معاناة تتفاقم في مدرسة درب السيم التي تؤوي فلسطينيين شرقي صيدا

الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
نازحون في مدرسة السيم شرقي صيدا- بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نازحون في مدرسة السيم شرقي صيدا- بوابة اللاجئين الفلسطينيين

يشهد لبنان تدفقاً مستمراً للنازحين الفلسطينيين، والسوريين، واللبنانيين إلى مراكز الإيواء المنتشرة في مختلف المناطق، نتيجة الغارات العنيفة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قرى الجنوب والبقاع الأوسط، وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية، في إطار حربه على لبنان.

 تأتي عمليات النزوح، عقب إنذارات متواصلة من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" بإخلاء كامل لتلك القرى، مما دفع آلاف المدنيين إلى البحث عن أماكن آمنة تقيهم ويلات القصف، فيما لجأ بعضهم إلى أقاربهم أو فروا إلى بيروت، واضطر آخرون إلى قضاء لياليهم في العراء دون مأوى.

شرقي مدينة صيدا، بالقرب من مخيم عين الحلوة، تقع مدرسة درب السيم الرسمية التي تحولت إلى مأوى مؤقت لمئات النازحين الفلسطينيين واللبنانيين، القادمين من قرى الجنوب ومخيمي الرشيدية وبرج الشمالي، يعيشون في ظل ظروف قاهرة فرضتها آلة الحرب "الإسرائيلية."

أوضاع النازحين صعبة في مدرسة السيم بظل نقص الخدمات وعدم توفر الموارد الإغاثية

فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قام بزيارة ميدانية إلى المدرسة للوقوف على الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون، فيما اشتكى العديد من النازحين من نقص الخدمات الأساسية وعدم توفر الرعاية اللازمة، معربين عن قلقهم من اقتراب فصل الشتاء وتدهور الظروف المعيشية.

العم أبو أحمد العلي، نازح من مخيم الرشيدية، تحدث عن تجربته المؤلمة في النزوح قائلاً: "بعد القصف العنيف على مدينة صور، خرجت مع عائلتي وبعض الأغراض الشخصية دون معرفة الوجهة".

وتابع: "قضينا أول ليلة في الشارع بمنطقة الرميلة، ثم جلست على دوار العربي قبل أن ننقل إلى مدرسة درب السيم". وأكد العلي أن الخدمات المقدمة في المدرسة غير كافية ولا تلبي احتياجات النازحين، مضيفاً: "حياتنا انقلبت رأساً على عقب، ونعيش في خوف من المستقبل المجهول".

أما علي المصري، نازح من مخيم عين الحلوة، فقد وصف الوضع بالمأساوي، قائلاً: "خرجت من منزلي بالثياب التي عليّ، والآن لا يوجد حتى مياه للاستحمام ولا طعام كافٍ، مضيفاً: حياتنا أصبحت جحيماً، وأنا مريض وأحتاج إلى أدوية شهرية لا أستطيع تأمينها، فيما أعرب عن قلقه على اطفاله في ظل هكذا أوضاع.

 النازحون اللبنانيون والسوريون أيضاً يعانون من مرارة النزوح، كالنازحة اللبنانية تهاني مقداد، التي نزحت من ضيعة السكسكية جنوب لبنان، تحدثت عن اضطرارها للخروج من بيتها بسبب القصف العنيف.

 ورغم الظروف الصعبة، أعربت مقداد عن إيمانها بصمود المقاومة، قائلة: "أنا صامدة رغم كل الدمار، وأثق أنني سأعود إلى بيتي مرفوعة الرأس."

في ظل هذه الأوضاع، تسعى جمعية "استبرق" إلى تقديم بعض الخدمات للنازحين، بما في ذلك الطعام والمياه والأنشطة الرياضية والنفسية.

أحمد شناعة، مسؤول قسم الخدمات في الجمعية، أوضح أن الجمعية تقدم ما تستطيع من مأكل وملبس وأدوية ومياه للاستحمام، إضافة إلى تنظيم أنشطة لدعم الأطفال المتأثرين بالقصف.

وأضاف شناعة: أن الجمعية استقبلت حتى الآن 270 نازحاً من الفلسطينيين، اللبنانيين، والسوريين، إلّا أنه ورغم الجهود المبذولة، لا تزال التحديات كبيرة، حيث يطالب النازحون بمزيد من الدعم لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد