مطالبات لـ"أونروا" بتحمل مسؤولياتها وسط أزمة إنسانية

النازحون في مخيم نهر البارد ينظمون اعتصامًا احتجاجيًا ضد "أونروا"

الخميس 24 أكتوبر 2024

تجمع عشرات النازحين الفلسطينيين، يوم الخميس 24 تشرين الأول/ أكتوبر، أمام مكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، في وقفة احتجاجية تعبر عن استنكارهم وغضبهم من تدهور الأوضاع الإنسانية في مراكز الإيواء.

وجاءت هذه الوقفة كرسالة واضحة إلى الوكالة، تطالبها بتحمل مسؤولياتها وتقديم الدعم اللازم لتحسين ظروفهم المعيشية التي وصفوها بالكارثية، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من تحديات جديدة.

وفي خضم هذه الوقفة، قدم أحد النازحين كتاباً إلى مدير "أونروا" في المخيم، معبراً باسم العائلات النازحة عن مطالبهم وأوجاعهم، وجاء في الرسالة التي حملت توقيع النازحين من فلسطينيي سوريا ولبنان المقيمين في مدارس الإيواء، نداء للمسؤولين بضرورة الاستجابة السريعة لمطالبهم وتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم الذين يفتقرون إلى الملابس الشتوية، الغذاء، الحليب، والحفاضات.

وأشار النازحون، إلى معاناتهم بسبب نقص حاد في الأدوية داخل المستوصفات، مما يعرض صحة أطفالهم لخطر متزايد، خصوصاً في ظل شح الخدمات الصحية المتوفرة حالياً.

وأضافت: أن النازحين يعيشون في ظروف اقتصادية قاسية، مع ندرة المساعدات المالية التي لم تعد تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وأكدوا أن أزمة النزوح والتهجير المتواصلة بين المخيمات المختلفة، فاقمت من معاناتهم، مطالبين بحلول جذرية وطارئة تضع حداً لهذه الأوضاع المأساوية، لافتين إلى حاجتهم الملحة لتأمين وسائل التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث إن نقص الفرشات والبطانيات والمواد الغذائية يجعلهم عرضة للأمراض والمشقات.

المشاركون في الاعتصام وجهوا أيضاً رسالة شكر إلى أهالي مخيم نهر البارد الذين ساندوهم خلال هذه الأزمة، معبرين عن امتنانهم لروح التضامن والمساندة التي أظهرها سكان المخيم، رغم صعوبة الظروف التي يعانونها هم أيضاً، واصفين هذه الوقفة بأنها تجسيد لقيم النخوة والكرم التي يتميز بها المخيم الصامد.

وخلال الاعتصام، انتقد النازح رامي منصور من مخيم برج البراجنة سياسة "أونروا" في التعامل مع أزمة النازحين، مشيراً في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن الوكالة لم تقم بتوفير الحد الأدنى من الخدمات التي يحتاجها النازحون في مراكز الإيواء. وقال: "لا غذاء، لا طبابة، ولا إيواء حقيقي. ما هي خطة الطوارئ التي تتحدث عنها الأونروا؟ هل هي فقط توفير سقف وغطاء؟". وأبدى منصور امتعاضه من قرار الوكالة بتقليص عدد مراكز الإيواء في مخيم نهر البارد من ست مدارس إلى ثلاث فقط، بحجة فتح العام الدراسي، واصفاً هذا القرار بأنه "جريمة بحق الإنسانية"، محذراً من تأثير ذلك على صحة ونفسية النازحين الذين سيضطرون للعيش في ظروف مكتظة بوجود 20 إلى 25 شخصاً في الصف الواحد.

ومن جانبه، أعرب أبو ربيع، النازح من مخيم برج الشمالي، في حديث لموقعنا، عن استيائه من تخفيض عدد مراكز الإيواء، وقال إن "أونروا" هي الجهة المسؤولة عن تلبية احتياجات النازحين وتوفير الغذاء والمأوى لهم وفقاً لخطة طوارئ متكاملة.

واستنكر الخطوات الأخيرة للوكالة، مشيراً إلى أن بإمكانها اعتماد التعليم عن بعد كحل بديل لتقليل التجمعات، بدلاً من إجبار النازحين على مغادرة مراكز الإيواء. وأكد أن الوكالة لا تملك الحق في تقليص مراكز الإيواء وجمع النازحين في مدارس قليلة، مضيفاً بنبرة حازمة: "يمكنهم تدريس الطلاب عبر الإنترنت، عوضا عن التضييق على النازحين".

كما شهد الاعتصام سرداً مؤثراً من نادر بلال سته، النازح من مخيم برج البراجنة، حيث روى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، ما حصل معهم خلال زيارة أحد موظفي "أونروا" إلى مراكز الإيواء.

 وأوضح أن الموظف عبر عن استيائه من وجود الشباب في المدرسة وهم نائمون، مطالباً إياهم بالبحث عن عمل، وتجاهل تماماً الظروف القاسية التي يعيشها النازحون. وقال بلال: "بدلاً من الاهتمام بأوضاع الأطفال ومعرفة كيف يأكلون ويشربون، كانت كلمات الموظف إهانة لا يجب أن تصدر عن جهة مسؤولة".

وطالب بلال الوكالة بإيجاد حلول بديلة تضمن للنازحين العيش بكرامة، وأن تقدم دعماً مالياً شهرياً يمكنهم من توفير احتياجاتهم الأساسية. وأكد أن قرار تقليص مراكز الإيواء تحت ذريعة التعليم يؤثر بشكل كبير على حياتهم، داعياً "الأونروا" إلى إيجاد بدائل أخرى للمدارس التي تحولت إلى مأوى لهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.

الاعتصام في نهر البارد أتى كصرخة جديدة توجهت إلى وكالة "أونروا"، لتعيد النظر في سياستها، وتتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يواجهون معاناة مستمرة، ويأملون تدخلاً فورياً يخفف أزماتهم، ويؤمن لهم حياة كريمة، ويأتي ضمن سلسلة احتجاجات شهدتها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" على لبنان يوم 23 أيلول/ سبتمبر الفائت.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد