شن طيران العدو "الإسرائيلي" عند الساعة الثالثة فجراً من يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/ أكتوبر، غارة استهدفت منزل اللواء منير المقدح، القيادي في حركة "فتح" وقائد "كتائب شهداء الأقصى" في لبنان، وذلك على الشارع التحتاني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان.
ونجا القيادي المقدح من الهجوم، فيما أفادت مصادر محلية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ اللواء المقدح لم يكن داخل منزله، وهو خارج المخيم منذ أسابيع، والمنزل الذي جرى قصفه لا يقطنه سوى ابنه وعائلة ابنه الذي استشهد في الهجوم.
فرق الإسعاف سارعت إلى مكان القصف، حيث أُبلغ عن وقوع عدد من الإصابات واستشهاد عدد من المدنيين، من بينهم نجل القيادي المستهدف، حسن منير المقدح وزوجته نظمية رائف حمودة، اللذين استشهدا تحت الركام، بينما نجى أطفالهم بأعجوبة، حسبما نقل مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم.
وفي الغارة نفسها التي طالت منطقة مكتظة بالمدنيين، استشهدت اللاجئة الفلسطينية إسراء عباس مع ابنها الطفل عبد الرحيم الصياح، بالإضافة إلى الطفلتين عبير وفاطمة شحادة.
كما أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم بأن فرق الإسعاف تمكنت من نقل عدد من أشلاء الشهداء إلى المستشفى، دون أن يُتَعَرَّف على هويتهم حتى اللحظة.
أحد اللاجئين في المخيم، ويقطن قرب مكان الانفجار "ماهر حمودة" أفاد لموقعنا، أنّ الغارة أدت إلى استشهاد أشخاص لا يقطنون في المنزل المستهدف، وإنما بجواره، مشراً إلى أنّ أي عملية قصف تطال المخيم ستؤدي إلى مجزرة.
وأضاف اللاجئ، أنّ مخيم عين الحلوة مكتظ والأبنية متلاصقة، وهدف الاحتلال هو إيقاع مجازر باللاجئين، مشيراً إلى أنّ اللواء المقدح ليس في منزله، "وهذا أمر يعرفه المخيم كله، فكيف لا يعرفه الاحتلال، وهو يراقب المخيم ليلاً نهاراً بالطائرات المسيرة" حسبما أضاف.
يذكر أنّ هذه الغارة الأولى من نوعها التي تستهدف مخيم عين الحلوة، منذ بدء الاحتلال "الإسرائيلي" حربه على لبنان الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر الفائت، فيما دشّن الاحتلال في وقت سابق نهج استهداف المخيمات مفتتحاً ذلك في مخيم البص في صور، حيث قصف منزل المناضل النقابي فتح الشريف، ما أدى إلى استشهاده مع أفراد عائلاته.
ويتخوف اللاجئون الفلسطينيون من توسيع الاحتلال دائرة مجازره في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المكتظة بالمدنيين وذات المباني المتلاصقة، بحجة استهداف قياديين في المقاومة، فيما تؤكد مصادر محلية وأمنية أنّ معظم القياديين الفلسطينيين غادروا المخيمات حفاظاً على أمنها.