كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عن أوضاع بعض الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المرضى داخل سجن "الرملة"، اليوم الأحد 1 أيلول/ سبتمبر، ويعاني هؤلاء الأسرى من ظروف صحية متدهورة للغاية، تتفاقم نتيجة لاستمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال، بالإضافة إلى حرمانهم من الأدوية والعلاج اللازم.

وذكرت الهيئة في تقريرها حالتين لمعتقلين فلسطينيين يواجهان إهمالاً طبياً داخل عيادة معتقل "الرملة"، مشيرة إلى أن الاحتلال يتبع سياسة القتل البطيء من خلال رفض تقديم العلاج اللازم لهما.

وأشارت الهيئة  إلى حالة المعتقل الفلسطيني إبراهيم النعانيش من مخيم طولكرم، الذي جرى اعتقاله بعد إصابته بانفجار من قبل جيش الاحتلال، حيث أُصيب بإصابات بالغة في البطن والظهر، وأجريت له عملية جراحية تمثلت بقص جزء من أمعائه، وما زال في جسده شظايا كثيرة نتج عنها تقرحات دائمة في منطقة الظهر والقدم، ولا يشعر بقدميه، وينتقل على كرسي متحرك.

كما عرضت حالة المعتقل محمد خضيرات، من بلدة الظاهرية في محافظة الخليل، الذي يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية منذ عام 2009. وفي 5 شباط 2024، خضع لعملية زراعة نخاع، مما يستدعي من إدارة السجن توفير جرعات بيولوجية ودواء له بشكل مستمر. ومع ذلك، ومنذ اعتقاله وحتى تاريخ الزيارة يوم أمس، لم يتلق أي علاج. ورغم خطورة حالته الصحية، نقل إلى "سجن عوفر".

ودعت مؤسسة الأسرى إلى ضرورة التدخل السريع والجدي لإجبار سلطات الاحتلال على الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية التي تعنى بحقوقه الأسرى المرضى لاسيما في ظل ما وصفته بالإخفاق الدولي المؤسساتي والرسمي تجاه المعتقلين الفلسطينيين بشكل عام والمرضى بشكل خاص.

ووثقت هيئة الأسرى ارتفاع أعداد المعتقلين المرضى إلى 800 معتقل، بعضهم مصاب بالسّرطان، والأورام بدرجات متفاوتة، علاوة على عشرات ومئات الجرحى، ممن يعانون جراء التعذيب منذ عدوان السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطينيّ أعلنتا أمس، في بيان مشترك، استشهاد المعتقل نصر سالم سعيد زيارة (65 عاما)، من غزة، في سجن الرملة بتاريخ 16 أغسطس الجاري، والذي اعتقل في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى جانب نجله جهاد زيارة (37 عاما).

وذكرت مؤسسات الأسرى، أن أسرى، جرت زيارتهم في سجن الرملة، أكدوا أن الشهيد زيارة نقل إلى سجن الرملة قبل استشهاده بأسبوع، وكان يعاني وضعا صحياً صعباً جدا، ومنها حروق في الجزء السفلي من جسده.

وفقًا لمؤسسات الأسرى، فإن استشهاد المعتقل زيارة أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء بين الأسرى والمعتقلين إلى 24 شهيدًا، وذلك منذ بداية حرب الإبادة ضد شعبنا في غزة بعد 7 أكتوبر، مع العلم أن هؤلاء هم فقط من تم الكشف عن هويتهم.