بيّنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أثر التدهور الأمني جراء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على لبنان، على قدرتها في تقديم الخدمات الصحية، وهو ما جاء في تقريرها التاسع عن حالة الاستجابة الطارئة في لبنان، والذي يغطي الفترة ما بين 18 و21 تشرين الأول / أكتوبر، فيما عبرت عن مخاوفها من انتشار مرض " الكوليرا" الذي سيزيد الوضع تعقيداً، حسبما أوردت في تقريرها.

وأفادت "أونروا" بأن التدهور الأمني في أنحاء لبنان، في ظل تفاقم أزمة النزوح إلى جانب تحديات أخرى تتعلق بالخدمات الأساسية والحماية، عرقل بشكل كبير عمل مراكزها الصحية، حيث لا يزال 14 مركزاً من أصل 27 مغلقاً حتى 21 تشرين الأول، بما في ذلك كافة العيادات في منطقة صور التي توقفت عن العمل نتيجة المخاوف الأمنية.

 وفي العاصمة بيروت، أشارت الوكالة إلى أنها تبذل جهود لإبقاء العيادات مفتوحة لبضعة أيام في الأسبوع، فيما تُجرى عمليات تقييم أمنية لإمكانية إعادة فتح عيادة مخيم شاتيلا، فيما تتواصل فرق الوكالة الصحية والأمنية بشكل يومي لتحديد وضع العيادات والعمل على تحسينه.

وما يزيد تعقيد الوضع، هو إعلان وزارة الصحة اللبنانية في 16 تشرين الأول/ أكتوبر عن تسجيل حالة إصابة بمرض الكوليرا، مما يعكس المخاطر الصحية المتزايدة في ظل الأزمة، فيما تعمل الفرق الصحية التابعة للوكالة بالتنسيق مع "يونيسيف" على تنفيذ خطة طوارئ تهدف للكشف المبكر عن أي تفش محتمل للأمراض المعدية في ملاجئ الطوارئ.

واقع النزوح وتحديات الإيواء

مع استمرار الغارات الجوية "الإسرائيلية" التي تركزت على الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض القرى في الجنوب والشرق، لا يزال النزوح الداخلي يشكل هاجساً كبيراً، إذ أبلغت المنظمة الدولية للهجرة عن 809,043 نازحاً حتى 20 تشرين الأول.

وتظهر البيانات انخفاضاً في عدد النازحين المسجلين في ملاجئ "أونروا" إلى 3,757 شخصاً بعد أن غادر 72 نازحاً بعض الملاجئ، خاصة في منطقة صيدا، حيث يُعتقد أن "التحسن النسبي في الوضع الأمني" دفع بعضهم للعودة إلى منازلهم في منطقة صور. حسب ما جاء في التقرير.

وقالت الوكالة، إنها تواصل تشغيل 11 مركزاً للإيواء الطارئ، وتقدم خدمات متكاملة بالتعاون مع منظمات محلية ودولية تشمل توفير الوجبات الساخنة والدعم النفسي الاجتماعي. ورغم التحديات، تظل جهود المنظمة مستمرة لتأمين احتياجات النازحين بالتنسيق مع الشركاء الميدانيين.

وأضافت: أنّ تواصل الغارات أدى إلى تعطيل حركة المنظمات الإنسانية وصعوبة الوصول إلى المتضررين، فيما لم تُسجّل إصابات بين موظفيها الذين يواصلون عملهم تحت رقابة أمنية مشددة، وتعمل فرق الوكالة على تجاوز العقبات اللوجستية لضمان إيصال المساعدات والمواد الغذائية إلى الملاجئ، وذلك بالتنسيق مع الشركاء، مثل برنامج الأغذية العالمي. حسبما بينت في التقرير.

بحث خيارات بديلة حول التعليم

وحول التعليم، قالت الوكالة إنها تواصل تنفيذ برنامجها للتعليم في حالات الطوارئ، حيث يقوم فريق التعليم بتنفيذ أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والشباب في الملاجئ، فيما تمكنت حتى الآن من تقديم خدمات حيوية لحوالي 3,200 شخص، من بينهم أكثر من 2,200 طفل. وتنوعت الأنشطة بين الإسعافات الأولية النفسية، والإرشاد، والأنشطة الترفيهية، إلى جانب التوعية حول قضايا الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وحذّرت من أنّه ورغم الجهود الحثيثة، لا تزال المؤسسات التعليمية مغلقة بوجه الطلاب، حيث أعلنت وزارة التربية تأجيل بدء العام الدراسي حتى 4 تشرين الثاني، في وقت تواصل فيه "أونروا" بحث خيارات بديلة لضمان حصول الطلاب على التعليم، سواء من خلال برامج التعليم غير النظامي أو انتظار استقرار الأوضاع للعودة إلى التعليم النظامي.

بالتوازي مع تحديات الصحة والإيواء، تعمل الوكالة على تحسين الخدمات الأساسية في مراكز الإيواء، حيث أُعلن عن تحسينات ملموسة في إمدادات المياه بالشمال بفضل نقل المياه بالشاحنات وربط الآبار بملاجئ الطوارئ.

كما تم تعزيز إدارة النفايات الصلبة بالتعاون مع البلديات والمقاولين لتفادي أزمات بيئية قد تنجم عن تراكم النفايات، حسبما أضافت في تقريرها.

وذكرت الوكالة، أنها أطلقت في 3 تشرين الأول/ أكتوبر نداءً عاجلاً لجمع 27.3 مليون دولار بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للنازحين خلال الأشهر الثلاثة القادمة، ويشمل ذلك تقديم الإغاثة للمتضررين من النزاع المستمر في لبنان، وكذلك مساعدة العائلات التي اضطرت للنزوح إلى سوريا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد