كشف نادي الأسير الفلسطيني اليوم الاثنين، عن حادثة استخدام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لزوجين فلسطينيين كدروع بشرية خلال عملية عسكرية في بلدة كفر دان شمال غربي جنين في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، بالتزامن مع العدوان الواسع الذي شنه الأسبوع الماضي على شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك وفقاً لإفادة أولية حصل عليها النادي من العائلة المتضررة.
ونقل النادي، شهادة الفلسطيني (ر.م)، الذي تعرّض وزوجته لهذا الاعتداء، وقدم شهادته قائلاً: "في صباح يوم الاقتحام، خرجت أنا وزوجتي من المنزل دون أن نعلم بوجود الجيش في بلدة كفر دان، وعند عودتي تلقيت اتصالاً من مخابرات الاحتلال يأمرني بتسليم نفسي".
وتابع: "عندما اقتربت من منزلي، وجدت الجنود قد حاصروا المنزل، وأمروني بإخلائه حيث كانت عائلتي بداخله، بما في ذلك ثلاثة أطفال."
وأضاف الفلسطيني في شهادته: "طلبوا مني الدخول والخروج من نفس الباب، كما أدخلوا كلباً بوليسياً مزوداً بكاميرا لتفتيش المنزل، وبعد مرور أربع ساعات على إخلاء المنزل، سُمح لبقية أفراد العائلة بمغادرته إلى منزل الجيران، باستثنائي أنا وزوجتي، وأبقونا خلف المنزل كدروع بشرية لمدة تسع ساعات، بينما كنا نسمع أصوات إطلاق النار والقصف، دون أن ندرك ما يجري حولنا."
وخلال هذه الفترة، تعرض (ر.م) للتحقيق مرتين، مرة في الصباح لمدة ساعة، ومرة أخرى بعد الساعة الخامسة مساءً، حسبما أشار نادي الأسير.
وسبق لمؤسسات دولية، أن رصدت انتهاكات مماثلة في الضفة الغربية في وقت سابق، وكانت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال قد وثقت في أيار/ مايو الماضي استخدام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لثلاثة أطفال كدروع بشرية أثناء اقتحام مخيم طولكرم.
وأوضحت الحركة في بيان صحفي أن جنود الاحتلال أجبروا الأطفال على السير أمامهم في أزقة المخيم وتفتيش المنازل، وهو "ما يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي".
وأشارت الحركة إلى أن الاحتلال استخدم 34 طفلاً كدروع بشرية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2000، مؤكدة أن هذه الانتهاكات المستمرة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
يذكر أنّ استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية ليس حادثة معزولة، بل يعد نهجاً للاحتلال، ويطبقه الجيش "الإسرائيلي" على نطاق واسع خلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني في تموز/ يوليو الماضي أن الاحتلال استخدم المدنيين، بمن فيهم المعتقلون، كدروع بشرية على مدار سنوات الاحتلال.
ووثقت مقاطع فيديو عرضتها قناة الجزيرة الفضائية، مشاهد صادمة تُظهر استخدام جيش الاحتلال لأسرى فلسطينيين كدروع بشرية خلال القتال في قطاع غزة، حيث أجبر الاحتلال أحد الأسرى على دخول نفق بعد ربطه بحبل وتثبيت كاميرا على جسده، في حين أظهرت مشاهد أخرى أسرى يرتدون ملابس عسكرية لإجبارهم على العمل كدروع بشرية.
من بين المشاهد المروعة أيضاً، استخدام أحد الأسرى الجرحى كدرع بشري، حيث أُجبر على دخول منازل مدمرة في غزة، مع مشاهد لجثث شهداء ملقاة عند مدخل المنزل.
نادي الأسير أكد أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي جزء من نهج متجدد للاحتلال، الذي يواصل ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، في إطار حرب الإبادة المتواصلة، لا سيما في قطاع غزة.
موضوع ذو صلة: نادي الأسير: استخدام الاحتلال المدنيين والمعتقلين كدروع بشرية أمر قديم متجدد