غزة، حيث أكد استمرار الإبلاغ عن الهجمات على خدمات الرعاية الصحية في غزة، حيث دُمِّر نظام الرعاية الصحية إلى حد كبير.
وقال إن منظمة الصحة العالمية وثقت "1098 هجوما على خدمات الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و22 آب/ أغسطس 2024، وقع 492 منها في غزة"، مضيفا أن "تلك الهجمات أسفرت عن 747 قتيلا و969 جريحا".
اقرأ/ي أيضا: لقاحات شلل الأطفال تصل غزة وتجدد الدعوات إلى هدنة إنسانية من أجل التطعيم