قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّ 4 آلاف لاجئ فلسطيني، بينهم 55% من فلسطينيي سوريا، نزحوا من لبنان بحثاً عن الأمان جراء العدوان "الإسرائيلي" الشامل، وذلك حتى تاريخ 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وأحصت "أونروا" وصول 814 عائلة نازحة، أي ما يقرب من 4,000 شخص، إلى سوريا، على الرغم من أن العدد الفعلي للعائلات التي عبرت الحدود قد يكون أعلى، خاصة في مناطق ريف دمشق الشمالي والشرقي، حسبما أشارت الوكالة، مؤكدةً أنها تبذل جهوداً مكثفة بالتنسيق مع السلطات السورية لتقييم احتياجات هؤلاء اللاجئين وتقديم الدعم اللازم لهم.

النساء والأطفال في المقدمة

وأضافت الوكالة، أنها أجرت استبياناً شاملاً لجمع البيانات المصنفة وتحديد الاحتياجات الملحة للنازحين الجدد، وشارك فيه 654 رب أسرة (1,964 شخصاً)، تبين أن 77% منهم من النساء والأطفال، بينما كان 1% من المشاركين من ذوي الإعاقة.

 وأظهرت النتائج أن الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين يقيمون حالياً لدى عائلاتهم الممتدة أو أصدقائهم في ظروف معيشية مكتظة.

ولفتت "أونروا" إلى أنّ أكثر من 55% من المشاركين في الاستبيان كانوا قد عاشوا في سوريا سابقاً قبل أن يضطروا إلى النزوح خلال الأزمة.

وذكر 93% منهم أن تدهور الوضع الأمني في لبنان هو السبب الرئيسي وراء قرارهم العودة إلى سوريا، بينما عاد 61% منهم بصحبة جميع أفراد أسرهم، في حين استقر 80% منهم في المناطق التي كانوا يعيشون فيها سابقاً قبل فرارهم من البلاد.

ورغم أن السلطات السورية تعاملت بمرونة مع العائدين، وسمحت لهم بالدخول دون قيود، بحسب الوكالة، إلا أن الإجراءات على الجانب اللبناني أثرت في عملية النزوح، إذ عادت السلطات اللبنانية إلى تطبيق بروتوكول ختم الخروج، مما قد يبطئ من حركة النازحين عبر المعابر الرسمية.

وأشارت الوكالة إلى أنها تواجه صعوبات كبيرة في تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، حيث يعاني برنامج الطوارئ للوكالة في سوريا ولبنان من نقص حاد في التمويل، إذ لم يُمول سوى بنسبة 16% حتى نهاية أيلول/ سبتمبر.

وأكدت وكالة "أونروا" إنها تعجز حالياً عن تقديم دعم طارئ كافٍ، سواء في مجال المساعدات الغذائية أو الرعاية الصحية، ما يهدد استدامة عودة اللاجئين إلى سوريا.

رغم ذلك، تمكنت الوكالة من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية وإحالات المرضى إلى المستشفيات، حيث تلقت 642 حالة من النازحين الرعاية الطبية بين 21 و23 تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك حالتان في العناية المركزة، فيما تبذل الوكالة جهوداً لتأمين التمويل اللازم لضمان استمرار هذه الخدمات، خاصة الرعاية النفسية والعلاج للأمراض المزمنة.

استجابة فورية لدعم الأطفال اللاجئين

على صعيد التعليم، قالت الوكالة إنها تمكنّت من تسجيل 252 طفلاً لاجئاً فلسطينياً في مدارسها بسوريا، مع التركيز على ريف دمشق حيث أُضيف معلمون جدد لدعم التدفق الطلابي.

 ومع ذلك، واجهت بعض العائلات صعوبات في تسجيل أطفالها في المدارس الثانوية؛ نظراً لاختلاف المناهج بين سوريا ولبنان، ما دفع الوكالة للعمل على توعية العائلات بأهمية استمرارية التعليم وضمان عدم انقطاع الأطفال عنه، حسبما أضافت.

كما قالت الوكالة إنها تعمل على توقيع اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي لتسهيل نقل المساعدات الغذائية إلى النازحين، إضافة إلى مواصلتها توزيع مجموعات المواد غير الغذائية، حيث تم تسليم 418 مجموعة تحتوي على بطانيات وأطقم مطابخ ومستلزمات صحية، إلى جانب نشر الوعي حول الحماية من الاستغلال وتوزيع منشورات توضح آليات تقديم الشكاوى.

ونقلت الوكالة، شهادات خمس لاجئات فلسطينيات، فررن إلى ريف دمشق، تحدثن عن حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء النازحون.

قالت إحدى النساء: "نحن خمس عائلات نعيش في شقة من غرفتين، ثلاثة منا مع أزواجهن، واثنتان بمفردهن مع أطفالهما. ليس لدينا ملابس سوى تلك التي كنا نرتديها عندما هربنا، والشتاء قد بدأ. نحن بحاجة ماسة لدعم الأونروا."

فيما دعت "أونروا" في تقريرها، المجتمع الدولي لتقديم الدعم العاجل لضمان توفير المساعدات الأساسية للاجئين الفلسطينيين النازحين من لبنان، لتمكينهم من العيش بكرامة واستدامة داخل سوريا.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد