ارتكبت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة جديدة بحق النازحين في الخيام بمنطقة "مواصي خانيونس" فجر اليوم الثلاثاء 10 أيلول/ سبتمبر، راح ضحيتها 40 شهيداً و60 جريحاً حتى اللحظة، وما تزال هناك عمليات جارية لفرق الدفاع المدني الفلسطيني بحثاً عن مفقودين دفنوا تحت الرمال بفعل القصف العنيف على المنطقة.

شهود عيان من المنطقة وطواقم الإسعاف أكدوا أن 20 خيمة للنازحين تؤوي مئات النازحين جلهم من الأطفال والنساء قد جرى تدميرها وحرقها بعد استهدافها من قبل الاحتلال بعدة صواريخ ارتجاجية عنيفة أحدثت حفراً بعمق 9 أمتار في منطقة الاستهداف.

وقال الدفاع المدني في بيان له: "إن طائرات الاحتلال أغارت بشكل مفاجئ على خيام النازحين بجوار مسجد عثمان بن عفان خلف المستشفى البريطاني جنوب غرب مدينة خانيونس".

وتابع: الغارات خلفت 3 حفر كبيرة حيث كانت الصواريخ المستخدمة ارتجاجية ثقيلة، وعدد من الشهداء دفن في الأرض، وتواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة كبيرة بانتشال الشهداء وسط انعدام الإمكانيات وعدم وجود مصدر ضوء".

وأضاف: "الانفجار ولد حفرة كبيرة وحريق، واختلطت الجثث والخيام بالرمال وهناك عدد من المفقودين.

ولفت إلى حالة من الهلع الكبير بين السكان في المنطقة المحيطة بعد أن كانوا نياما، ويعتقدون أنهم آمنين، واصفاً الحدث بأنه صعب للغاية، وأنها إحدى أبشع المجازر في هذه الحرب في ظل صمت تام لمؤسسات العالم عن جرائمه السابقة.

وتواجه الطواقم الطبية تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة حيث عمل عدد كبير من سيارات الإسعاف على نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، في حين تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين.

وأقر جيش الاحتلال بقصف "المنطقة الإنسانية الآمنة" زاعماً أنه استهدف "عدداً من المقاومين في مركز قيادة وسيطرة حركة حماس، والذين يخططون لتنفيذ هجمات ضد الاحتلال في منطقة خانيونس".

ومن جانبها، نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس ادعاءات الاحتلال بوجود "مسلحين" في المنطقة، ورفضت الاتهامات بأنها تستغل المناطق المدنية لأغراض عسكرية.

وأكدت الحركة في بيان لها رداً على مزاعم الاحتلال بأن هذا الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل في منطقة ادعى الاحتلال بأنها آمنة تأكيد على مضيه في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بغطاء كامل من الولايات المتحدة الأمريكية.

بدوره أدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة مجرزة المواصي التي استهدفت المدنيين النازحين بأشد العبارات، كما لفت إلى أن الاحتلال يحاول عبثاً تضليل الرأي العام من خلال نشر الأكاذيب والبيانات الزائفة والروايات الملفقة التي يروّج لها، وهي محاولة فاشلة منه لتبرير المذبحة الفظيعة التي استهدف خلالها خيام النازحين.

كما دعا "وسائل الإعلام المختلفة والزملاء الإعلاميين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر الشديدين، والانتباه جيداً خلال عملية إعداد ومعالجة الأخبار والتقارير الصحفية والإعلامية حول مثل هذه المجازر، وعدم الانسياق والانجرار خلف أكاذيب الاحتلال وعدم النظر إلى روايته الكاذبة التي يريد من ورائها استخدام وسائل الإعلام للتغطية على جرائمه الوحشية بحق المدنيين والنازحين".

وأكد المكتب الحكومي، استمرار الطواقم الحكومية والإغاثية بالعمل على انتشال عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من مكان القصف والاستهداف، لافتا إلى هذه المجزرة المروعة تأتي بالتزامن مع إسقاط الاحتلال للمنظومة الصحية وتدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.

كما حمل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء وضد خيام النازحين تحديداً.

وشهدت منطقة "مواصي خانيونس" في الأشهر الماضية عدة مجازر ارتكبها الاحتلال في المنطقة التي يصفنها"آمنة" موقعاً مئات الشهداء والجرحى من النازحين المدنيين، وآخرها كان في يوليو/ تموز الماضي، إذ استهدفت طائرات الاحتلال خيام النازحين في المنطقة بحزام ناري في ادعاء بمحاولة اغتيال القائد محمد الضيف.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد