يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب إبادة جماعية على قطاع غزة لليوم 383 على التوالي، حيث تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي، ولا سيما على مناطق شمال القطاع ومخيم جباليا وبيت لاهيا، التي تتعرض لحملة إبادة جماعية لليوم الـ 19، ما أسفر عن تدمير واسع للمنازل والمنشآت، إضافة إلى فرض حصار خانق يمنع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والدواء.
في شمال القطاع، يواصل الاحتلال بتفجير المربعات السكنية بشكل ممنهج، بالإضافة إلى حرق منازل ومراكز إيواء في المناطق التي سيطر عليها شرقي بيت لاهيا، بالقرب من المستشفى الإندونيسي، فيما ارتقى 3 شهداء بالقرب من المستشفى جراء قصف الاحتلال.
كما أقدم الاحتلال اليوم على إخلاء مدرسة الفاخورة التي كانت تأوي النازحين، وتجريد بعضهم من ملابسهم، وإجبارهم على التوجه إلى نقطة تفتيش قرب المستشفى.
وأفادت مصادر محليّة، بقيام النازحين في شمال القطاع بدفن جثامين شهدائهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان والمواد اللازمة، وذلك جراء الحصار المستمر والقصف المكثف الذي يواصله الاحتلال في تلك المناطق.
وفي تصريحات إعلامية، حذرت إيناس حمدان، القائمة بأعمال المكتب الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، من خطورة الوضع الإنساني، مشيرة إلى أن مستوى الأمن الغذائي في القطاع أصبح في خطر، وخاصة في المناطق الشمالية التي تعاني من حصار خانق.
وأكدت على ضرورة السماح بدخول الإمدادات الأساسية من غذاء ووقود ومياه ودواء، لتلبية احتياجات العائلات المحاصرة منذ أكثر من أسبوعين.
أوضحت حمدان أن مشاهد الدمار في شمال القطاع مروعة، حيث يتعرض السكان للقصف المتواصل على المنازل والبنية التحتية، وحتى منشآت "الأونروا" لم تسلم من الاستهداف.
ولفتت إلى أن شح المواد الغذائية ونقص المياه الصالحة للشرب والوقود قد جعل الوضع أكثر كارثية، مضيفة أن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المنطقة تعاني من ضغوط كبيرة، خاصة بعد تعرض اثنين منها للقصف المباشر في الأيام الماضية.
كما ذكرت حمدان أن موظفي "أونروا" يواصلون تقديم الخدمات رغم التحديات، لكنهم بحاجة إلى إرسال فرق طبية إضافية وإمدادات عاجلة لدعم جهودهم الإنسانية.
وفي إطار استمرار الاستهدافات للأطقم الإنسانية والعمل المدني في القطاع، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن ستة شهداء ارتقوا من موظفي بلدية غزة بعد استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال شرق حي التفاح، رغم حصولهم على تنسيق للوصول إلى المكان.
وفي وسط القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بعد استهداف الاحتلال سيارة تابعة لوكالة "أونروا" في شارع صلاح الدين جنوب دير البلح، وذلك في استمرار استهداف الاحتلال موظفي ومنشآت الأمم المتحدة.
تحذيرات صحية: المستشفيات ستتحول إلى مقابر جماعية
من جهته، صرح مدير وزارة الصحة في غزة محذراً من أن المستشفيات ستتحول إلى مقابر جماعية إذا استمرت جرائم العدوان وسط الصمت الدولي.
وأكد أن المستشفيات باتت هدفاً رئيسياً ضمن خطة الاحتلال لتهجير السكان من شمال القطاع، مع نقص حاد في المستلزمات الطبية وحتى الأكفان.
وأشار إلى أن ما يجري في شمال غزة يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف هذه الانتهاكات.