أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن أوامر الإخلاء الجماعي في قطاع غزة التي يصدرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" دون توفير أماكن آمنة للنازحين تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي لمئات الآلاف جراء استمرار حرب الإبادة" الإسرائيلية"، في حين أكدت وكالة "أونروا" أنه لا يوجد مكان آمن في غزة وسط تصاعد عمليات النزوح القسري التي طالت 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 90% من سكان غزة، منذ بداية الحرب.
ووفقًا للموقع الرسمي لـ"أوتشا"، ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي اليوم، أن هناك أكثر من 55 أمر إخلاء ساري المفعول، يغطي أكثر من 85% من سكان قطاع غزة حتى الآن. وأوضح أن النزوح المتكرر يؤدي إلى فصل الأسر وتآكل أنظمة الحماية الاجتماعية، وخاصة بالنسبة للنساء والأطفال.
وفيما يتعلق بوصول البعثات الإنسانية، أشار دوجاريك إلى أن 37 مهمة فقط تمكنت من الوصول إلى شمال غزة من أصل 94 تم التخطيط لها خلال أول أسبوعين من الشهر الحالي. وفي جنوب غزة، تم تسهيل 50% فقط من 243 مهمة إنسانية منسقة.
وأضاف دوجاريك أن مكتب "أوتشا" لم يتمكن من الوصول إلى شمال غزة منذ 28 يومًا، حيث تعرضت قوافل المساعدات لإطلاق النار أو ظروف تهدد حياتهم، أو تم إيقافها أو تأخيرها لساعات.
يأتي ذلك، بالتزامن مع نزوح عشرات العائلات الفلسطينية من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، عقب ارتكاب طائرات الاحتلال مجزرة جديدة، راح ضحيتها العشرات من المدنيين جراء استهداف مربع سكني مكتظاً بالسكان.
"أونروا: لا مكان آمن في غزة وسط تصاعد النزوح القسري
من جهتها، أكدت تمارا الرفاعي، مديرة دائرة العلاقات الخارجية والإعلام في "الأونروا" في تصريحات صحفية نشرتها عبر منصة "إكس"، أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة"، مشيرة إلى أن الادعاءات التي تفيد بأن السكان قد يجدون الأمان في مناطق أخرى هي كاذبة. وأوضحت أن 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 90% من سكان غزة، قد نزحوا قسراً على نحو متكرر منذ بداية الحرب.
وقالت الرفاعي إن السكان يتلقون "إخطارات الإخلاء" التي تعتبر في الواقع إخطارات بــ"النزوح القسري"، ما يجبرهم على المغادرة مع ما يستطيعون حمله، وغالباً ما يفقدون ممتلكاتهم أو حتى أفراد عائلاتهم في كل عملية نزوح. وأضافت: "يذهبون إلى أماكن ليست آمنة أيضاً".
وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لتحقيق استجابة إنسانية حقيقية. ورغم أن "أونروا" تظل أكبر منظمة إنسانية تقدم الدعم من خلال إدارة الملاجئ وتوزيع الغذاء والمياه والفراش، فإن هذه الاستجابة الإنسانية لا تمثل إلا جزءاً بسيطاً من احتياجات سكان غزة المتزايدة.
وأضافت الرفاعي أن أكثر من عام من القتال المستمر والإخلاء القسري أدى إلى تدمير حياة العديد من الأسر، حيث فقدوا أفراد عائلاتهم ومنازلهم وتعليم أطفالهم. كما أكدت أن الإصابات الجسدية والنفسية الناتجة عن الصراع ستستغرق سنوات حتى تلتئم.