شهد مخيما شاتيلا في بيروت وبرج الشمالي في صور جنوبي لبنان، وقفتين أمام المركز الصحي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في المخيمين حيث تجمع اللاجئون الفلسطينيون للمطالبة بتنفيذ خطة الطوارئ التي أقرتها الوكالة بالتنسيق مع اللجان الشعبية، ولا سيما في الجانب الطبي، وسط مطالبات بفتح العيادات وإقرار آليات لتوزيع الأدوية الشهرية وتقديم الطبابة في ظل الحرب.
المحتجون عبروا عن استيائهم من التأخر في تنفيذ الخطة وعدم شمولها جميع احتياجاتهم، مطالبين بتوسيعها لتتضمن المزيد من المساعدات الطارئة، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون جراء الحرب والنزوح.
وأكد مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا المهندس ناجي الدوالي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن الاعتصام جاء بسبب تقصير "أونروا" في تطبيق ما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يعتمدون بشكل كبير على الوكالة في تأمين الخدمات الأساسية، لكن ما قُدم حتى الآن لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الملحة.
وطالب الدوالي بضرورة فتح العيادات الصحية في المخيمات بشكل كامل، وتوفير الأدوية الشهرية والعلاجات الضرورية التي يحتاجها السكان، لاسيما مع تدهور الأوضاع الصحية.
وأشار الدوالي أيضاً إلى ضرورة تقديم دعم إضافي للاجئين الذين اضطروا للنزوح من المخيمات ويعيشون حالياً مع أقاربهم أو أصدقائهم خارج المدارس المخصصة للإيواء، مشدداً على أن خطة الطوارئ يجب أن تتضمن دعماً لهؤلاء النازحين، الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة.
55 عائلة نازحة في مدرسة "يعبد" التي تفتقر إلى المستلزمات الإغاثية اللازمة
كما طالب المعتصمون بالإسراع في دفع المساعدات النقدية لشبكة الأمان الاجتماعي، والتي تشمل كبار السن والأطفال، على أن تُصرف هذه المساعدات بشكل شهري لتأمين احتياجاتهم الأساسية في ظل انعدام الموارد المالية للكثير من العائلات.
وذكر الدوالي أن نسبة النزوح من المخيم بلغت نحو 70%، مع إقامة حوالي 55 عائلة نازحة في مدرسة "يعبد" بمنطقة صبرا، التي تفتقر إلى المستلزمات الإغاثية اللازمة.
كما لفت إلى معاناة العائلات التي نزحت إلى تجمعات فلسطينية أخرى، مثل وادي الزينة في إقليم الخروب، حيث يواجهون صعوبات في تأمين الأدوية الشهرية بسبب عدم وجود آلية واضحة في خطة "أونروا" لتوزيع الأدوية.
اقرأ/ي ايضاً: 70% من الفلسطينيين نزحوا من مخيم شاتيلا في بيروت
وفي مخيم برج الشمالي، اعتصم من بقوا من أهالي المخيم بعد نزوح الغالبية إثر التهديدات "الإسرائيلية" لمنطقة برج الشمالي، والقصف الذي طال محيط المخيم، من أجل رفع الصوت بوجه وكالة "أونروا" التي تخلت عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين في المخيم وأغلقت كافة مرافقها، لا سيما العيادة الصحية، حسبما نقل مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين من الاعتصام.
وأكد محمد رشيد مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم على مواصلة التحركات الشعبية الفلسطينية " حتى تعود "أونروا" إلى أداء مهامها تجاه اللاجئين الفلسطينيين عموماً، وخاصة المتبقين في المخيم في ظل استمرار عدوان الاحتلال على لبنان.
وأضاف رشيد في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّه "يوجد في المخيم ذوو أمراض مزمنة يحتاجون إلى أدوية شهرية وبسبب إغلاق عيادة وكالة "أونروا" سيكون صعباً عليهم الحصول على أدويتهم".
وطالب رشيد وكالة "أونروا" بالوقوف على مسؤولياتها تجاه اللاجئين لا سيما المرضى في هذا الظرف الصعب الذي نعيشه، علماً أنّ الوكالة أعلنت عن خطة طوارئ لكيفية التعامل مع مجتمع اللاجئين في حال اندلاع الحرب في لبنان، إلا أنها "لم تف بالتزاماتها وأغلقت العيادات الصحية في مخيمات صور" بحسب ما يقول اللاجئون الفلسطينيون.
ويهدف الاعتصام أمام مكتب مدير خدمات "أونروا" في المخيم إلى المطالبة بفتح عيادة "أونروا" في المخيم واستعادة تقديم الخدمات الضرورية، بالإضافة إلى تفعيل خطة الطوارئ لـ"دعم صمود للاجئين الفلسطينيين".
ورغم الهدوء الحذر الذي يسود منطقة صور ومخيماتها بعد موجات القصف العنيف على البلدات والقرى المحيطة، تبقى حالة التأهب والصمود سيدة الموقف، في انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة لأهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان، حسبما أشار مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، حسبما أشار مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضاً: هدوء داخل مخيم برج الشمالي جنوبي لبنان بعد نزوح معظم سكانه