قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن فريقه الميداني وثق قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لـ 16 مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة خلال شهر آب/ أغسطس الماضي فقط، 15 منها شمال وادي غزة، ما أدى إلى استشهاد 217 فلسطينيًّا، وإصابة المئات، عدد كبير منهم من النساء والأطفال.
وفي تقرير نشره اليوم الأحد 8 أيلول/ سبتمبر وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الجرائم "الإسرائيلية" المتصاعدة بحق النازحين الفلسطينيين داخل مراكز الإيواء ومخيمات النزوح في قطاع غزة في "إطار الاستهداف المتكرر للمدارس دون سابق إنذار متسبباً في استشهاد المئات منهم في مجازر مستمرة".
إسرائيل استهدفت 16 مدرسة إيواء في #غزة خلال شهر واحد إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعيةhttps://t.co/D99j6BShBq
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) September 8, 2024
وعرض تقرير المرصد الحقوقي تفاصيل حول استهداف جيش الاحتلال لعدد من المدارس خلال هذا الشهر أيلول/ سبتمبر، منها ما كان منتصف ليل السبت الموافق السابع من سبتمبر/أيلول، مدرسة "حليمة السعدية" ، التي تؤوي مئات النازحين قسرًا في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء أربعة منهم وإصابة آخرين بجروح.
كما قصفت الطائرات "الإسرائيلية" قبيل عصر السبت مدرسة "عمرو بن العاص"، التي تؤوي نازحين، شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، أحدهم طفل، وإصابة آخرين بجروح.
وذكر الأورومتوسطي أن الجيش "الإسرائيلي" صعّد كذلك من وتيرة استهداف المدنيين في الأسبوع الأخير في محافظة غزة ومحافظة الشمال، عبر قصف المنازل السكنية والتجمعات والبسطات التجارية، إلى جانب مراكز الإيواء ومحيطها.
وأوضح أن استهداف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين لا يستند إلى أي مبرر فعلي، ويشكل انتهاكاً صارخًا لمبادئ التمييز، والضرورة العسكرية، والتناسبية، وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وأضاف أن الجيش "الإسرائيلي" يحاول في كل مرة تبرير هذه الهجمات بادعاءات استهداف أهداف عسكرية، دون تقديم أي دليل يثبت صحة تلك الادعاءات.
ويشير الأورومتوسطي أن الاحتلال طيلة 11 شهراً من الحرب على قطاع غزة لا يزال يستخدم ذات النمط من الهجمات العسكرية المتكررة ضد المدنيين والقتل الجماعي واستهداف مراكز اللجوء المقام أغلبها في منشآت للأمم المتحدة، علاوة على اقتراف جرائم قتل جماعية فيها، وهو "ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وتشكل فعلًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية".
وجدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال "إسرائيل" لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها،
ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية.
كما دعا إلى مساءلة ومحاسبة الدول المتواطئة والشريكة مع الاحتلال في ارتكاب الجرائم، وبخاصة تلك التي تزود "إسرائيل" بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة بارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية في المجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية، وغيرها من المجالات التي قد تساهم في استمرار هذه الجرائم.
وفي وقت سابق أمس، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن لديها 200 مدرسة في قطاع غزة وجميعها أغلقت أبوابها امام العملية التعليمية منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، واستخدمت العديد منها كمراكز إيواء للنازحين طيلة مدة الحرب.
وذكرت الوكالة الأممية، في منشور على حسابها على منصة (X)، أنه في بعض هذه المدارس، تعمل فرقها على إعادة آلاف الأطفال إلى التعلم من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي والاجتماعي.
UNRWA has nearly 200 schools in #Gaza. They have all been closed since October, many serving as shelters throughout the war.
— UNRWA (@UNRWA) September 7, 2024
In some of these schools, @UNRWA teams are getting thousands of children back to learning through fun activities and psychosocial support. #UNRWAworks pic.twitter.com/naBH7FNCku